بعد فرض عقوبات أمريكية على "ظريف".. خبير: خطوة متوقعة لاستفزاز "طهران"
ظريف
مع تزايد حدة التوترات في منطقة الخليج بسبب الأزمة بين إيران وأمريكا، أعلنت الإدارة الأمريكية، أمس، فرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الأمر الذي اعتبره الرئيس الإيراني حسن روحاني "عمل صبياني" ويؤكد عجزها على مواجهة إيران، مشددا على أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ضد طهران ستندم عليها وهي لن تحقق أي عائد، وأن طريق المفاوضات مع إيران يمر عبر وزارة الخارجية الإيرانية ووزيرها محمد جواد ظريف.
واعتبر مدير مكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية، محمود واعظي، أن العقوبات الأمريكية على وزير الخارجية الإيراني لن تعود سوى بالفضيحة على الولايات المتحدة أمام العالم، وعلق "واعظي"، في تغريده له على "تويتر": "العقوبات على ظريف لن تعود سوى بالفضيحة على أمريكا وظريف هو مهندس الدبلوماسية وصوت حق الإيرانيين المعبر"، مشددا على أن المنطق لا ينتهي بالعقوبات بل يصبح أكثر فعالية ويمنحه المزيد من الكرامة والقوة، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم، معارضتها للعقوبات الأمريكية أحادية الجانب على وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، داعية واشنطن إلى بذل الجهود للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وقال الخبير السياسي المتخصص في الشأن الإيراني هاني سليمان، لـ"الوطن": "أن تلك العقوبات الأمريكية على وزير الخارجية الإيراني ليست مفاجئة، في ظل الخلافات والنزاعات الدائرة بين الجانبين"، ولفت إلى أن العلاقات الأمريكية الإيرانية هي ملف ممتد ويجب الحكم عليها من خلال المشهد العام والوضع الكلي للأزمة وليس بربطها بشخصيات أو تفاصيل صغيرة، مضيفا "الأزمة الإيرانية الأمريكية شهدت عمليات شد وجذب متبادلة بين الطرفين على مدار السنوات الماضية، ولذا هذه العقوبات متوقعة وأمريكا فرضت من قبل عقوبات على المرشد الأعلى ووزير الداخلية الإيراني".
واعتبر "سليمان" أن ذلك التصعيد الأمريكي في الأزمة للضغط على إيران وإجبارها على التنازل عن شروطها للتفاوض، واصفا تلك الخطوة بـ"العقوبات العارضة" التي لن تؤثر بشكل كبير على الأزمة، أما عن تصريح الرئيس الإيراني بأن تلك العقوبات الأمريكية تعد "تصرف طفولي"، قال: "تصريح روحاني محاولة لاستفزاز أمريكا ورد طبيعي منهم لإثبات قوتهم"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول أن تستخدم إيران لإثارة ملفات الأزمات التجارية بينها وبين أمريكا باعتبار أن هناك منافسة تجارية بين أمريكا والصين، ويضيف: "الصين رفضت العقوبات الأحادية من الجانب الأمريكي تجاه إيران لما لها من مصالح مع إيران فهي تعتمد عليها في استيراد نفطها".
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت على موقعها الإلكتروني، مساء أمس، فرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وإدراجه في "قائمة الشخصيات ذات التصنيف الخاص لدى إدارة مراقبة الأصول الأجنبية"، وقال مسؤول أمريكي كبير، إن واشنطن فرضت عقوبات على ظريف بموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بفرض عقوبات على الزعيم الأعلى خامنئي. وقال المسؤول الأمريكي: "ظريف ساعد في تنفيذ جدول أعمال متهور" لخامنئي"، كما قالت مسؤولة رفيعة من الإدارة الأمريكية إن الولايات المتحدة لا تعتبر ظريف شخصية أساسية للاتصال بها في إطار مفاوضات محتملة حول اتفاق نووي جديد".
ومن جهته، علق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر تغريدة على حسابه في "تويتر"، على فرض الولايات المتحدة عقوبات عليه، وأشار إلى أن الولايات المتحدة بررت إجراءها ضده باعتباره "متحدثا أساسيا" باسم طهران عبر العالم. وتابع: "هل يا ترى الحقيقة موجعة إلى هذه الدرجة بالفعل؟ إن ذلك لا يؤثر إطلاقا علي ولا على عائلتي، فلا ممتلكات أو مصالح لي خارج إيران"، وأضاف ظريف: "شكرا على اعتباركم إياي مثل هذا التهديد الكبير على أجندتكم".
وبدوره أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم الخميس، أنه سيتم تعزيز حملة العزلة الدبلوماسية والضغط الاقتصادي ضد إيران طالما تواصل طهران توسيع برنامجها النووي.
وكان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جون بولتون أعلن في وقت سابق من اليوم، إن الولايات المتحدة ستجدد إعفاءات العقوبات المفروضة على البرامج النووية الإيرانية التي تسمح لروسيا والصين والدول الأوروبية بمواصلة التعاون النووي المدني مع طهران.