السينما تسترد عافيتها.. الميزانيات الإنتاجية الضخمة ترسم ملامح موسم عيد الفطر
فيلم كازابلانكا
أيام قليلة تفصل الجمهور عن واحد من أهم المواسم السينمائية على الإطلاق، حيث تشير المؤشرات الأولية إلى حالة من التعافى تمر بها السينما المصرية بعد أزمة إنتاجية ظلت مسيطرة على الصناعة لسنوات، رغم أن الأفلام المطروحة هذا العام ليست كبيرة على مستوى الكم، فإن التميز جاء على مستوى الكيف، خاصة فيما يتعلق بالميزانية الإنتاجية للأعمال التى تُعتبر من الأفلام الضخمة مع سيطرة الأكشن بصورة كبيرة على الكوميديا خلال موسم عيد الفطر.
منافسة حامية تشهدها أفلام الأكشن خلال الموسم الحالى على كعكة الإيرادات، خاصة أن تلك الأفلام رفعت سقف التحدى بينها من خلال حشد مجموعة كبيرة من النجوم بين صفوفها لترفع شعار البطولة الجماعية. «الممر» تجربة سينمائية مختلفة تحمل توقيع المخرج شريف عرفة، تعيد أحمد عز للسينما بعد فيلم «الخلية» الذى حقق أعلى إيرادات فى عام 2017، ووصلت الإيرادات إلى 56 مليون جنيه، ويوجد بجانب اسم «عز» مجموعة كبيرة من الممثلين، من بينهم إياد نصار، أحمد رزق، أحمد فلوكس، محمد فراج، أحمد حسنى صالح، وهند صبرى.
هشام عبدالخالق: "الممر" مغامرة خارج الحسابات المعتادة.. وبه إسقاط على الواقع الحالى
لا يقتصر تصنيف فيلم «الممر» على الأكشن والمعارك الحربية فقط، حيث تتناول أحداثه بطولات الجيش المصرى فى فترة فارقة من تاريخه، ويناقش الفيلم المرحلة الزمنية بدءاً من حرب 1967 وحتى الأوقات الأولى من حرب الاستنزاف، كما يتطرق إلى الحالة المجتمعية فى مصر خلال تلك الفترة على مختلف الأصعدة، وتمت إجازة الفيلم للعرض «جمهور عام».
«العركة لو ابتدت هتزعل».. للعام الثانى على التوالى يتعاون أمير كرارة مع المخرج بيتر ميمى بعد تجربتهما العام الماضى فى «حرب كرموز»، الذى حقق إيرادات وصلت إلى 57 مليون جنيه، ويضم فيلم «كازابلانكا»، الذى تمت إجازته للعرض تحت تصنيف (+12)، مجموعة كبيرة من النجوم، من بينهم إياد نصار، عمرو عبدالجليل، وغادة عادل بالإضافة إلى الممثل التركى خالد إرجنتش، وتدور أحداث الفيلم حول عصابة مكونة من 3 أشخاص تقوم بالسطو على السفن، ولكن تنقلب الأمور رأساً على عقب عندما يقرر أحد أفراد العصابة تنفيذ عملية سطو كبيرة لصالحه، والهرب إلى المغرب.
النجوم الأجانب والبطولات الجماعية تسيطر على أفلام الأكشنوالكوميديا تواجه اتهامات "سرقة" الأفيش
«كازابلانكا» ليس الفيلم الوحيد الذى يضم نجوماً أجانب، حيث يسعى المنتج محمد السبكى إلى تصدر إيرادات العيد من خلال الاستعانة بمجموعة كبيرة من النجوم الأجانب فى فيلم «حملة فرعون»، الذى يقوم ببطولته عمرو سعد، من بينهم الملاكم مايك تايسون، وثور بجورنسون، صاحب شخصية «الجبل» فى مسلسل «Game of Thrones»، بجانب عدد من الفنانين المصريين: روبى، محمد لطفى، محمود عبدالمغنى، حمدى المرغنى، ورامز أمير، يُعتبر الفيلم إعادة إنتاج للفيلم اليابانى «Seven Samurai»، الذى أخذ عنه أيضاً الفيلم الأمريكى الشهير «The Magnificent Seven»، ولا يُعتبر «حملة فرعون» النسخة المصرية الوحيدة عن الفيلم، بل قدّم المخرج سمير سيف تلك «التيمة» فى فيلم «شمس الزناتى» بطولة الزعيم عادل إمام عام 1991.
تواجه الكوميديا تحدياً صعباً فى ضمان مراكز متقدمة فى صراع الإيرادات خلال العيد، فيعود محمد سعد بتجربة جديدة بالنسبة له فى «محمد حسين»، حيث يتعاون مع المخرج محمد على والمؤلف شريف عادل للمرة الأولى، بينما يوجد رامز جلال للمرة الأولى فى سباق العيد بفيلم «سبع البرومبة» للمخرج محمود كريم، وتمت إجازة عرض الفيلمين للجمهور العام.
