الدكتور أحمد الجوهرى رئيس الجامعة المصرية اليابانية: "المصرية اليابانية".. أول تجربة عملية لنقل خبرة "الساموراى" إلى مصر
الدكتور أحمد الجوهرى رئيس الجامعة المصرية اليابانية
تُعتبر الجامعة المصرية اليابانية، التى بدأت عملها رسمياً فى مصر عام 2009، التجربة العملية الأولى التى تستهدف نقل خبرة الساموراى الذين قادوا النهضة اليابانية على مدار العقود الماضية، حيث يستهدفون من خلالها نقل معرفتهم العلمية المتطورة للعالم بأكمله وبالتحديد إلى أرض مصر، التى تلعب دوراً محورياً فى ربط منطقة الشرق الأوسط بأفريقيا وأوروبا، وتسعى حالياً لصناعة تجربة تكنولوجية رائدة تعادل ما فعله كوكب اليابان.
ويعتمد التعليم فى الصرح المصرى اليابانى على تدريس المواد المختلفة وبصفة أساسية على الابتكار والأساليب البحثية المميزة والعمل الجماعى، التى من شأنها أن تنتج «خريجاً» قادراً على مواكبة متطلبات سوق العمل الذى يشهد تطوراً مستمراً.
وعقد «الوطن الاقتصادى» لقاءً موسعاً مع الدكتور أحمد الجوهرى، أحد أهم خبراء التعليم فى مصر، الذى شغل منصب رئيس جامعة الفيوم أكثر من 6 أعوام، وكان واحداً من أبرز أساتذة الطب، ويشغل «الجوهرى» حالياً منصب رئيس الجامعة المصرية اليابانية.
وبدأ «الجوهرى» حديثه بتوضيح حجم الاستثمارات التى تم ضخها فى هذه الجامعة والتى بدأت باستثمارات بلغت حوالى 4 مليارات جنيه من الحكومة المصرية، و30 مليون دولار منحة من الحكومة اليابانية ومنظمة التعاون الدولى «الجايكا»، وتقع على مساحة 200 فدان، مضيفاً أن تصميم الحرم الجامعى جاء ليواكب أحدث التطورات التكنولوجية على الصعيد العالمى ليكون حرماً صديقاً للبيئة بإدارة إلكترونية ذكية «Smart Campus».
وأوضح أن الجامعة يتم إنشاؤها على 4 مراحل؛ تتضمن المرحلة الأولى البنية الأساسية والتى تم الانتهاء منها بتكلفة 1.5 مليار جنيه، وتشمل المرحلة الثانية إنشاء 4 مبانى كليات ومدرجات ومكتبة مركزية ومبنى إدارى بإجمالى تكلفة بلغت 3.5 مليار جنيه من المقرر الانتهاء من تنفيذها سبتمبر المقبل، فيما تتضمن المرحلة الثالثة استكمال السكن الطلابى والملاعب الرياضية بتكلفة 11 مليار جنيه، كما أطلق على المرحلة الأخيرة مرحلة البناء المستقبلى والتى ستستمر لمدة 15 عاماً بدءاً من 2020.
وكشف أن الجامعة بدأت كجامعة بحثية للدراسات العليا حيث بلغ عدد الخريجين حتى الآن 243 باحثاً، ووصل عدد الطلاب الدارسين حالياً بهذه المرحلة إلى 168 باحثاً، بالإضافة إلى 21 باحثاً من مختلف الدول الأفريقية مثل كينيا، نيجيريا، أوغندا، غانا والكاميرون.
وأفاد أن مرحلة البكالوريوس بدأت فى الجامعة مُنذ عامين، ومقيد بها أكثر من 145 طالباً، وتستهدف الوصول إلى 500 طالب بكلية الهندسة و200 بكلية إدارة الأعمال الدولية، وهو الحد الأقصى المسموح للجامعة استيعابه طبقاً للقواعد المطبقة من قبَل المجلس الأعلى للجامعات الخاصة والأهلية خلال السنوات القادمة.
وتابع: «تضُم المصرية اليابانية كُليتين فقط هما كلية الهندسة والعلوم التطبيقية، وكلية إدارة الأعمال الدولية، وتشمل كلية الهندسة نحو 11 برنامجاً أبرزها هندسة الإلكترونيات، الميكاترونيكس والروبوتات، البيئة ومصادر الطاقة، الكيماوية والبتروكيماوية، علوم النانو، والبيوتكنولوجى».
وفيما يخص إدارة الأعمال الدولية، أضاف أنها تضم 5 برامج هى: إدارة النظم والموارد البشرية، المحاسبة، الدراسات الإنسانية، وبرنامج الحضارات، والدراسات المصرية واليابانية، مستهدفين تدشين برامج جديدة فى مجال الطاقة والمدن المستدامة والكيمياء الخضراء وعلوم التراث والذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى برنامج المحاسبة ونظم المعلومات للدراسات العليا.
