بعد وثائق دعمها للإخوان في أوروبا.. سويسرا توقف مشروعات تمولها قطر
تميم بن حمد.. أمير قطر
قالت قناة "العربية" في تقرير، اليوم، إن قرارا صدر بإيقاف المشروعات الممولة من قطر في سويسرا، بما في ذلك مجمع للمباني بتكلفة 22 مليون فرنك سويسري "ما يعادل 21.5 مليون دولار"، بحسب تقرير أورده موقع "سويس إنفو".
وبحسب التقرير، يأتي القرار وسط سلسلة من التداعيات في أعقاب الكشف المثير للجدل والمعلومات السرية التي فضحها كتاب "أوراق قطر"، الذي نشره الصحفيان الفرنسيان كريستيان شينو وجورج مالبرونو أوائل الشهر الجاري، بحسب ما أكدته القناة العامة السويسرية الناطقة بالفرنسية "إر تي أس".
وأفاد محمد كرموس، مؤسس المعهد الثقافي الإسلامي السويسري، الذي ساهم في جلب الكثير من الأموال القطرية إلى مدينة لاشو دو فون، أن هذه المشروعات توقفت في الوقت الحالي. وتقترن شهرة هذه المنظمة الثقافية بشكل كبير بمتحف الحضارات الإسلامية، الذي افتتح في عام 2016 في المدينة الواقعة غرب سويسرا.
وتشير التقديرات بشكل إجمالي إلى أن المعهد تلقى حوالي 4 ملايين فرنك من مؤسسة "قطر الخيرية"، وشمل هذا المبلغ أيضا دعما لمساجد في مدن برييي وبيل/بيان ولوجانو.
وفي مداخلة هاتفية مع القناة السويسرية "إر تي أس"، ألقى محمد كرموس باللوم على وسائل الإعلام، قائلا: "كل هذه الألاعيب في وسائل الإعلام مضافا إليها الحصار المفروض على قطر أدت إلى إيقاف أي مدفوعات"، على حد قوله.
ومن جهة أخرى، أكد مصدر نشط في دوائر الأعمال الإسلامية في تصريح للقناة "إر تي أس" أن المؤسسة القطرية أصدرت قرارا بالتقليص إلى حد كبير لعمليات التمويل ذات الطابع الديني في أوروبا.
ومن المتوقع أن يؤثر توقف التمويل القطري بشكل كبير على المعهد الثقافي الإسلامي السويسري، حيث إن متحف الحضارات الإسلامية لا يُدر عائدات مالية مناسبة نظراً لأنه يستقبل عدداً قليلاً من الزوار.
وكان من المفترض أن يعتمد على المدى الطويل للحصول على عائدات من مُجمّع عقاري مجاور مقترح، يشتمل على مسجد وحوض سباحة يُخصص لفترات منفصلة لاستقبال النساء.
ومع أن مؤسسة "قطر الخيرية" شاركت في عملية شراء الأرض بمبلغ مليون فرنك، إلا أن تكاليف بناء المُجمّع البالغة نحو 22 مليون فرنك لن تتوفر قريبا حسب ما كان مُخططاً لها. وكان المؤلفان شينو، الذي يعمل في إذاعة فرنسا الدولية، ومالبرونو الصحفي في لوفيجارو الفرنسية، فضحا في كتابهما الحسابات المفصلة لمنظمة "قطر الخيرية"، التي يُفترض أن مهمتها الرئيسية مساعدة المجتمعات المسلمة في أوروبا، ولكن كشف الكتاب بالوثائق عددا لا يُحصى من المشروعات "المساجد والمدارس والجمعيات وغيرها" في كل من فرنسا وإيطاليا وسويسرا وبلجيكا وألمانيا والنرويج ودول البلقان بما فيها صربيا، بتمويل مباشر لدعم أنشطة جماعة الإخوان في أوروبا وغيرها من المنظمات التي تتبنى التطرف الديني.
وتكشف الوثائق المنشورة في كتاب "أوراق قطر"، أنه في عام 2016 قامت مؤسسة قطر الخيرية بتمويل 140 مشروعا في أوروبا وكندا وأستراليا بملايين الدولارات.