بدأت أزمات الأفلام الكوميدية مبكراً، عندما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى صوراً لأفيشات أفلام أجنبية تتشابه حد التطابق مع أفيشات الأفلام المصرية، كانت البداية مع طرح أفيش فيلم «محمد حسين» الذى تشابه بدرجة كبيرة مع أفيش فيلم أمريكى بعنوان «Being John Malkovich» إخراج سبايك جونز، إنتاج عام 1999، أما أفيش فيلم «سبع البرومبة» فمأخوذ عن أفيش فيلم هندى بعنوان «mubarakan» إخراج أنيس بازمى، وإنتاج عام 2017. تتقارب أعداد الشاشات التى تُعرض عليها الأفلام المشاركة فى الموسم، حيث يُعرض «حملة فرعون» فى 70 دار عرض، بينما يحظى فيلما الكوميديا بما يقرب من 45 شاشة عرض لكلا منهما، وعلى الجانب الآخر تحظى الأفلام الأجنبية بحضور خلال تلك الفترة منها فيلم «Godzilla: King of the Monsters»، الذى يتم طرحه للمرة الأولى تزامناً مع موسم العيد، وفيلم «Aladdin» الذى يستمر عرضه فى دور العرض المصرية بعد ما حقق 2 مليون جنيه فى أسبوع عرضه الأول. أشار صفوت الهلباوى، نائب مدير التوزيع فى شركة «دولار فيلم»، إلى أن المنافسة قوية بين الأفلام المعروضة فى الموسم الحالى، بسبب الإنتاج الضخم للأعمال المعروضة فى العيد، حتى الأفلام الكوميدية تم رصد ميزانيات كبيرة لها، منها «سبع البرومبة»، موضحاً: «من العوامل التى تتدخل فى حسم المنافسة بين الأفلام المدد الزمنية لها، فتصل مدة فيلم (الممر) ساعتين ونصف الساعة، وهو ما قد يؤثر على الإيرادات حتى لو كان الفيلم قوياً، حيث إن لو مدة الفيلم ساعة ونصف يمكن 8 عروض فى اليوم الواحد، إنما لو مدة الفيلم ساعتان ونصف لن يستوعب أكثر من خمسة عروض، ويليه فى طول المدة الزمنية (حملة فرعون)، الذى يصل إلى ساعتين إلا 10 دقائق».
"الهلباوى": المنافسة تحتدم بين "كازابلانكا" و"حملة فرعون".. وارتفاع مشاهدات "الممر" بعد أيام العيد
وتابع «الهلباوى» لـ«الوطن»: «من المتوقع أن تكون المنافسة بين أفلام الأكشن و(سبع البرومبة)، لأن من وجهة نظرى (محمد حسين) خارج المنافسة تماماً، على أن يكون الصراع على أشده خلال أيام العيد بين (كازابلانكا) و(حملة فرعون)، أما (الممر) و(سبع البرومبة) فستكون فرصهما أفضل فى المشاهدة، مما ينعكس على ارتفاع إيراداتهما بعد ذلك».
يُعتبر فيلم «الممر» من أعلى الأفلام فى الموسم من الناحية الإنتاجية، التى تقارب ميزانيات 4 أفلام روائية طويلة، مقتربة من 80 مليون جنيه.
ومن جانبه، قال المنتج هشام عبدالخالق: «كل فيلم فى حد ذاته هو مغامرة، فلا أستطيع توقع الإيراد الذى سوف يحققه الفيلم، ولكنى أقدم تجربة تحظى بإعجاب الجمهور، ننجح فى ذلك أحياناً ونفشل فى أوقات أخرى، أما الأفلام الحربية فهى مغامرة خارج الحسابات المعتادة تماماً، خاصة أن تلك التجربة كانت من أحلامى، كنت أرغب فى تقديم فيلم عن القوات المسلحة فى فترة حرب 1967، التى شهدت كثيراً من البطولات لرجال الجيش المصرى، بالإضافة إلى تقديم فيلم تاريخى دينى، حيث لم نقدم هذا النوع من الأفلام منذ (الناصر صلاح الدين) للمخرج يوسف شاهين، عام 1963». وتابع «عبدالخالق» لـ«الوطن»: «الممر كان مغامرة كبيرة بالفعل، ولكن كان هناك أيضاً دعم من الشئون المعنوية فيما يتعلق بالآلات والمعدات الحربية المستخدمة فى ذلك الوقت، بالإضافة إلى الزى العسكرى وبعض المواقع، بينما قمنا ببناء مواقع أخرى تناسب الفترة الزمنية التى كانت تدور بها أحداث الفيلم، وشريف عرفة مخرج كبير أستطيع أن أثق فيه لدرجة كبيرة تجعلنى أضع بين يديه ميزانية ضخمة، وأنا متأكد أن العمل سيخرج على أكمل وجه، قد تكون تجربة (الممر) صعبة ومرهقة، ولكن كان يجب أن يقدمها أحد، وأنا سعيد وفخور بكونى هذا الشخص».
وعن تفاعل الجمهور مع الفيلم وسط المنافسة المحتدمة فى الموسم السينمائى، أوضح منتج «الممر»: «هو ليس فيلماً حربياً، ولكن دراما أكشن. نحن أمام ملحمة درامية. تلك الفترة مليئة بالأحاسيس، بخلاف العمليات العسكرية على الجبهة، وهناك جيل كامل لم يعاصر تلك الفترة الهامة من التاريخ المصرى، والفيلم به إسقاط على الواقع، الجيش المصرى يخوض حرباً ضد الإرهاب فى سيناء، ولكن البعض لا يتصور ملامح تلك المعركة لأنها بعيدة عن عيونه، أعتقد أن الفيلم به إسقاط على الواقع فى تلك النقطة، ليتفاعل مع الأشخاص الذين يضحون بحياتهم من أجل الحفاظ على البلد».