توزيع مواد غذائية.. جزيرة أبو عمرو بالشرقية تطلق مبادرة لإطعام البسطاء
مع دقات الساعة الثالثة فجر يوم الجمعة من كل أسبوع يستيقظ عدد من شباب قرية جزيرة أبو عمرو التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية ويتوجهون لأداء الصلاة بالمسجد، ثم ينطلقون إلى أحد الأسواق لشراء كميات كبيرة من الخضروات والفاكهة لتوزيعها على البسطاء في القرية بسرية تامة.
"إطعام الطعام" مبادرة شبابية دشنها أطباء ومهندسين ومشايخ ورجال أعمال بالقرية لتلبية احتياجات الأسر البسيطة من الطعام.. بتلك الكلمات بدأ الدكتور رضا السباعي المسؤول الإعلامي للحملة بقرية جزيرة أبو عمرو حديثه مع "الوطن"، وتابع قائلا: "انطلقت المبادرة منذ نحو 40 يومًا وستستمر طوال العام بمشيئة الله".
وسط قطعة أرض فضاء أمام جمعية تنمية المجتمع يتجمع أطفال في حلقات دائرية بجانبهم بعض الشباب تعلو الابتسامة شفاههم وتزين ملامح الرضا والمحبة وجوههم كل منهم يقوم بتعبئة أكياس بلاستيكية بالخضار والفاكهة ثم يضعوهم داخل كراتين تمهيدا لتوزيعها". ويوضح "السباعي": بعد أن ينتهي الشباب من شراء الخضروات والفاكهة يتوجهون بسيارات محملة بالخضروات والفاكهة إلى القرية وبعد أداء صلاة الجمعة نبدأ مهمة التعبئة ويحرص الأطفال على المشاركة في هذا العمل الخيري، " بحلول المساء وتجاوز عقارب الساعة العاشرة ليلا يبدأ الشباب مهمة التوزيع.
وأضاف "السباعي": نحرص على توزيع الشنط التي تضم أنواع مختلفة من الطعام: "باذنجان، بطاطس، طماطم، خيار، فلفل، برتقال، لحوم أو دواجن" وغيرها على الأسر البسيطة الذين يصل عددهم لـ 300 أسرة ليلا بعد اختفاء المارة من الشوارع.
وأضاف السباعي: نسعى لإرساء مفهوم التكافل الاجتماعي بين جميع أفراد القرية ليصبح الجميع أسرة واحدة ولا يكون بيننا جائع أو فقير كما دعا ديننا الإسلامي الحنيف وكافة الأديان السماوية، ومضى قائلا إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: "أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا"، مشيرا إلى أن تطبيق تعاليم الإسلام ومبادئه من شأنها أن ترتقي بالمجتمع ككل.
وأشار إلى أن الفكرة تولدت لديهم بعد معرفتهم بتطبيقها من قبل أهالي قرية الأسدية التابعة لمركز أبو حماد والتي سبقت في تنفيذها منذ فترة طويلة.
وأستطرد قائلا: نشرت تدوينة على موقع التوصل الاجتماعي فيس بوك وطرحت خلالها فكرة وضع صناديق للتبرعات بمساجد القرية والصيدليات ومحلات الأغذية على أن يتم جمع هذه التبرعات وشراء الخضروات والفاكهة لتوزيعها على الأسر المستحقة أسبوعيا وذلك في قرية جزيرة أبو عمرو والعزب التابعة لها ومنها: "البرماوي، وصديق، والحكيم، ورأفت"
ولفت إلى أن الفكرة لاقت ترحيبا واسعا وتجاوبا من الأهالي بشكل كبير وتم التنسيق مع جمعية تنمية المجتمع بالقرية لتنفيذها، وتقسيم العمل لعدة مجموعات كالتالي: "مجموعة لاستكشاف الحالات المستحقة للمساعدة، ومجموعة المشتريات، ومجوعة التوزيع"، مضيفا أن مهمتهم ليست فقط توفير الطعام وإنما مساعدة المرضى وتقديم الإعانات اللازمة لمساعدة أي شخص لتجاوز أي مشكلة قد يمر بها.
وأضاف: أثبتت التجربة أن تنفيذ أي فكرة إيجابية يحتاج فقط لإطلاق المبادرة خاصة أن حب الخير يبدو كصفة أصيلة في نفوس الأهالي مشيرا إلى أن هذه المبادرات الخيرية تؤدي لنشر مشاعر المحبة والإخاء والتعاون والإخاء واختفاء النزاعات أو المشكلات بين الأهالي على المدى الطويل كما تكون دافعا للإكثار من الأفكار الإيجابية التي ستنعكس على المجتمع ككل.