ما يحدث فى أزمة الخطابات الخارجية من «فيفا»، واللجنة الأولمبية الدولية، والخاصة بتأجيل انتخابات الأندية، والصراع بين جبهتين فى مصر، كل منهما يحاول الانتصار على حساب وعلى جثة هذا البلد، يثبت أننا نعيش داخل جمهورية «الكفتة»، فخطاب يصل من «فيفا»، أو «الأولمبية الدولية» إلى اتحاد الكرة، أو وزارة الرياضة يحمل تهديداً صريحاً بتجميد مصر رياضياً، بات أسهل من أن تذهب إلى البوسطة لتتسلم خطاباً وصلك من جهة ما، وما يحدث يجعلنى باستمرار أتذكر قول الله سبحانه وتعالى فى سورة «هود»، وعلى لسان سيدنا «لوط»، مخاطباً قومه الذين ضلوا طريق الحق رغم اليقين به، وغاب عنهم الرجل الحكيم سديد الرأى الذى يحتوى تلك الأمور، فكان رد نبى الله «لوط»: «قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِى ضَيْفِى أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ».
الكل فى تلك الأزمة يستدير بوجهه عن الحق ويمشى فى طريق الضلالة، التى تخدم مصلحته، متناسياً مصر التى لم تعد فى حسبان أحد، رغم أن كلاً منهم يستطيع أن يقدم لها الأفضل فى هذا التوقيت الصعب.
طاهر أبوزيد، وزير الرياضة لا يهمه سوى الانتصار الشخصى على خصومه بالأهلى، واللجنة الأولمبية، حتى إن كلفنا الأمر إيقاف النشاط، أو حتى حرقه بـ«جاز»، وتصريحاته التهديدية من أن توقف النشاط سيوفر على الدولة 300 مليون جنيه يتم إنفاقها على الرياضة، كلام خطير، يجب أن يحاسب عليه ويجب ألا يصدر عن رياضى، يعرف قيمة الرياضة وما تمثله للشعوب، وليس المسئول الأول عن الرياضة المصرية، ومن يُفترض فيه أن يسعى لتعزيز الجهات الرياضية فى كل ربوع مصر.
وعليه أن يعى أن توقف النشاط أو حتى مجرد تهديد مصر بذلك، يعنى إقالته نتيجة فشله الذريع، وهو كذلك بدليل أنه فشل فى إدارة أزمة البث، وكان عليه أن يحتوى الأمور بذكاء، بدلاً من التصعيد وشخصنة المواقف والقرارات ليبتعد بمصر عن أزمة هى فى غنى عنها حالياً
أما خالد زين، رئيس اللجنة الأولمبية وشلة الغردقة من أصحاب المناصب والمصالح الدولية، ومعهم مجلس الأهلى وممدوح عباس رئيس الزمالك السابق، فأطالبهم بأن يبتعدوا عن الرياضة فى مصر، وبأن يتوقفوا عن الاستقواء بالخارج والتفكير فقط فى هزيمة «أبوزيد» بالضربة القاضية، أو ألا يخسروا معركة الكرامة التى صرنا فيها أعداءً.
وأتمنى أن نجرب، ولو مرة، أن نحب مصر وأن نجلس على طاولة واحدة فى وجود رجل رشيد، ونضع مصلحة مصر فوق أى شىء لنحل أزمة بلهاء جعلنا منها مستعصية، لأننا جميعاً خاسرون من توقف النشاط، والانتصار الشخصى سيكون بلا قيمة، إذا ما تجمد النشاط الرياضى فى مصر لدقيقة واحدة، وتذكروا جميعاً أننا عانينا كى يعود النشاط، رغم أن توقفه كان نابعاً من قرار خاص، ولظروف تتعلق بنا، أما أن نُجبر على ذلك، فالأمر ليس هيناً، وأتمنى ألا نصل لتلك اللحظة.
واللهم جنّب مصر الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وجنّب مصر شر الأعداء من أبنائها.