انتهت أيام الظلام: إنتاج 25 ألف «ميجاوات» كهرباء يقضى على تخفيف الأحمال
إنشاء العديد من محطات الكهرباء بعد الثورة
قبل 30 يونيو 2013، كانت الكهرباء تنقطع بالساعات فى مناطق مختلفة بالتبادل، أزمة تسببت فى معاناة عدد كبير من المواطنين فى معظم المناطق، وعلى الرغم من ذلك كانت تأتيهم فواتير الكهرباء بأسعار عالية لا تتناسب مع قدر استهلاكهم، مما أصابهم بحالة تمزج بين الدهشة والجنون.
وقال فاروق سيد أحمد، من سكان مدينة بنها، إنه عانى من صعوبة توفير الإضاءة لأبنائه فى مراحل التعليم المختلفة قبل ثورة 30 يونيو خلال فترات امتحان نهاية العام، مما عرضهم للرسوب خاصة أن كشافات النور لا تعمل سوى ساعة واحدة، مما جعله يعود مرة أخرى لاستخدام لمبة الجاز، كما كان يحدث من قبل فى عصور الظلام، ومع الأسف كان لا يجد أى تحرك من المسئولين لحل الأزمة التى زادت يوماً بعد الآخر.
وقالت حمدية السيد، موظفة مقيمة بمنطقة حدائق القبة: «قبل ثورة 30 يوينو الكهرباء كانت ممكن تقطع باليوم واليومين، وماحدش كان عارف يعيش من غيرها»، مشيرة إلى عدم قدرتها على تخزين طلبات المنزل فى الثلاجة، لأنها «فى أغلب الوقت كانت هتبوظ الأكل، عشان كدا قبل ما أنام كنت بفصل التلاجة عشان لو الكهرباء قطعت بالليل، وقبل ما أخرج من البيت كنت بفصل كهربة البيت كله، لأنى مش حمل أشترى أجهزة كهربائية تانى».
مواطنون: التيار كان بيقطع ساعات طويلة.. وكنا رجعنا لـ"لمبة الجاز"و"الكهرباء": 614 مليار جنيه استثمارات بالقطاع منذ يونيو 2014 حتى يونيو 2020
وقالت هناء محمد، موظفة تسكن بمنطقة وسط البلد، إنها عانت كثيراً قبل 30 يونيو، بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر ولساعات طويلة: «الكهرباء كانت بتقطع الصبح 4 ساعات وبالليل 6 ساعات، يعنى أغلب اليوم ما بيكونش فيه كهرباء»، مضيفة أن عملها معتمد بشكل كبير على استخدام الحاسب الآلى طوال الوقت: «كنت ممكن أقعد أكتب شغل بالساعات على الجهاز، وفى لحظة الكهرباء تقطع، ويتمسح كل اللى عملته»، وأشارت إلى أنه رغم انقطاع الكهرباء لفترات طويلة كان يأتى لها المحصل كل شهر بفواتير عالية السعر، وعندما كانت تسأله عن سبب ارتفاع سعر الفاتورة كان يجيب عليها «ده استهلاكك»، وتابعت: «قبل 30 يونيو كانت كل حاجة غلط، وإحنا إللى كنا بندفع الثمن، الحمد لله فترة وعدت».
وقال شريف حسن السيد، من الإسكندرية، إن الأزمة اشتدت خلال أيام ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفير بدائل ملائمة يمكننا الاعتماد عليها فى ظل ارتفاع أسعار مولدات الكهرباء وقتها وسرعة إتلاف شواحن الكهرباء لأن عمرها الافتراضى قصير ولا تفى بالغرض، لافتاً إلى معاناة المستشفيات من هذه الأزمة خاصة فى مواجهة حالات الوفاة ومرضى الفشل الكلوى بعد توقف أجهزة الغسيل، مما شكل خطورة على حياتهم، كما يرى على حسنين، من المنيا، أن الحال اختلف تماماً فى عام 2015 باستقرار التيار وبدأت الحياة تعود فى كل المرافق وأصبحت حالات تخفيف الأحمال غير موجودة.
وأكد مسئولو وزارة الكهرباء أن عام 2012 أطلق عليه عام الظلام لوصول نسبة العجز إلى مستويات خطيرة تقترب من 35% من حجم الإنتاج واضطرار الشبكة القومية للكهرباء إلى قطع التيار لمعدلات تصل إلى 22 ساعة كاملة حتى لا تنهار، والكارثة الحقيقية أن 40 محطة إنتاج للكهرباء إضافة إلى 13 محطة أخرى تعمل بالماء والشمس والرياح لم تستطع تحقيق العلامة الخضراء أو نقطة التعادل بين الإنتاج والاستهلاك سوى أيام قليلة أى ما يعادل 20% فقط.
وقال مصدر مسئول بوزارة الكهرباء إن إجمالى العجز بلغ 6050 ميجاوات خلال أحد أيام أشهر صيف 2014، لافتاً إلى أنه تم رصد استثمارات بالقطاع بقيمة 614 مليار جنيه منذ يونيو 2014 حتى يونيو 2020 لزيادة القدرات الكهربية للشبكة القومية لكهرباء مصر.
وأكد المصدر أنه تم حتى الآن تنفيذ 60% من المشروعات المستهدفة، نحو 185 مشروعاً بتكلفة تصل إلى 366.6 مليار جنيه، لافتاً إلى أنه تم إنجاز 26 محطة إنتاج طاقة كهربائية تحتوى على 113 وحدة توليد كهرباء لزيادة القدرة الكهربائية بأكثر من 25 ألف ميجاوات، أى ما يعادل 12 ضعف قدرة السد العالى بإجمالى استثمارات ما يعادل 287 مليار جنيه، مشيراً إلى تطوير منظومة العدادات للتغلب على مشكلات تحصيل فواتير الكهرباء والناتجة عن تدخل العنصر البشرى فى عملية قراءة العدادات والتحصيل، لافتاً إلى أنه تم تركيب 6.8 مليون عدّاد حتى ديسمبر 2018 وإنشاء 7 مراكز تحكم فى شبكة نقل الكهرباء، إضافة إلى معالجة شبكات المناطق غير الآمنة بإزالة خطوط الكهرباء الهوائية المارة أعلى المبانى وتحويلها إلى كابلات أرضية بطول 814كم أو تعديل مسارها.
وأكد أنه من المستهدف من ديسمبر الماضى حتى يونيو 2020 الوصول بالقدرات الكهربائية المضافة إلى الشبكة القومية لنحو 28.6 ألف ميجاوات فضلاً عن الوصول بعدد العدادات مسبقة الدفع التى يتم تركيبها لنحو 10 ملايين عداد، إضافة لتنفيذ مشروع تجريبى لتركيب 250 عداداً ذكياً بنطاق 6 شركات توزيع.
وأكد أن قطاع الكهرباء يعمل على تحسين وتطوير جميع الخدمات من إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء خاصة لتدعيم شبكات نقل الكهرباء بالصعيد والمحافظات الأكثر احتياجاً ورفع مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين لأعلى مستويات الجودة، لافتاً إلى أنه تم ضخ استثمارات خلال العامين الماضيين فى مجال تطوير شبكات توزيع الكهرباء بلغت 22.3 مليار جنيه لرفع مستوى الأداء فى القطاعات والإدارات المختلفة بالشركات.