أفريقيا يا عالم.. الجابون: الفطار «عجّة» والحلو «فاكهة ومكسرات»
إسماعيل أونيمسى
جاء انتشار الإسلام فى «الجابون»، الواقعة فى غرب أفريقيا، فى القرن الـ11 الميلادى، وقد تزايد عدد المعتنقين للإسلام مع وصول المرابطين إلى هذه المنطقة، وازداد الإسلام انتشاراً بفعل تأثير النهضة العربية الإسلامية فى القرن التاسع عشر وتطور البلاد وازدهار حركة التجارة بين دول أفريقيا الغربية، بحثاً عن أسواق تجارية جديدة.
وظلت دولة الجابون وعاصمتها «ليبروفيل»، البالغ مساحتها 270٫000 كيلومتر مربع، وعدد سكانها 2 مليون و25 ألف نسمة، وفقاً لإحصاء نهاية عام 2017، مستعمرة فرنسية لمدة 75 عاماً، فى الفترة من 1885 حتى 1960.
بعد الاستقلال، اعتنق الإسلامَ رئيسُ الجمهورية، ألبرت برنارد بونجو، وأدى مناسك الحج فى العام نفسه، ليصبح الحاج عمر بونجو، وفى عام 2004، عُقد فى «ليبروفيل»، أول مؤتمر لمسلمى الجابون بهدف الترويج للإسلام بوصفه ديناً يجسد التسامح والوحدة من خلال الممارسات والتنظيم الملموس، وصدر عن هذا المؤتمر ميثاق الديانة الإسلامية وقرار بإحداث المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى الجابون، وهو مؤسسة تُوحّد جميع المسلمين الجابونيين.
وفى عام 2018، أعلنت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، مدينة «ليبروفيل» عاصمة الجابون، عاصمة الثقافة الإسلامية، لتكون فرصة لتقديم صورة عن التنوع والغنى الثقافى للمدينة واكتشاف ثقافتها، كما ستكون هذه السنة كذلك مناسبة لتعريف المجتمع الدولى بالقيم التى ينطوى عليها تاريخ المدينة.
ويُعد الإسلام دين الأقلية فى الجابون، حيث تبلغ نسبة المسلمين فيها ما يقرب من 12%، من أصل السكان، ويعيش 90٪ من المسلمين بالعاصمة ليبروفيل وبعض المدن الريفية الجابونية، وهم فى الغالب من المهاجرين من دول غرب أفريقيا.
الشاب الجابونى، إسماعيل أونيمسى، يروى لـ«الوطن»، أن أجواء شهر رمضان فى بلاده، حيث جل الجابونيين وقتهم فى شهر رمضان الكريم للعبادة، ونشر الخير فى المجتمع، حيث يكثرون من الدعاء والصيام والقيام للصلاة، وقراءة القرآن الكريم فى هذا الشهر الكريم.
ويحرص مسلمو الجابون على قضاء معظم أوقات شهر رمضان فى مسجد الحسن الثانى، الذى يقع فى «ليبروفيل» حيث الصلاة وقراءة القرآن، ويقوم المسجد بتوزيع الحصير ونسخ عديدة من القرآن الكريم على المتعبّدين فى المسجد، وفقاً لحديثه.
وأشار إلى أن هناك أطباقاً كثيرة لا تخلو من مائدة الإفطار الجابونية، منها «العجة»، وهو عبارة عن الدجاج بالفلفل الحار والخردل والليمون ويقدم بجانب الخضراوات الطازجة والأرز، وطبق «القرى»، هى وجبة خفيفة تقدم مع الحليب والفاكهة أو المكسرات المحلية.