الفائز بـ«ذهبية وفضية» المعرض: قدمت علاجات لـ«التقزم وألزهايمر وسوء التغذية»
الدكتور عمرو هلال
قال الدكتور عمرو هلال، مدير إحدى الشركات الخاصة المعنية بكيفية الاستخدام الأمثل لبعض المخلّفات الزراعية التى لها قيمة صيدلية، إنه أثبت، من خلال اختراعه الأخير، فوائد نخالة الأرز «الثرث» فى الوقاية من مرض «ألزهايمر»، وهو ما دعا وزارة الاقتصاد الألمانية إلى إعداد مشروع قيمته مليون يورو، لاستخدام النخالة كغذاء لكبار السن، للوقاية من المرض.
د. عمرو هلال: 20% نسبة التقزم والأنيميا فى مصر
وأكد «هلال»، خلال حواره لـ«الوطن»، أن مصر تعيش أزهى فترات انتعاش البحث العلمى، وبخاصة للباحثين الشباب.. وإلى نص الحوار:
كيف جاءت فكرة الاختراع؟
- اكتشفنا أن نسبة التقزم والأنيميا فى مصر تصل لأكثر من 20%، والتقزم لا يعنى فقط قصر قامة، إنما صحة أقل، وقدرة أقل على التحصيل الدراسى والتطور الوظيفى، ويعود ذلك لسوء التغذية من الفيتامينات والمعادن المطلوبة للجسم، كما أن قرابة ربع سكان مصر، وهم قوة العمل الحقيقية، تشكو من الضعف، ويستلزم معالجة هذا الخلل حتى تنهض الدولة.
متى بدأت خطوات تنفيذه؟
- لكى نكافح التقزم كان يجب وضع برنامج واضح، وبدأناه قبل 3 سنوات بالتعاون مع المعهد القومى للتغذية، بتمويل من صندوق «مصر الخير»، وآخر من أكاديمية البحث العلمى عبر تحالف الصناعات الغذائية الزراعية، واستند الابتكار إلى إضافة المعادن والفيتامينات بنسب محددة لإفادة الأطفال من سن 2 إلى 4 سنوات، ومن سن 5 إلى 11 سنة، فكل سن بحاجة إلى نسب معينة محسوبة بدقة طبقاً للمعيار المطلوب من وزارة الصحة المصرية، ومنظمة الصحة العالمية، وأعددنا منها خليطاً أدخلناه فى عدد من الأغذية البسيطة حتى يتقبلها الأطفال بسهولة، منها على شكل بسكويت أو «بون بونى» للأطفال، حتى تأخذ كل سن الجرعة الخاصة بها بشكل مناسب.
وأعتقد أن السبب فى الجائزة يعود إلى عدم اقتصار المشروع على الأطفال فقط، وإنما شمل الأم المقبلة على الزواج، وقبل الحمل وأثناء الرضاعة، وكل فترة تحتاج لأغذية مخصصة لها، فكلما كانت الأم غنية بالفيتامينات والمعادن يولد الأطفال أصحاء، والبرنامج يكافح الأمراض بشكل كبير.
بدأت المشروع قبل 3 سنوات بإضافة المعادن والفيتامينات بنسب محددة لـ"بسكويت" الأطفال.. والعلاج يفيد المقبلة على الزواج والحامل
ما قيمة الاختراع؟
- بعد استقالتى من كلية الصيدلة جامعة القاهرة عام 1997، أنشأت شركة تعمل على الاستخدام الأمثل لبعض المخلّفات الزراعية ذات القيمة الصيدلية، ومن ضمن ذلك نخالة الأرز الناتجة عن عملية تبييضة «الثرث»، والقيمة الغذائية الكلية الموجودة فى هذه النخالة، وخلال العشر سنوات الماضية أجرينا أبحاثاً بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية والمركز القومى للبحوث، وعدد من أساتذة كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، و3 كليات صيدلة بألمانيا، لتعظيم الاستفادة من هذه النخالة واستخدامها كغذاء للإنسان عالى القيمة، بدلاً من استخدامها كعلف حيوانى، وتم نشر أكثر من 15 بحثاً على المستوى العالمى، وتم تسجيل المنتج، ويوجد حالياً بمعظم صيدليات مصر وأماكن الأغذية الوظيفية، ونحن أول من أثبت أن نخالة الأرز صالحة للاستخدام الآدمى كنظام غذائى صحى متكامل يفيد مرضى الضغط والسكر.
وأثبتنا حديثاً أن هذه الخلاصة تُستخدم فى الوقاية من مرض «ألزهايمر» تحت مسمى «شيخوخة بصحة»، وبناء على الأبحاث المنشورة أعدت وزارة الاقتصاد الألمانية مشروعاً قيمته مليون يورو لاستخدام ردة الأرز الخاصة كغذاء لكبار السن للوقاية من المرض، وأعتقد أن «فضية» معرض جنيف الدولى للاختراعات مُنحت بسبب ترجمة هذه الأبحاث على شكل منتج.
وما أهمية ذلك فى المستقبل؟
- اقتصاديات كل الدول المتقدمة قائمة على اقتصاد المعرفة، ولا بد من زيادة الإنفاق فى مصر على هذا المجال، لأن الاستثمار فى العلم يعنى استثماراً فى المستقبل، والصناعة المدعمة بالبحث العلمى هى القطار الحقيقى الذى سينهض بمصر.