أكاديمى تركى: "أردوغان" اتفق مع أمريكا على إسقاط الأنظمة عبر الإخوان لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير
الدكتور محمد خيرى أوغلو، الأكاديمى التركى
عبّر الدكتور محمد خيرى أوغلو، الأكاديمى التركى، عن رفضه لسياسات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حيال الأزمة الليبية، مشيراً إلى أنه اتفق مع الولايات المتحدة على إسقاط الأنظمة عبر الإخوان تنفيذاً لمخطط الشرق الأوسط الكبير.
وقال «أوغلو»، فى حوار لـ«الوطن»، إن «تدخل أردوغان فى الحرب بليبيا هو صب للزيت على النار»، معتبراً أن «هذه ليست سياسات الدولة التركية قبل قدوم حزب «العدالة والتنمية»، حيث كانت تقوم على لعب دور الوسيط والصلح فى مختلف المشكلات، مؤكداً أن السياسات التركية فى الوقت الحالى مرفوضة، داعياً المعارضة إلى إقامة علاقات مع دول الشرق الأوسط.
ما رأيك فى تدخل الرئيس التركى «أردوغان» فى ليبيا؟
- بصفة عامة، وقبل كل شىء، يجب أن نفيق، وأن نستيقظ، وندرك أن الدخول فى هذه الحروب مخالف لقيم الحضارة الإسلامية، ولذلك يجب أن نحقق المصالحة فى أقرب وقت ممكن مهما كانت الأثمان، فالمستفيد الدول الكبرى وشركات الأسلحة.
محمد خيرى أوغلو لـ"الوطن": رجب طيب يصب الزيت على النار.. وبعض أنصاره أصبحوا "مجانين حرب"
سياستكم كانت من قبل «صفر مشكلات» لكن «أردوغان» يمد الآن الميليشيات بالسلاح فى ليبيا، ما ردك؟
- هذا يعنى صب الزيت على النار، قبل حزب العدالة والتنمية كانت سياسة الدولة التركية أن تلعب دور الوسيط والميسر فى جميع المشكلات الواقعة بمنطقة الشرق الأوسط، أما بعد وصول حزب العدالة والتنمية فتغيرت السياسة، وهنا أشير كذلك إلى أن مشروع الشرق الأوسط الكبير كان باتفاق بين الولايات المتحدة وحزب العدالة والتنمية، الولايات المتحدة أرادت استخدام حزب العدالة والتنمية كـ«كماشة»، وباسم هذا المشروع كان الاتفاق بين «أردوغان» و«واشنطن» لتغيير الأنظمة فى الشرق الأوسط باستخدام جماعة الإخوان. لكن هذا المشروع انهار وفشل.
سياسات "أنقرة" تحولت من الوساطة فى مشكلات المنطقة إلى رغبة جامحة فى "التوسع" والسيطرة على الدول.. والأكثرية فى تركيا ضد توجهات الرئيس
وكيف برأيك تعامل الحزب الحاكم مع انهيار هذا المشروع كما تقول؟
- حزب «العدالة والتنمية» لم يتعلم الدرس ولا يزال يصر على الخطأ، ولذلك تورط فى سوريا وفى العراق وليبيا واليمن، ويمارس سياسة منحازة ومذهبية، والدليل على ذلك أنه عندما وصل «أردوغان» إلى السلطة فى بداية الأمر كان نجماً فى سماء العالم العربى يثنون عليه، ولكن انظر الآن إلى الواقع فى الدول العربية كله ضد سياسات أردوغان وممارساته. أنا ضد سياسات حزب العدالة والتنمية، وأدعوه للتخلى عنها والعودة إلى سياسة الدولة التركية الأساسية، وهى لعب دور الوسيط النزيه غير المنحاز.
لكن كيف ينظر الشعب التركى نفسه إلى هذه السياسات التى خلقت عداء مع الشعوب العربية؟
- بالنسبة لأنصار حزب «العدالة والتنمية» بعضهم تخلى عن التفكير السليم وأصبحوا «مجانين يعلون أصوات الحرب والسلاح»، والباقى وهم الأكثرية ضد سياسات «أردوغان»، ولكن بسبب انتمائهم الشديد لا يجهرون بذلك، فالحزب أصبح بالنسبة لهم وكأنه دين مقدس، ويعتبرون النقد العلنى خطأ.
ماذا عن المعارضة التركية وموقفها من سياسات «أردوغان» فى ليبيا؟
- المعارضة التركية منذ البداية كانت ضد سياسات «أردوغان» التوسعية فى المنطقة، وأنا أقرب إلى المعارضة فى هذه الناحية، لأن السياسة التركية فى الوقت الحالى خطأ، من قبل كانت العلاقات مثلاً مع سوريا وليبيا جيدة، ونحن ندعم مثل هذه السياسات الطبيعية التى تقوم على التعاون. ولكن مشكلة المعارضة أن علاقتهم مع دول منطقة الشرق الأوسط ضعيفة، وخصوصاً حزب الشعب الجمهورى الذى أدعوه للانفتاح أكثر على دول الشرق الأوسط وتأسيس علاقات جديدة معها، وليس كما فعل حزب العدالة والتنمية اختزل علاقات تركيا فى العلاقة مع جماعة الإخوان.
هل وجود عدد كبير من قيادات الإخوان الهاربة كان له تأثير كبير على قرارات «أردوغان» التدخلية؟
- «أردوغان» حوله الإخوان، وبعض ممن حوله مرتزقة وهم عدد كبير جداً يعملون لحساب العدالة والتنمية، لكن ربما بعضهم يعمل من أجل المال والمكاسب. أقصد الذين يتعاملون مع حزب العدالة والتنمية فقط من أجل المال.