صيامنا.. وبهجتنا.. قرآن وإفطار جماعى وسهرات حتى السحور ودواوين مفتوحة.. «اتفضلوا معانا»
شباب قنا يقومون بمبادرات خيرية فى الشهر الكريم
طقوس دينية وعادات اجتماعية تميز شهر رمضان بمحافظة قنا، أفراد الأسرة يحرصون على التجمع خلال الشهر الكريم، حتى المسافر منهم الذى تضطره ظروف عمله إلى الإقامة بعيداً عن عائلته، ينتهزها فرصة ليوجد مع العائلة، ولو لأيام معدودات، فى شهر الصيام، موائد الرحمن تنتشر على الطرق السريعة، وعلى محطات القطارات لإفطار الصائمين، وحركة دائمة لا تهدأ فى دواوين العائلات، حيث موائد الإفطار والسحور الجماعى، وحلقات الذكر وتلاوة القرآن، وسهرات السمر حتى مطلع الفجر.
أهل وأحباب يتجمعون فى بيت كبير العائلة أو داخل الديوان، يتحدثون عن فضائل الشهر الكريم، وعن أحوالهم وظروفهم ومشكلاتهم، يفكرون معاً فى إيجاد حلول لها، ينظرون إلى رمضان باعتباره فرصة لنبذ الخلافات، لتسود روح المحبة والوئام بين الجميع، وتسمو الأخلاق والسلوكيات الطيبة فى هذه الأيام المباركة.
تمور وعصائر لركاب القطارات وقت المدفع.. و"رز باللبن" للمسلمين والمسيحيين.. ومقاهى الكورنيش كاملة العدد
«أحمد سعد»، مدرس، قال إن «حلاوة شهر رمضان لا توصف، فالصيام غذاء لصحة الإنسان، وقراءة القرآن غذاء للروح»، وأضاف أن «سماع تلاوة القرآن الكريم فى المساجد قبل صلاة المغرب، يخلق أجواءً روحانية لا يمكن وصفها»، ولفت إلى أن أهم ما يميز شهر رمضان فى محافظة قنا، ذات التركيبة السكانية الفريدة، قيام معظم العائلات بإعداد موائد الإفطار الجماعى، ويقوم كل شخص بدعوة أصدقائه، وكل عائلة يكون هناك يوم مخصص لها تتولى فيه إعداد المائدة، وذلك بالتبادل مع العائلات الأخرى على مدار أيام الشهر الكريم.
وأضاف «سعد» أنه من أهم طقوس شهر رمضان فى قنا، أن غالبية الأسر تقوم بتجهيز أطباق «الأرز باللبن» فى أول أيام الشهر الكريم، ويتم توزيعها على الجيران، مسلمين أو مسيحيين، بما يخلق أجواءً من المحبة والتسامح بين جميع أبناء القرية أو الشارع الواحد. أما «كرم جلال العزازى»، من أبناء مركز دشنا، فقال إن أعداداً كبيرة من الشباب يتجمعون على محطة القطار كل يوم، قبل دقائق من أذان المغرب، وينتظرون حتى قدوم قطار الساعة السادسة، ويقومون بتوزيع التمر والعصائر وبعض الحلويات على ركاب القطار، مشيراً إلى أن نفس المشهد يتكرر على محطة نجع حمادى، حيث يقومون بتوزيع الأطعمة والمشروبات على الركاب القادمين من القاهرة، ووصف هذه المشاهد بأنها «أرقى أنواع المساعدة والعطاء مما أعطانا الله».
وأشار «صبرى سعيد»، أحد الأهالى، إلى أنه قبل دقائق من موعد الإفطار، يتم تجهيز الصوانى فى المنازل، لتخرج وعليها مختلف أصناف الطعام إلى المضيفة، حيث يتجمع أفراد العائلة لتناول الإفطار معاً طوال أيام شهر رمضان، وبعد ذلك يقوم الجميع لأداء صلاة التراويح، ثم يعودون إلى المضيفة مرة أخرى، لاستكمال السهرة على تلاوة آيات الذكر الحكيم، وسماع الأناشيد الدينية، مع تناول العصائر أو الحلويات أو المشروبات الساخنة.
وتشتهر محافظة قنا بانتشار موائد الرحمن بمختلف المدن والقرى بها، وعلى الطرق السريعة والفرعية، وفى مداخل العزب والنجوع، وفى ساحات المساجد، وحتى داخل بعض المصالح الحكومية، ولعل من أشهر الموائد الرمضانية التى تشهدها قرية «حجازة»، حيث يقوم بإعدادها بعض المسيحيين من أبناء القرية، ويتم دعوة المسلمين إليها، لتناول الإفطار معاً فى صورة تعكس مدى الترابط بين نسيج الشعب المصرى. وتشهد بعض المضايف أمسيات ثقافية وشعرية، خاصةً مضايف العائلات التى تجمع بعض المثقفين بين أفرادها، وتنظيم مسابقات دينية، يتم تكريم الفائزين فيها بجوائز قيمة.
كورنيش النيل فى مدينتى قنا ونجع حمادى وغيرهما، لا يخلو من مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، حيث تتجمع مئات الأسر عليه، بعد الانتهاء من أداء صلاة التراويح، يسهرون حتى تناول السحور، ولا يعودون إلى بيوتهم إلا بعد أداء صلاة الفجر. محافظ قنا، اللواء عبدالحميد الهجان، أكد أن مديرية الثقافة تعتزم تنظيم 203 فعاليات ثقافية خلال شهر رمضان، فى مختلف مراكز المحافظة، تتضمن ندوات ثقافية وأمسيات شعرية، وورش الفنون التشكيلية.