«البطاقات اللاتلامسية».. تكنولوجيا جديدة تدعم الشمول المالى فى مصر
كارت «ماستر كارد»
لم تعد التكنولوجيا رفاهية يمكن العزوف عنها، وإبقاء السبل التقليدية بديلاً لها، حيث بات القطاع المصرفى العالمى يسير نحو الشمول المالى وزيادة قاعدة المتعاملين مع البنوك بفلسفة القرن الحادى والعشرين الذى يغلب عليها الطابع التكنولوجى بشكل كبير.
وبدأت شركتا «فيزا» و«ماستر كارد» تعميم خططهما التكنولوجية الطموحة على مستوى العالم، ليلزما البنوك المصرية بتطبيق البطاقات اللاتلامسية قبل نهاية مايو المقبل، فيما لقى القرار ترحيباً من كثير من البنوك العاملة فى السوق المحلية، باعتبارها إحدى السبل التكنولوجية التى ستيسر على العملاء التعامل مع المنظومة المصرفية، التى ستؤدى لدعم الشمول المالى.
بعد إلزام "فيزا" و"ماستركارد" البنوك بالتطبيق قبل مايو المقبل
كانت البداية عام1914 عندما قامت بعض الشركات التجارية والفنادق بعمل بطاقة تشبه بطاقة الائتمان الحالية، وتمنحها لعملائها ليتمكنوا بموجبها من الحصول على مزايا خاصة، إلى أن دخلت بعض البنوك لتصدر بطاقات ائتمان خاصة بها، إذ قام أكبر بنكين فى العالم فى هذا التوقيت، وهما بنك أمريكا، وبنك تشيزمانهاتن عام 1958 بإصدار بطاقة American، التى انتشرت بشكل واسع فى الولايات المتحدة، ما أدى إلى ظهور مجموعة بنوك كونت جمعية متخصصة، قامت بإصدار بطاقة تسمى ماستركارد، ثم تطور الحال بحيث أنشئت فى عام 1997 منظمة الفيزا العالمية، التى تقوم بإعطاء ترخيص للبنوك الأعضاء لديها فى جميع أنحاء العالم لإصدار بطاقات الائتمان، إلى أن قام العالم الفرنسى رولاند ماريئو فى عام 1973 بتطوير البطاقات إلى بطاقات بلاستيكية ذكية، وهى البطاقات المستخدمة حالياً، وقد زاد استخدامها فى التسعينات، إذ حصلت قفزة كبيرة فى تطور واستعمال هذه البطاقة فى عام 1994 عندما قامت المصارف وشركات الخدمات المالية بتوسيع اهتماماتها بتكنولوجيا هذا النوع من البطاقات الذكية، إلا أنه مع تأثير التكنولوجيا على الساحة المصرفية العالمية، تطور منظور البطاقات التقليدية التلامسية إلى البطاقات عديمة التلامس، كل ما تتطلبه هو الاقتراب لمسافة معينة من جهاز القراءة، كماكينات الصراف الآلى، حيث تحتوى كل من البطاقات اللاتلامسية وجهاز القراءة على هوائى لاسلكى قصير المدى، وتتواصل الهوائيات لاسلكياً باستخدام ترددات الراديو اللاسلكية، وبدلاً من إدخال البطاقة فى جهاز القراءة يتم تمريرها بالقرب من السطح الخارجى لجهاز القراءة.
