تقف على السلم الخشبى ممسكة بيديها الخشنة بـ«فرطاسة» محارة، تباشر عملها فى محارة الحوائط والأسقف بإحدى الشقق، وسط نظرات إعجاب من المحيطين بها، لتثبت للجميع خطأ الأفكار التقليدية التى تحظر على السيدات العمل فى مهن ما زال المجتمع يُقصرها على الرجال.
نفيسة محمد، 41 عاماً، أشهر عاملة محارة فى الإسكندرية، تعمل ليل نهار لتنفيذ المهام الموكلة إليها على أكمل وجه، وتسليم محارة الأسطح فى المواعيد المتفق عليها، غير آبهة بالمشقة التى تواجهها فى عملها من أجل تدبير نفقات أبنائها: «لا يشغلنى التعب، المهم أصرف على عيالى من لقمة حلال».
مرض زوجها أقعده فى الفراش وأجبرها على العمل
«عملت بمهنة المحارة منذ أكثر من 10 سنوات بأماكن مختلفة فى الإسكندرية لمساعدة زوجى الذى كان يعمل بالمهنة نفسها»، قالتها «نفيسة»، مشيرة إلى أنها جاءت من المحلة إلى المدينة الساحلية بعد أن تزوجت، واضطرت إلى مساعدة أسرتها بعد إنجابها طفلين، «مصطفى وهاجر»، إلا أن مرض زوجها أقعده فى الفراش: «بعد مرض زوجى أصبحت أنا العائل الوحيد للأسرة، واضطررت للعمل من أجل تدبير نفقات أبنائى، دون الاستعانة بصبيان أو صنايعية».
«نفيسة» أمية تجهل القراءة والكتابة، ورغم ذلك استطاعت تحقيق نجاح ملحوظ فى مهنتها، بعد أن كان عملها قاصراً على المنطقة التى تقطن بها: «شغلى كان بيقتصر على منطقتى، ودلوقتى ربنا بيكرمنى بشغل فى أماكن تانية كتير، وأصبحت أحب عملى وتشطيب الكثير من المنازل والشقق». وأشارت إلى أن التزامها بالمواعيد وإتقان عملها كان سبباً فى زيادة الإقبال عليها: «فيه ستات مش بيحبوا رجالة صنايعية يدخلوا بيوتهم، وعلشان كده بيستعينوا بيا». وأوضحت أنها تتقاضى أجراً أقل من الصنايعية فى السوق بهدف توسيع نشاطها وكسب زبائن أكثر.
تعليقات الفيسبوك