الكاتب الليبي الراحل إبراهيم الفقيه.. رحلة عطاء أدبية
أحمد إبراهيم الفقيه
بعد رحلة طويلة مع المرض، رحل الكاتب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه، أمس، عن عمر ناهز 77 عامًا، بأحد مستشفيات القاهرة.
ويعد الكاتب والصحفي والأكاديمي والدبلوماسي "الفقيه" أحد أبرز الروائيين في الأدب الليبي والعربي، وتخرجت أجيالا على يديه من الجامعات الليبة والمصرية والليبية، حيث ألقى الفقيه محاضرات فى عدد من الجامعات بهذه الدول خلال عمله أستاذًا جامعيا فى الأدب العربى الحديث، كما عمل الكاتب الراحل سفيرا لليبيا فى أثينا وبوخارست.
وولد الفقيد فى 28 ديسمبر 1942فى بلدة مزده جنوبى طرابلس، وحصل على درجة الدكتوراه فى الأدب العربى الحديث من جامعة إدنبرة فى اسكتلندا في 1982، وبدأ نشر مقالاته وقصصه القصيرة فى الصحف الليبية منذ عام 1959، لتفوز مجموعته القصصية «البحر لا ماء فيه» بالمركز الأول فى جوائز اللجنة العليا للآداب والفنون بليبيا في عام 1965.
ساهم "الفقيه" في تأسيس عددا من الصروح الثقافية والأدبية في بلاده، فقد عمل مديراً للعهد الوطني للتمثيل والموسيقى، وعمل فى عدد من المؤسسات الصحفية، وأسهم عام 1966 في تأسيس مجلة الرواد الأدبية وعمل ضمن هيئة تحريرها، وترأس تحرير 12 مجلة، منها صحيفة "الأسبوع الثقافي" التى أسسها ورأس تحريرها في مطلع السبعينات.
كما سعى لإنشاء اتحاد للأدباء في ليبيا وكان مقرر لجنته التأسيسية، وتولى منصب الأمين العالم لفترة من الوقت، قبل أن يتفرغ للعمل بالمجلس القومي للثقافة العربية رئيسا لشعبة الإبداع وعضو الهيئة المشرفة على مجلة الوحدة، كما تولى لأكثر من 15 عاماً رئاسة المؤسسة العربية الخيرية للثقافة Arab Cultural Trust، التي أقامت الندوات والمعارض المعنية وأصدرت مجلة الأفق، Azure، التي كانت رائدة في تقديم الأدب العربي لقراء اللغة الإنجليزية والتي كان يرأس تحريرها كعمل تطوعي طوال سنوات صدورها في لندن خلال فترة إقامته بهذه المدينة التي استمرت عشرة أعوام.
وتعتبر روايته "خرائط الروح" أطول رواية عربية حيث تتكون من 12 جزءً، وتتناول تاريخ الاستعمار في ليبيا، كما صنفت روايته الشهيرة "سأهبك مدينة أخرى" الصادرة فى 1991، كواحدة من أفضل مائة رواية عربية فى الأدب العربى الحديث، ضمن تصنيف اتحاد الكتاب العرب لأفضل مئة رواية عربية، وله ترجمات لعدد من الأعمال الأدبية إلى لغات متعددة، وكانت آخر أعماله الإبداعية رواية "خفايا القصر المسحور"، والمجموعة القصصية “قصص من عالم العرفان” في 2016.