12% من طلاب الجامعة وافدون من بعض الدول الأفريقية والعربية وإرسال 30 طالباً للدراسة بالجامعات اليابانية كل عام
وأشار «الجوهرى» إلى أن 12% من طلاب الجامعة وافدون من دول أخرى أهمها اليابان وبعض الدول الأفريقية والعربية، حيث تُعد الجامعة المصرية اليابانية الأولى من نوعها فى العالم.
وعن انخفاض نسبة الطلاب وعدد الكليات بالجامعة، أوضح أن الجامعة تحرص على تقديم خدمة تعليمية بأعلى جودة ممكنة، حيث إنها تعتمد على المفاهيم الأكاديمية اليابانية القائمة على المشروعات البحثية، لذا هناك قواعد مشددة يلتزم الجميع بها فيما يتعلق بظروف الدراسة وأعداد الطلاب، وذلك لضمان استيعابهم بشكل كامل للمقررات الدراسية التى تُقدم لهم من خلال مجموعة من أهم خبراء المجالات التكنولوجية والتقنية فى مصر والمنطقة.
الجامعة حصدت 33 براءة اختراع.. وتستهدف تسجيل 20 أخرى من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى خلال العام الجارى
وكشف «الجوهرى» عن أن الجامعة حصدت حتى الآن 33 براءة اختراع منها 8 تم تسجيلها فى الولايات المتحدة الأمريكية و2 فى الاتحاد الأوروبى، أهمها مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحى بالإسفنج، ومشروع توليد الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية، ومشروع توليد الغاز من المخلفات، ومشروع التميز للتصنيع الميكروئى، ومشروع تطوير المحفزات النانوية المعتمدة على الجرافين، وتستهدف الجامعة الحصول على 20 براءة اختراع جديدة خلال العام الحالى.
وذكر أنه تم افتتاح مركز الجامعة بالقرية الذكية أواخر ديسمبر الماضى، بهدف ربطها بالصناعة من خلال نقل التكنولوجيا اليابانية الحديثة فى مختلف المجالات للمؤسسات المصرية بالاعتماد على الدورات التدريبية المتخصصة والأبحاث التطبيقية التى تتم داخل الجامعة لقطاع الصناعة.
وأوضح أن مصروفات الدراسة فى الجامعة خلال هذا العام انخفضت بنسبة 5%، حيث سجّلت مصروفات كلية الهندسة 80 ألف جنيه، ومصروفات كلية إدارة الأعمال الدولية 62 ألف جنيه، أما بالنسبة لمصروفات الطلاب الوافدين فى الجامعة اليابانية هذا العام فهى 15 ألف دولار لكلية الهندسة، و12 ألف دولار لكلية إدارة الأعمال الدولية، وتستهدف الجامعة زيادة فى المصروفات حوالى 10% خلال العام الدراسى المقبل.
ولفت إلى أن المناهج الدراسية يتم إعدادها بالشراكة مع كبرى الجامعات اليابانية، حيث إن هذه المناهج تعتمد كلياً على النظام الإلكترونى فى دراسة المواد العلمية للمقررات الدراسية للطلبة بمرحلتيها البكالوريوس والدراسات العليا.
وقال إن الجامعة تضم 10 من أساتذة الجامعة اليابانيين المقيمين، فضلاً عن استقبال 100 من الأساتذة اليابانيين للتدريس لمرحلتى البكالوريوس والدراسات العليا والإشراف العلمى على رسائل الماجستير والدكتوراه بواقع 1400 يوم خلال العام الواحد.
وذكر أن الجامعة قدمت منحاً لأكثر من 141 باحثاً لاستكمال أبحاثهم العلمية بالجامعات اليابانية فى مدة تتراوح ما بين 9:6 أشهر، وإرسال حوالى 7 طلاب من مرحلة البكالوريوس، وتستهدف إرسال 30 طالباً للدراسة بالجامعات اليابانية كل عام.
وكشف «الجوهرى» أنه تم إبرام حوالى 15 اتفاقية مع جامعات يابانية، أبرزها: كيوتو، واسيدا، كيوشو، تسوكوبا، ريتسوميكن، ومعهد طوكيو للتكنولوجيا فى برامج هندسة الإلكترونيات، الميكاترونيات والروبوتات، علوم النانو، والبيوتكنولوجى، وبرامج إدارة الأعمال.
وأضاف أن الجامعة تستهدف إنشاء درجات علمية مزدوجة مع الجامعات اليابانية للحصول على درجة الدكتوراه، وبصدد إبرام اتفاقية مع جامعه كيوشو فى هندسة الإلكترونيات والاتصالات.
وأشار إلى أن الجامعة حصلت على المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى نشر الأبحاث العلمية فى مجلة «Impacted Journal Publication»، كما احتلت المركز الثالث فى معدل النشر العلمى وبراءات الاختراع وخدمة المجتمع وفقاً لمؤشر scimago الدولى.
وذكر أن الجامعة تلعب دوراً كبيراً فى توطيد العلاقات بين مصر واليابان، من خلال التعاون العلمى والدرجات العلمية المشتركة، حيث تعد اليابان من الدول الرائدة فى مجال التكنولوجيا والعلوم على المستوى العالمى، لذا تم تدشين هذا الصرح العلمى لإظهار العقول المصرية الذكية.