متحف مجلس النواب.. شاهد على تطور الحياة البرلمانية في مصر
العربة الملكية بمتحف النواب
مقتنيات أثرية تجمع بين الحضارتين الفرعونية والإسلامية، ووثائق نادرة مدوَّن عليها العديد من التشريعات القديمة.. وكرسي الملك في "عصر الملكية"، وصور فوتوغرافية لرؤساء البرلمان المصري.. تلك هي أحد ملامح متحف مجلس النواب، والذي يُعد جزءا من الزيارات التي تقوم بها الوفود البرلمانية من مختلف الدول للبرلمان المصري.
وخصص للمتحف قاعتين كبيرتين داخل المبنى المخصص لمجلس النواب "الشعب سابقا"، وتضم القاعة الأولى مقتنيات من مختلف العصور، بينما تعرض القاعة الثانية مقتنيات لتطور الحياة البرلمانية في مصر في العصر الحديث.
ومن اللافت للنظر تلك المقتنيات التي يرجع عهدها للعصر الفرعوني ومن بينها مجسم لتمثال الكاتب المصري جالسا يحمل لفافة من أوراق البردي ويقوم بتدوين التشريعات والقوانين ويرجع أصل هذا التمثال إلى عصر الدولة القديمة (2780 _ 2280 ق . م)، كما يعرض نص عثر عليه في مقبرة إيدوت (بسقارة) ويُعد أقدم تشريع ضرائبي في التاريخ وهو عبارة عن لوحة تمثل معاقبة المتهربين من الضرائب.
وهناك مجموعة نصوص تشريعية مكتوبة باللغة الهيروغليفية تتضمن التشريعات التى أصدرها الملك الفرعوني حور محب، ويرجع تاريخها إلى عصر الدولة الحديثة (الأسرة 18 حوالى عام 1330 ق . م) من بينها تشريع لحماية الزراعيين.
كما يعرض نموذج لحجر رشيد الذى يتضمن مرسوما أصدره بطليموس الخامس عام 196 ق.م وهو منقوش بثلاث لغات هي: الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية، الأمر الذي تمكن من خلاله العالم الفرنسي شامبليون من فك رموز الكتابة المصرية القديمة.
أما عن العصر الإسلامي فتتضمن القاعة الأولى من المتحف العديد من المقتنيات في مقدمتها نسخة من القرآن الكريم، المصدر الرئيسي للتشريع فى الدولة الإسلامية، وصوره بعض الرسائل والمخطوطات منها رسالة من وإلى مصر في العصر العباسي يحث فيها أهل النوبة على الالتزام بالمواثيق والمعاهدات، ورسالة عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري عندما ولاه قضاء الكوفة.
فيما تشغل القاعة الثانية للمتحف صورة وثائقية من اللائحة الأساسية للمجلس العالي الصادرة فى 1825، وهو أول مجلس يضم أعضاء منتخبين، ولوحة لتطور علم مصر منذ 1923 حتى الآن، ومجموعة من الصور الفوتوغرافية لرؤساء مجلس الشيوخ المصري (1924 – 1952) وزي التشريفة الخاص بآخر رئيس للمجلس كما يتم عرض أحد الكراسي الخاصة باستراحة الملك في مجلس النواب (استراحة رئيس الجمهورية في مجلس الشعب حاليا) وهو كرسي من الخشب المذهب، ومكسو بالديباج الأحمر الفاتح، ومزين بأشكال دائرية ووريدات من اللؤلؤ، كما يعرض نموذج لكرسي آخر من كراسي النواب في البهو الفرعوني منذ تأثيث المجلس، وهو كرسي صغير من الخشب، له ظهر وقاعدة مكسوة بالجلد، والأرجل والظهر مزخرفة بأشكال لزهرة اللوتس، ويوجد في أعلاها قرص الشمس وجناحا صقر يتوسطهما صورة الإله حورس.
كما يضم المتحف في مقتنياته صورا زيتية لرؤساء الجمهورية السابقين في مصر، وتتضمَّن هذه القاعة أيضا خزانات عرض تضم شارات وميداليات تذكارية منها: شارة الاتحاد البرلماني الدولي خلال انعقاد مؤتمره بمصر عام 1947، وشارة حرس البرلمان في السابق، وميداليات تذكارية عديدة مصرية وغير مصرية، ما أهدى لبرلمان مصر، كما توجد أيضا مجموعات من العملات التذكارية الذهبية والفضية والإصدارات البريدية والتذكارية التي صدرت في مناسبات عديدة كانعقاد المؤتمر البرلماني الدولي فى مصر عام 1997.
كما تضم القاعة عددا من الوثائق المهمة عن الحياة السياسية والنيابية في مصر، ومنها محضر اجتماع مجلس شورى النواب في جلسة له خارج القاهرة عام 1876، ومحضر الجلسة الأولى لمجلس شورى القوانين عام 1883، وأول مضبطة للجمعية التشريعية في 22 من يناير 1914، ثم نماذج مضابط بعض المجالس التشريعية في مصر بعد ثورة 1952، ومجموعة من خطابات افتتاح جلسات البرلمان في عصور مختلفة من عام 1866 حتى الآن.
وحرص المجلس على تزويد المتحف بعدد من الخزانات الزجاجية لعرض جميع مقتنياته والتي تضم العديد من الهدايا التذكارية من برلمانات العالم المختلفة والهيئات الدولية سواء الرسمية أو الشعبية، من بينها مجموعة من الخناجر المتنوعة للزخارف الهندسية والنباتية المطلاة بالذهب والفضة، من بينها خنجر فضي محلي بالزخارف والنقوش الموشاة بالذهب، والمقدم من الحاج بن عبد الله المحيرب، رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1994م، ومجموعة من المجسمات، لعدد من المراكب الشراعية المذهبة مهداة من مجلس الأمة الكويتي، ومجسم آخر لمركب شراعي كبير الحجم من إندونيسيا.
وإلى جانب تلك الهدايا، هناك مجموعة متنوعة من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية والنحاسية، مهداة من العديد من البرلمانات العالمية وكبار الشخصيات السياسية الدولية، ومن أشهر ميدالية من الذهب وأخرى من الفضة باسم الاتحاد البرلمانى الأوروبي، ومجموعة ميداليات لعدد من الدول الكبرى.