ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية، اليوم، أن سيدة تدعى "أماندا" لم تصدق وفاة ابنتها في ظروف طبيعية بعد العثور على جثتها، في أرض قاحلة بالقرب من عاصمة الإكوادور، لتبدأ التحقيق بنفسها في السبب وراء موت ابنتها، وأشارت الصحيفة إلى أن "أماندا" ليست محققة، بل تصنع المخبوزات لبيعها في شوارع "كيتو"، لكن في اليوم التالي لدفن ابنتها الصغيرة كارولين أندرانجو، بدأت بالتحرك لتتعقب المسؤولين عن مقتل ابنتها البالغة من العمر15 عامًا، فقد وعدتها "كارولينا" بأنها لن تهرب مرة أخري بسبب اختفاءها من المنزل لعدة أيام، بعد عامين من انخفاض معدلاتها الدراسية وبقائها في مصحة لعلاج الإدمان لفترة.
وقالت الأم، إن الأمر بدا في غاية السعادة بعد رحلة تسوق في شهرأغسطس، حيث اشترت لها حقيبة ظهر، وقامت "كارولين" بتصوير فيديو مع أختها الكبيرة، ثم وصلت الفتاة مكالمة هاتفية من شاب يدعوها للخروج لتناول الطعام في حي "كوميتي" بشمال "كيتو" بالإكوادور، وكانت الفتاة متحمسة للغاية. وفي اليوم التالي، عثر على جثة "كارولين" ملقاة بعد تعرضها للاغتصاب الجماعي والخنق.
وفي مواجهة تقاعس الشرطة، بدأت "أماندا" التحقيق بمفردها في وفاة ابنتها، فعلي الرغم من التشريح الجنائي للجثة الذي يشير إلى وفاة شنيعة، أخبرت الشرطة "أماندا" بأن ابنتها ماتت بسبب "التهاب البنكرياس الحاد نتيجة التسمم الكحولي"، ووفقاً للوثائق التي حصلت عليها صحيفة "الجارديان" فإن الشرطة ليس لديها تعليق للرد. وقالت "أماندا"، بعد استلام جثة ابنتها: "لقد رفعت الغطاء ووجدت ابنتي ضربت على وجهها وجبينها، شفتيها مقطوعتان، وكانت يداها تبدو وكأنها كانت تحاول الدفاع عن نفسها. لذلك صرخت وتعجبت كيف ماتت لأسباب طبيعية". لذلك، قامت "أماندا" بالتحقق من مقاطع الفيديو على "فيس بوك" التي تضم ابنتها وغيرها، كما بدأت بالتحدث مع أصدقاءها لتكتشف أن المشتبه بهم يذهبون للمدرسة. ومن خلال "فيس بوك"، تلقت "أماندا" معلومات حول مكان إقامة المشتبه بهم، وذهبت إليهم متخفية في شكل خادمة تبحث عن عمل لتتأكد منها، وبعدها داهمت الشرطة نفس الشقة في مارس الماضي واعتقلت المشتبه به. وفي يوم الاثنين الماضي، أُدين صبي يبلغ من العمر 17 عامًا، بالاغتصاب الذي أدى إلى الوفاة وحُكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات، بالإضافة إلى دفع 4000 دولار لعائلة "كارولينا"، كما أنه من المقرر أن يواجه رجل أخر المحاكمة بما يتعلق بقتل الفتاة بغرض الاستغلال الجنسي، في وقت لاحق من هذا العام.
وقالت وزيرة داخلية إكوادور ماريا باولا، إن "مثابرة الأسرة هي التي عرفتنا القضية"، حيث لم تكتشف الوزيرة القضية إلا من خلال المقابلات الإعلامية التى أجرتها "أماندا" وقامت بإحالة الشرطة إلى القضاء، كما دعت إلى فتح التحقيق من جديد.
تعليقات الفيسبوك