سر التهنئة الحارة بين نتنياهو ونظيره الهندي بعد الفوز بالانتخابات
صداقة قوية تجمع بين نتنياهو وحليفه الهندي الذي اصبح أول رئيس وزراء هندي يزور إسرائيل
سارع رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى الاتصال بنظيره الهندي لتهنئته بالفوز الذي حققه في الانتخابات العامة الأخيرة، حيث كان من أوائل الزعماء الذين هنأوا ناريندرا مودي، وذلك بعد أن صعد الاثنين من خطابهما القومي اليمني المتطرف للفوز في الانتخابات.
وقال نتنياهو لنظيره الهندي، إنه يأمل بلقائه بمجرد قيام كلاهما بتشكيل حكومة، ويشير إلى أن تنفيذ هذه المهمة في القدس أصعب من تنفيذها في نيودلهي، وسط حديث عن زيارة سرية قام بها رئيس الوزراء الهندي مؤخرا إلى تل أبيب بالتزامن مع الانتخابات في كلا البلدين.
وأجرى نتنياهو اتصالا هاتفيا بنظيره الهندي ناريندرا مودي، الخميس، لتهنئته بشكل شخصي بعد ساعات من إعلان الأخير فوزه في الانتخابات العامة في الهند، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ونشر الحساب الرسمي لنتنياهو على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تجمع الزعيمين وهم حفاة على شاطئ فلسطين المحتلة، مع مقطع مصور للمكالمة الهاتفية التي جمعتهما.
وذكرت الصحيفة الاسرائيلية، أنه خلال المكالمة شكى نتنياهو لمودي، الذي تربطه به علاقة صداقة قوية، من الصعوبات التي يواجهها في تشكيل ائتلاف بعد فوزه في الانتخابات الإسرائيلية، الشهر الماضي.
وقال نتنياهو في مقطع فيديو قصير للمكالمة الهاتفية، نشره مكتب نتنياهو: "نارديندرا يا صديقي، تهاني، يا له من انتصار كبير، آمل يا ناريندرا أن نتمكن من اللقاء قريبا، بمجرد قيامك بتشكيل حكومة وبمجرد قيامنا بتشكيل حكومة"، وتابع: "شكرا على تهنئتك لي بفوزي، ولكن هناك فرق واحد، أنت لا تحتاج إلى إئتلاف، أما أنا فبحاجة إليه، وهذا فرق كبير".
وأضافت "تايمز أوف إسرائيل": "مع بقاء حوالي أسبوع قبل الموعد النهائي المحدد لنتنياهو لعرض إئتلافه للكنيست في 28 مايو، تبدو المفاوضات متعثرة، حيث لم يتم التوقيع حتى الآن على اتفاق مع أي حزب، من دون التوفيق بين المطالب المتناقضة لحزب (يسرائيل بيتنو) العلماني وأحزاب الحريديم، بالإضافة إلى مطالب الأحزاب الأخرى التي يُرجح انضمامها لائتلافه، لن يكون نتنياهو قادرا على تشكيل إئتلاف يضم 61 مقعدا على الأقل من بين المقاعد الـ 120 في الكنيست."
في وقت سابق، نشر نتنياهو، الذي عمل على تكوين علاقات وثيقة مع مودي، تغريدة هنأ فيها رئيس الوزراء الهندي على إعادة انتخابه، وقال إنه "يأمل تعميق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وكتب نتنياهو على "تويتر" باللغة الهندية، إن "نتائج الانتخابات تؤكد مجددا على قيادتك لأكبر دولة ديمقراطية في العالم، معا سنواصل تعزيز علاقة الصداقة القوية بين الهند وإسرائيل".
وهنأت وزارة الخارجية الإسرائيلية هي أيضا مودي، حيث أشاد المتحدث باسمها، عمانويل نحشون، "بالعلاقات الوثيقة للغاية، القائمة على القيم المشتركة والصداقة العميقة" بين البلدين، بحسب الصحيفة. وكان مودي أول رئيس وزراء هندي يزور إسرائيل في عام 2017، حيث وقّع البلدان على اتفاقيات في مجالات الأمن السايبراني والتجسس الالكتروني والطاقة، وقام نتنياهو بزيارة رد في يناير 2018.
وبحسب العديد من التحليلات، فإن المعارك الجوية التي حاولت الهند شنها ضد القوات الباكستانية مؤخرا وأدت إلى إسقاط طائرات هندية بعد اختراقها للسيادة الباكستانية، كانت قد استخدمت فيها نيودلهي أسلحة إسرائيلية الصنع، حيث تعتبر الهند أكبر مستورد لسلاح إسرائيل، بنسبة 49% من مجمل صادراتها العسكرية، لتصل قيمتها إلى 15 مليار دولار بين 2000-2006.
وخلال التصعيد الأخير، قال أحد المذيعين الهنود: "هل ترد الهند على الهجمات الإرهابية بذات الطريق الإسرائيلية؟"، وكتبت صحيفة هندية أخرى، أن "دولا عظمى في العالم مثل إسرائيل تقف خلف الهند في صراعها مع الباكستان"، فيما يسود البلدين خطابا تحريضيا ضد ما يسمونه "الإرهاب الإسلامي".
وقال الكاتب ديف غاهاري في مجلة "أميركا فري بريس"، إن إسرائيل تسعى إلى اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان، بسبب أن الأولى تعتبر أكبر مشترِ للأسلحة من الدولة العبرية حول العالم.
وتابع: "تنطلق إسرائيل من فكرة أن أسلحتها فعالة للغاية بعد أن جربتها على المدنيين في فلسطين، بحسب الكاتب"، ولعل ذلك ما يكذبه قيام نظام دفاع جوي إسرائيلي لدى الهند بإسقاط طائرة هيلكوبتر هندية أمس بالخطأ.
وخرجت حكومة مودي عن التقليد الهندي الداعم للقضية الفلسطينية وحق تقرير المصير، قبل سنوات قليلة من زيارة رئيس الوزراء الهندي الأولى من نوعها لاسرائيل، حين امتنعت عام 2014 عن التصويت على تقرير للأمم المتحدة حول حرب غزة في هذا العام.