تسهم المدفوعات اللاتلامسية فى مزيد من الحماية من عمليات الاحتيال، فضلاً عن إحداث تغيير إيجابى فى معاملات التجارة اليومية واستفادة التجار والمستهلكين على حد سواء، كما تسهم فى تشجيع استخدام البطاقات والاستغناء عن تداول الكاش، وتتيح للحكومات مزايا استخدام فريدة مثل توظيفها فى مجال النقل العام، لذلك أعلنت ماستركارد عن مبادرة تهدف إلى زيادة تطبيق المدفوعات عبر خدمة «مرر وادفع» خلال السنوات الخمس المقبلة، وفى سبيل تطبيق المبادرة، تحتاج ماستركارد إلى إجراء سلسلة من التحديثات على البطاقات والأجهزة فى أنحاء الشرق الأوسط، أفريقيا، أوروبا، أمريكا اللاتينية، منطقة آسيا، والمحيط الهادئ، وذلك بهدف تزويد البطاقات بتقنية الدفع اللاتلامسى التى تتسم بالأمان والسهولة وتوفيرها إلى شريحة أكبر من العملاء فى عدد أكبر من المناطق حول العالم، وأكدت ماستر كارد أن اليوم يمكن للملايين من المستهلكين إتمام عملية الدفع اللاتلامسى بتمرير بطاقاتهم أو جهازهم المحمول فى أكثر من 8 ملايين موقع ضمن 111 دولة حول العالم، وقد شهدت المعاملات اللاتلامسية فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ارتفاعاً كبيراً خلال العام 2018 بلغ 27 ضعفاً، مع نمو فى حجم الإنفاق بلغ 18 ضعفاً، كما أن الطلب على المدفوعات اللاتلامسية متزايد باستمرار، حيث بلغت نسبة العمليات الشرائية باستخدام هذه التقنية 15% من إجمالى العمليات الشرائية فى العالم.
"أبوظبى الإسلامى" يستهدف إطلاق 70 ألف بطاقة لاتلامسية.. والمصرف المتحد يستعد لإطلاق 30 ألفاً ضمن منظومة الدفع الوطنية "ميزة"
وعلى غرار مبادرة ماستركارد وضعت فيزا خطتها لاستخدام البطاقة اللاتلامسية بديلاً عن البطاقات التقليدية الأخرى، لتلزم كلتا الشركتين البنوك المصرية بإحلال البطاقات عديمة التلامس فى كافة المعاملات المصرفية.
والجدير بالذكر أن العلامة التجارية فيزا تستحوذ على 13 بطاقة، ويتم إصدارها من خلال 8 بنوك، بينما تستحوذ العلامة التجارية ماستركارد على 12 بطاقة، تصدر من خلال 6 بنوك بالسوق المصرية.
وعقب محمد على، العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لبنك أبوظبى الإسلامى - مصر، أن فيزا وماستركارد تلزمان كافة البنوك فى كافة أنحاء العالم باستخدام البطاقات اللاتلامسية، وليس على مستوى السوق المحلية فقط، باعتبارها ستكون أكثر أماناً وأسرع وأيسر فى إتمام المعاملات المصرفية، موضحاً أن استخدام البطاقات الجديدة لن يكون ذات تكاليف باهظة على البنوك، خاصة أن الأمر يرجع إلى مدى قوة البنية التحتية التكنولوجية لدى كل من فيزا وماستركارد، والنظام الإلكترونى للشركتين هو ما يحدد مدى نجاح التجربة، وذكر أن البنك يعمل على استخدام البطاقات اللاتلامسية وإحلالها بديلاً عن كافة البطاقات التقليدية لديه، موضحاً أن عدد بطاقات البنك تخطت 70 ألف بطاقة، وسيمنح البنك مهلة كافية لعملائه للتوجه لأحد فروع البنك لاستبدال البطاقات التقليدية بمثيلتها اللاتلامسية، محاولاً تحويل كافة بطاقاته قبل نهاية مايو المقبل.
