سفير الاتحاد الأوروبي: مصر هي جارتنا الأكثر أهمية جنوب المتوسط
إيفان سوركوش، سفير وفد الاتحاد الأوروبى بالقاهرة
قال السفير إيفان سوركوش رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في القاهرة إن مصر هي الجارة الأكثر أهمية في دول الجوار جنوب البحر المتوسط ولدينا علاقات استراتيجية تطورت بشكل كبير على مدار السنوات الماضية، وذلك خلال حفل إفطار رمضاني أقامه السفير بمنزله أمس.
وأكد سفير الاتحاد الأوروبي على أهمية حفل الإفطار الذي تنظمه البعثة سنويا للصحفيين والإعلاميين، حيث تُمَثِّل فرصة لنناقش أهم القضايا في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، مؤكدا أن الإعلام الحر والمواطن المستنير من أسس الدولة الديمقراطية الحديثة، "فلا يمكن تطبيق المُسَاءَلة بدون الشفافية، ومن أجل صياغة السياسات الحكومية وتنفيذها بنجاح، لابد من إتاحة الاطلاع على المعلومات والإعلام الحر الذي يقدم تقارير للمجتمع عن مختلف القضايا دون قيود.
كما شدد سفير الاتحاد الأوروبي، خلال كلمته بالحفل مساء أمس، على أهمية سيادة القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، مشيرا إلى إن حماية ودعم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون هي المبادئ التي توجّه العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، ونحن ندعم هذه المبادئ وندافع عنها في إطار شراكتنا مع مصر، كما نفعل مع كافة الدول.
أكد سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة أن مصر دولة شريكة هامة للاتحاد الأوروبي وواحدة من أهم الدول التي تلعب دوراً هاماً بالمنطقة، و"لذلك فإن الاستقرار والأمن المستدام لمصر في غاية الأهمية ليس لجميع المصريين وحدهم، بل للمنطقة كلها وللاتحاد الأوروبي، ونحن على قناعة راسخة بأن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية هامة جداً لتحقيق هذا الهدف".
فيما أكد سوركش على أهمية المجتمع المدني والذي يُعَدُّ مُساهِمًا رئيسيًا في التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية؛ حيث يجب السماح لمنظمات المجتمع المدني بالعمل في بيئة تُمَكِّنُها من أداء دورها.
وشدد سفير الاتحاد الأوروبي على أنه في الوقت الذي يمر فيه العالم بالعديد من التحديات، فإن الاتحاد الأوروبي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، مما يجعلنا نعمل على تعزيز اتحادنا. ففي يوم 9 مايو، وبمناسبة الاحتفال بيوم أوروبا، اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في مدينة سيبيو في رومانيا لمناقشة المستقبل الأوروبي المشترك، خاصة قبل عقد انتخابات البرلمان الأوروبي في هذا الأسبوع.
واشار السفير إلى أنه صدر عن القمة إعلان سيبيو والذي يتضمن عشرة التزامات تُسهِم في تعزيز الاتحاد الأوروبي من أجل مستقبل أكثر إشراقا، و"كانت قضايا مكافحة التغير المناخي وحماية سيادة القانون وإيجاد نموذج حديث للنمو من ضمن تلك الأولويات، إضافة إلى التأكيد على العمل مع شركائنا في العالم لدعم وتطوير النظام الدولي القائم على القواعد والاستفادة القصوى من الفرص التجارية الجديدة ومعالجة القضايا العالمية بشكل مشترك".
وتابع: "بالحديث عن العمل مع شركائنا، فإنني أود أن أشير إلى أننا نؤمن في الاتحاد الأوروبي بأن قوة جاري هي قوتي ونطبق ذلك في علاقاتنا الخارجية. وقبل أن أتحدث عن العلاقات الاستراتيجية التي تجمعنا بمصر، فإنه لا يفوتني الإشارة إلى أول قمة تعقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والتي استضافتها مدينة شرم الشيخ في شهر فبراير الماضي".
وأشار السفير إلى أن القمة شهدت نقاشات عميقة حول مختلف الموضوعات التي تستهدف تعزيز التعاون بين أوروبا والعالم العربي. فقد اتفق القادة المشاركون على أن تعزيز التعاون الإقليمي هو السبيل إلى إيجاد حلول مشتركة لمواجهة التحديات المشتركة. كما أكدوا على التزامهم بخلق فرص جديدة باتباع نهج تعاوني يضع الأشخاص، لاسيما المرأة والشباب، في جوهر العمل المشترك الجاري. كذلك أقرت القيادات المشاركة في القمة الدور المحوري الذي يلعبه المجتمع المدني في هذا الشأن، واتفقوا أيضًا على دفع التعاون الاقتصادي والالتزام بوضع جدول أعمال محدد خاصًة في مجالات التجارة، والطاقة، والعلوم، والبحوث، والتكنولوجيا، والسياحة، والزراعة، وغيرها من المجالات الأخرى ذات المنفعة المتبادلة، مشيرا إلى أن هذا الإعلان سيكون بالتأكيد أساسا يمكن البناء عليه خلال القمة القادمة والتي سنستضيفها في بروكسل في عام 2022.
وأكد سفير الاتحاد الأوروبي على "إننا نعمل في الاتحاد الأوروبي على تعزيز شراكتنا ليس فقط مع العالم العربي ولكن أيضا مع قارة أفريقيا، وبمناسبة تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، فإن هذه ستكون فرصة جيدة للتعاون الثلاثي بين الاتحاد الأوروبي ومصر والاتحاد الأفريقي".
وفي هذا الإطار، قام مفوض الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والتنمية نيفين ميميكا بزيارة رسمية لمصر في شهر مايو الحالي التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، ووزيرة الاستثمار والتعاون الدولي سحر نصر. مَثَّلت الزيارة فرصة مناسبة لمناقشة الشراكة الأفريقية الأوروبية والدعم ذو الصلة بجدول أعمال الاتحاد الأفريقي، وخاصة فيما يتعلق بالمُضِي قدما بالالتزامات الخاصة بالقمة الخامسة للاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والتي عقدت عام 2017 والبناء على أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي.
وأضاف: "إجمالي التزاماتنا الممثلة في المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي إلى مصر والتي تبلغ ما يزيد عن مليار و400 مليون يورو في شكل منح تعبِّر بشكل واضح عن ثراء تعاوننا. إن دعمنا لمصر يشمل مختلف القطاعات مثل البنية التحتية والمياه والطاقة والتعليم والبحث العلمي وريادة الأعمال والتنمية الاجتماعية والحوكمة وغيرها من المجالات التي تعود بالنفع على المصريين".
وأكد سفير الاتحاد الأوروبي إلى أن التعاون بين الجانبين يستهدف صالح مصر والمصريين، "فقد كنا مع مصر جنبا إلى جنب في إطلاق النسخة الأولى من أسبوع القاهرة للمياه العام الماضي. كما أننا نعمل بشكل وثيق مع مصر للتحضير لإطلاق النسخة الثانية أواخر أكتوبر. إن هدفنا من المشاركة في أسبوع القاهرة للمياه هو تعزيز وحماية الوصول إلى الموارد الأساسية للحاضر والمستقبل، إضافة إلى التعبير عن التزامنا بأهداف التنمية المستدامة الشاملة في قطاع المياه في مصر، وسنستمر في التعاون مع العديد من الشركاء لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الإقليمي في إدارة الموارد المائية وتطويرها في مصر".