البنك الآسيوي يختار "معيط" لإلقاء الكلمة الافتتاحية في مؤتمر لوكسمبورج
قرار البنك جاء تقديرا لدور مصر.. ووزير المالية يستعرض برنامج الإصلاح
الدكتور محمد معيط خلال افتتاح مؤتمر «لوكسمبورج»
اختار البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الدكتور محمد معيط وزير المالية، من بين وزراء 97 دولة؛ لإلقاء الكلمة الافتتاحية في اجتماعه السنوي الذي يُعقد هذا العام تحت شعار: "التعاون والتواصل" في لوكسمبورج؛ وذلك تقديرًا لمصر بموقعها الاستراتيجي المتفرد بين قارات أفريقيا وأوروبا وآسيا، الذي يجعلها ركيزة أساسية في دفع حركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب، وإقامة شراكات اقتصادية وتنموية تُلبي طموحات الشعوب.
استعرض وزير المالية، خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمنتدى بصفته محافظًا لمصر لدى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، البرنامج الطموح الذي تبنته مصر، بسواعد أبنائها، نحو إصلاح اقتصادي شامل، حقق مؤشرات إيجابية كثيرة وبارزة، شملت تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي ضد المخاطر، وتحسين أوضاع المالية العامة، وتحقيق معدلات نمو شاملة، ما أدى إلى استعادة ثقة الأسواق والمستثمرين، وتوفير المزيد من فرص العمل، والتوجه نحو استدامة خفض معدلات الدين، مشيرًا إلى إجراء الإصلاح المؤسسي للأجهزة الإدارية للدولة؛ بما يُسهم في تقليص البيروقراطية وتوفير مناخ جاذب للاستثمارات الأجنبية، وزيادة مشاركة القطاع الخاص.
وأكد الوزير أن الموقع الجغرافي الحيوي لمصر الذي يصل بين قارات العالم الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا، يؤهلها للقيام بدور استراتيجي في تحقيق أهداف "البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية" نحو تعزيز التعاون والتواصل القاري وترسيخ الشراكة أيضًا؛ باعتبار قناة السويس أداة محورية مميزة تخدم حركة التجارة بين دول الشرق والغرب، موضحًا أن مصر تؤمن بأهمية دور البنك في تحقيق التغير الإيجابي المستدام لقارة آسيا وباقي أنحاء العالم من خلال ترسيخ التواصل عبر الحدود، وضمان بنية تحتية جيدة ومستدامة، وتعبئة الموارد المالية للقطاع الخاص بما يؤهله للقيام بدوره فى هذا القطاع الحيوي.
قال إن من أولويات الحكومة المصرية، تطوير البنية التحتية، وإيجاد سبل مختلفة لسد الفجوة المالية الخاصة بها على الصعيد المحلي، لافتًا إلى أهمية بحث سبل سد الفجوة التمويلية للاستثمارات في البنية التحتية بين قارتي آسيا وأفريقيا التي قدَّرتها النظرة الدولية لدول مجموعة العشرين بقيمة 630 مليار دولار سنويًا، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.2 تريليون دولار خلال العقد المقبل، بمراعاة سبل التمويل الأخرى للإنفاق على برامج الحماية الاجتماعية لدى القارتين.
وأوضح أن فجوات التمويل الحالية في البنية التحتية بالقارة الأفريقية تُكلف معدلات النمو لدول القارة نسب تصل إلى 2% من إجمالي الناتج المحلي، ولذلك تتوجه العديد من الحكومات إلى البحث عن بدائل جديدة تشمل التمويل التجاري، وتعبئة استثمارات القطاع الخاص نحو مشروعات البنية التحتية الضخمة، ودعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص للاستثمار في هذه المشروعات، بما يتطلب تطوير سبل الدمج الاقتصادي الشامل عبر القارات، ويُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة نحو المزيد من التقدم والرخاء للقارات الثلاث.
أكد الوزير أنه يجب صياغة الأطر الداعمة لتحفيز عملية التعبئة لموارد القطاعين الخاص والعام لسد الفجوات التمويلية في البنية التحتية بمشروعات ضخمة عبر الدول، وهناك العديد من المبادارات التي تُجَّسد هذه الرغبة نحو تحسين التواصل عبر الحدود، ومنها: مبادرة "الطريق والحزام"، ومبادرة "ممر النمو الأفريقي الآسيوي"، وكلاهما تهدف إلى تعزيز سبل التعاون بين القارتين، مشيرًا إلى انطلاق المرحلة التشغيلية لاتفاقية التجارة الحرة بين دول القارة الأفريقية، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر، التي من المقرر أن تغطي عددًا من الأسواق تضم ما يقرب من 1.2 مليار نسمة فى 55 دولة عضوًا فى الاتحاد الأفريقى، بقيمة تبلغ 2.5 تريليون دولار كناتج محلي إجمالي لهذه الأسواق.
شدد الوزير على أهمية تحقيق ما تطمح إليه الشعوب من مستوى معيشي أفضل، من خلال بناء استراتيجيات جديدة تُسهم في توسيع نطاق الشراكة بين الحكومات والمؤسسات الدولية والمالية، ودعم سبل التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتبادل الخبرات والدعم الفني والرؤى والآليات المتاحة لغلق الفجوه التمويلية بالبنية التحتية.
قال أحمد كجوك نائب الوزير للسياسات المالية والتطوير المؤسسي وممثل مصر بمجلس إدارة البنك، إن أحد أولويات الحكومة المصرية، خلق شراكات استراتيجية مع الدول الآسيوية؛ للاستفادة من وضع مصر الاستراتيجي، والنفاذ للأسواق الآسيوية الكبيرة، والاستفادة أيضًا من الفوائض المالية الهائلة بها، والعمل على جعل مصر منفذ للصادرات والنفاذ للقارة الأفريقية، مشيرًا إلى التواجد القوى في مثل هده المنتديات، وإعطاء مصر مساحة كبيرة في كل الجلسات؛ تقديرًا لدورها المحوري في تعزيز الشراكة القارية، خاصة في ظل رئاستها للاتحاد الأفريقي، وفي ضوء تجربتها الإصلاحية الناجحة، التي تُسهم في جذب المستثمرين، وتحقق التنمية الشاملة.