يحمل الحب وجهين، واحد للسعادة، وآخر للجنون، فرأينا حبا أدى إلى قتل أو انتحار أو إلى هروب.. أما أن يدفع الحب البعض إلى تحنيط جثث محبيهم والاحتفاظ بها، فهذا هو الغريب.في واحدة من أغرب القضايا الإنسانية، احتفظت سيدة في تكساس بجثة والدتها لمدة 3 سنوات لشعورها بالذنب نحو طريقة وفاة المرأة الطاعنة في السن.
وكانت الابنة تبلغ من العمر 47 عاما، واحتفظت بجثة والدتها بعد فشلها في إنقاذها من الهبوط الحاد في الدورة الدموية الذي أصيبت به عام 2016، ومن المفارقات أنها كانت تعيش برفقة ابنتها البالغة 15 عاما، ما جعل الشرطة تتهمها بإلحاق الأذى بطفل، وفقا لما نشره موقع "بي بي سي العربية".
وألقت شرطة تكساس القبض على الابنة بتهمتي الاحتفاظ بجثة وتهمة إلحاق الأذى بابنتها الطفلة، فيما أودعت ابنتها بدار رعاية، قد تصل عقوبتهما على تلك الجرائم إلى 20 عاما و10 آلاف دولار غرامة.
ولم تكن تلك القضية هي الأولى التي يعيش فيها شخص برفقة جثة، حيث تعد قصة الطبيب كارل تانزلر الذي استخرج جثة عشيقته من قبرها وعاش معها لمدة 10 سنوات، الأشهر والأقدم، والتى ذكرتها مجلة Pulp.
البداية، عندما كان الطبيب كارل تانزلر يبحث عن فتاة أحلامه، وظل يبحث عنها طوال حياته حتى بعد زواجه وإنجابه من أخرى، وحين وصل إلى سن 56 عاما اتجه للعيش بفلوريدا وعمل في مستشفى "كي ويست" بمجال الأشعة، وحينها قابل فتاة من كوبا تدعي إيلينا وتبلغ من العمر 20 عاما تعاني من مرض السل، واكتشف فجأة أنها الفتاة التي بحث عنها طوال حياته ووقع في حبها.
ظل كارل يقدم جميع المساعدات لـ"إيلينا" ويسعى بكل الطرق لشفائها، حتى إنه اخترق قوانين العمل ونقل أجهزة الأشعة لبيتها، في حين أنها لم تبادله نفس المشاعر نظرا لمرضها وانشغالها بالعلاج، وظل يجلس بجانبها للعناية بها لأكثر من عامين، لكن كل محاولاته باءت بالفشل لتدهور حالتها الصحية.
وبعد أن توفيت إيلينا تكفل كارل بمصاريف الجنازة وأقام لها ضريحا كبيرا وظل يزورها فيه يوميا لمدة عامين حتى توقف عن الزيارة بشكل مفاجئ.
وبعد عدة أعوام قال صاحب متجر هدايا إن كارل يشتري هدايا وعطور نسائية، ما جعل سكان المنطقة يعتقدون أن الطبيب العاشق دخل في علاقة جديدة، حينها ذهبت شقيقة إيلينا لتطمئن عليه ففوجئت بجثة شقيقتها، وأبلغت الشرطة وفقا لما نقله موقع "العربية" عن القصة.
ولم يكن أحد يعرف وقتها قرار أن الطبيب قد غرق في العشق إلى درجة أن نبش قبر حبيبته وأخرجها منه، وأحضرها إلى منزله الذي حوَّله إلى معمل، وكان يحضر لها الملابس والهدايا لمدة 9 سنوات.
ولأن الجثة كانت قد تحللت بعض الأجزاء منها قام الطبيب بتحنيطها ووضع لها عينين من الزجاج وشعرا مستعارا حتى يحافظ على مظهرها، وأدى اكتشاف شقيقتها الأمر، إلى إبلاغ الشرطة عما حدث، وحين استمعت الشرطة لأحاديث جيران كارل شهدوا أنهم كانوا يستمعون إلى أغانٍ ويرونه يرقص مع شخص من خلف الستار، وتبين أنه كان يرقص مع جثتها وأن تلك الهدايا والعطور كان يقدمها لها.
وبعد التحقيقات معه بتهمة تعمد تدمير قبر وإخراج جثة دون تصريح قال إنه كان يخطط للذهاب في سفينة من صنعه للفضاء اعتقادا منه أن ذلك سوف يُعيد الفتاة للحياة، وظل متمسكا بها حتى إنه طلب من القاضي استعادة جثتها بعد المحاكمة والعودة بها للمنزل مرة أخرى.
ولكن بناء على طلب الجماهير، عرضت الشرطة الجثة في متحف ليراها الجمهور ثم أصدر قرار نهائي بدفنها بمكان غير معروف، وعاش بعدها كارل في حالة من الإحباط وصنع دمية بنفس حجمها وشلكها حتى توفي عام 1952 عن عمر ناهز 75 عاما.
وبعد عقود طويلة توصل العلماء إلى مرض نفسي يدفع الأفراد إلى الاحتفاظ بالجثث ومجامعتها سواء الزوجة أو الحبيبة يسمى النيكروفيليا أو جماع الأموات ووصفوه بأنه انجذاب جنسي يصنف على أنه أحد أنواع الشذوذ الجنسي تبعا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين وذلك وفقا لما نشره موقع "واي باك ماشين" .
ووفقا لنفس المصدر فإن المرض له عدة أنواع أبرزها النيكروفيليا القاتلة ويعاني المريض خلالها من هوس ممارسة العلاقة الحميمة من الجثث بعدد مرات كبيرة، تؤثر على القلب بشكل مباشر وتسبب الوفاة، النيكروفيليا العادية وهى التي يعاني خلالها المريض بهوس العلاقة مع الجثة، لكن بدرجة أخف.
والتعافي من هذا المرض يحتاج لعلاج نفسي طويل الأمد يعتمد على العلاج المعرفي والسلوكي والدوائي في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى اكتشاف الأسرار الدفينة التى تدفع المريض إلى هذا الاعتقاد وعلاجها.
تعليقات الفيسبوك