خبراء إعلام: أفضل طرق المواجهة «الحقيقة كاملة أو التجاهل»
«السوشيال ميديا» من الأدوات التى تبث من خلالها الشائعات
تمثل الشائعات إحدى أدوات الحرب الحديثة، التى تركز على الظروف النفسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع وتستهدف تدهوره وتفككه لإثارة البلبلة والفوضى، إضافة لكون الشائعات من الأسلحة الخطيرة التى تهدد المجتمعات فى قيمها ورموزها، إذ يتعدى خطرها الحروب المسلحة بين الدول، وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعى إحدى المنصات الفعالة لانتشار الأخبار الزائفة.
وكشف تقرير أعده جهاز التعبئة العامة والإحصاء بالتعاون مع اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة، أن عدد تغريدات المصريين على موقع «تويتر» يصل إلى 2.9 مليون تغريدة يومياً، أما عدد مستخدمى «فيس بوك» فى مصر فيتجاوز 34.5 مليون، لافتاً إلى أن الفترة من يونيو 2014 إلى يناير 2017 فقط، شهدت دخول 14 مليون مستخدم جديد.
وأظهر التقرير المعتمد على بيانات وسائل التواصل الاجتماعى العربى من كلية محمد بن راشد الحكومية فى دولة الإمارات العربية المتحدة، أن مصر تحتل المركز الثانى كأكبر الدول العربية من حيث عدد المستخدمين الجدد الذين انضموا لـ«تويتر» منذ 2014.
"هويدا": على الدولة التواصل المستمر مع وسائل الإعلام للتصدى للأكاذيب وعدم انتظار حدوث رد فعل حولها.. و"سامية": الأمية سبب انتشار الشائعات
وتشير تلك الإحصائيات إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعى بالنسبة لمستخدميها، كما أن هذه المواقع تعد أداة خصبة لنشر الأخبار الزائفة وترويجها، وإزاء ذلك، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أحد خطاباته، أن الدولة واجهت 21 ألف شائعة خلال 3 أشهر، معتبراً ذلك من أخطر التحديات فى العصر الحديث فى محاولة لعدم الاستقرار فى الداخل المصرى وسط موجة من انهيار الدول وتفكك مجتمعها.
ومن جهته أوضح الدكتور محمد حسين، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أن محاربة الدولة للأخبار الزائفة تأتى عبر طريقتين، إما ذكر الحقيقة كاملة بكافة تفاصيلها أو تجاهلها تماماً، لافتاً أن الإنكار ليس حلاً لأن ذلك يعمل على تضخيمها، وذلك وفقاً لقياسات الرأى العام خاصة المتعلقة بالشائعات السياسية.
وأضاف «حسين» أن تجاهل الشائعة إحدى الأدوات التى تساهم فى إنهائها مثلما حدث فى فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، عندما أشيع وفاته إكلينيكياً، لتتجاهل الدولة ما قيل ويخرج بعدها الرئيس فى جولة تفقدية، مشيراً أيضاً إلى خطورة إقامة مركز لمكافحة الشائعات، حيث إنه سيخلق شائعات حال عدم توافر مادة يعمل عليها.
"حسين": أرفض إقامة مركز لمكافحة الشائعات و"عبدالمجيد": لا بد من إتاحة المعلومات لوسائل الإعلام
ولفتت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إلى أهمية توافر المعلومات بشكل تام وسهل عبر وسائل الإعلام، بجانب سرعة الرد على الشائعات قبل توغلها بين المواطنين، فضلاً عن أهمية وجود وعى لدى الجمهور بعدم المشاركة فى نشر الأخبار دون التأكد من مصدرها، وذلك من خلال برامج التربية الإعلامية التى تدرس بالجامعات والمدارس وتبث عبر التلفاز.
وشددت عبدالمجيد، على أهمية وجود آلية للرد على الشائعات بشكل سريع، خاصة تلك التى تستهدف بث الإحباط فى نفوس المواطنين، بجانب الاعتماد على فريق من الشباب المتطوع للتعاون عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
ورأت الدكتورة هويدا مصطفى، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الشائعات المتداولة فى الفترة الأخيرة أصبحت تستغل مشاكل بعينها تمس حياة المواطنين، لافتة إلى أهمية وجود ردود صحيحة حول المعلومات الخاطئة وعدم انتظار حدوث رد فعل حول الشائعات، بجانب الاهتمام بشرح كافة التفاصيل وتوضيح جميع القرارات التى تصدرها الدولة. وقالت «مصطفى» إن على الدولة من خلال الوزارات والجهات الرسمية التواصل المستمر مع وسائل الإعلام للتصدى للشائعات المتداولة، بجانب دور الإعلام متمثلاً فى التليفزيون والراديو وجميع المنصات التى يتابعها الجمهور فى توعيتهم بخطر الشائعات التى تعتمد فى أغلب الأوقات على المبالغة والإثارة، فضلاً عن أهمية وجود متحدثين رسميين لجميع الهيئات للتواصل مع الإعلام فى حال انتشار معلومات مغلوطة.
«لابد من الوعى والإدراك للمواطنين».. هذه رؤية الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، حول مواجهة الشائعات اجتماعياً، موضحة أن نسبة الأمية التى تعانى منها مصر بجانب الشباب الذين لا يهتمون بالانضباط أبرز أسباب انتشار الشائعات، وقالت «زمان كلنا وعينا على برنامج أكاذيب تكشفها حقائق، الذى كان يقدمه الأستاذ أحمد سعيد على إذاعة صوت العرب، وكان يقدمه بطريقة منضبطة ومبسطة للجمهور»، وأكدت خضر أهمية دور التليفزيون والدراما والبرامج الإذاعية فى تقديم توعية كاملة لكافة الجمهور بجميع المجالات، فضلاً عن أهمية وجود ضبط إعلامى لجميع البرامج الحوارية التى تقدم للبيوت المصرية.