"الأهلى المصرى" يستهدف إطلاق خدمة "اللاتلامسية" على البطاقات ونقاط البيع.. و"مصر" يعتزم تجهيزها بحلول مايو
وأضاف أشرف القاضى، رئيس مجلس إدارة المصرف المتحد، أن للبطاقات «اللا تلامسية» مميزات عديدة، أهمها أنها بطاقات ذكية يتم تمريرها على جهاز الوحدات الحسابية point of sales وتتم عملية الشراء والدفع من خلالها دون أى تدخل بشرى، كما تسمح بالتعامل على مبالغ بسيطة وصولاً إلى الحد المسموح بالتعامل المالى للبطاقة، فضلاً عن إمكانية القيام بعمليات الدفع الإلكترونى دون التقيد بعامل الوقت أو المكان، وأشار إلى أن المصرف المتحد يستعد لإطلاق بطاقات «ميزة» الوطنية بالخاصية «اللا تلامسية» لما لها من مميزات كبيرة فى جذب شريحة هامة من المجتمع المصرى تقدر بنحو 30 ألف مواطن وتوسيع قاعدة الشمول المالى للتحول لمجتمع غير نقدى، وأوضح أن سوق المدفوعات الإلكترونية يشهد نمواً كبيراً فى مصر، خاصة مع زيادة إصدارات البنوك للبطاقات بأنواعها المختلفة سواء تجزئة أو مرتبات، الأمر الذى سيتطلب زيادة فى نقاط الدفع الإلكترونى وماكينات نقاط البيع، كما يتطلب فتح قنوات دفع جديدة للمواطنين لدى البنوك والجهات الحكومية والمتاجر والوحدات الحسابية.
من جانبه قال عاكف المغربى، نائب رئيس بنك مصر، إن البطاقات اللاتلامسية تتميز بتيسير أداء المعاملات المصرفية، خاصة ذات القيمة المنخفضة ما يشجع كلاً من المستهلك والتجار على استخدام وسائل الدفع الإلكترونية، ويعزز من جهود المنظومة البنكية فى الشمول المالى، وأشار إلى أن بنك مصر يعمل حالياً على إصدار البطاقات اللاتلامسية دعماً للتطور التكنولوجى المستمر، وضماناً لاستمرارية تنافس البنك محلياً وعالمياً، مضيفاً أن البنك يستهدف الانتهاء من بطاقات بنك مصر اللاتلامسية بحلول مايو المقبل، وذكر أن التطوير المستمر للبطاقات الذكية، واستخدام البطاقات اللاتلامسية، ستدعم خطط الدولة الطموحة فى نشر ثقافة الشمول المالى، والتحول لمجتمع لا نقدى، مضيفاً أن البطاقات الجديدة ستدعم انتشار بطاقة ميزة الوطنية لأنها تسهل التعامل بالمبالغ الصغيرة.
وأضاف علاء فاروق، رئيس قطاع التجزئة المصرفية بالبنك الأهلى، أن البنك قام بتحديث الأنظمـة الخاصة به وإضافة خدمة اللاتلامسية على تلك الأنظمة من خلال البطاقات ونقاط البيع، مستهدفاً تحسين مستوى الخدمات المقدمة لعملائه، والتوسع فى تقديم خدمات متطورة تواكب المستحدثـات التكنولوجية على أن تتسم بالسرعة والسهولة.
15 % من المدفوعات حول العالم لاتلامسية
وأشار فاروق إلى أنه فى الوقت الحالى تعمل معظم البطاقات المصرفية بالشكل التقليدى عن طريق قيام العميل بإدخال البطاقة فى نقاط البيع للدفع وإجراء معاملات المشتريات، بينما تعتبر خدمة البطاقات اللاتلامسية تقنية حديثة تم تطبيقها بالعديد من دول العالم، من خلال إضافتها للبطاقات المصدرة بما يتيح لحامل البطاقة إجراء حركات الشراء باقتراب البطاقة من نقاط البيع دون الحاجة إلى إدخالها فى الماكينة ما يمكن من إجراء تلك المعاملات بصورة سريعة.
وأوضح أنه سيتم إصدار بطاقات البنك الأهلى التى تتيح الخدمة على نقاط البيع الموجودة لدى التجار لتصبح قابلة للتنفيذ والاستفادة بها من قبل عملاء البنك، فور إصدار البنك المركزى للقواعد المنظمة للخدمة والموافقة على تطبيقها داخل السوق المصرية.