أتم عامه الـ90، ورغم ذلك يحمل على كتفه عجَلة لسَن السكاكين وأدوات مساعدة، يسير بها فى شوارع محافظة السويس، منادياً على زبائن عيد الأضحى، لا يؤرقه ضعف البنيان ولا ثقل الخطوات، بقدر تعجُّبه من الزوجات وربات البيوت اللاتى لم تعد تشغلهن أعمال الطبخ وسَن السكاكين وبذل الجهد فى تقطيع وتهذيب اللحوم، وينشغلن فقط بالخروج ووضع «المكياج».
عبدالنبى الشناوى، شيخ سنّانى السكاكين، كما لقبه أهالى السويس، يمارس المهنة منذ عام 1952 بنفس الطقوس والأدوات، ويؤكد أنه سيتمسك بها حتى آخر يوم فى عمره، فهو لا يعرف للحياة طعماً بدونها، رغم أن طقوس الناس فى عيد الأضحى تحديداً اختلفت عن الماضى فيما يتعلق بسَن السكاكين، إذ كانوا يتسابقون على السنّانين ويحجزون قبل قدوم عيد الضحى، أما الآن فقليل منهم يتبعون العادة القديمة، ليظل يتجول لساعات طويلة فى الشوارع على أمل الفوز بزبون، وقد ينتهى اليوم دون سَن سكينة واحدة.
يفتخر «الشناوى» بأنه ما زال يعتمد على ذراعه ولا يلقى بالعبء على أبنائه: كل واحد فيهم مشغول ببيته وعياله وعنده همومه، فقلت مش هزوّد همومهم بحملى التقيل، وهفضل أشتغل فى شوارع السويس طول ما ربنا مقدرنى ولسه واقف على رجلى، ونفسى ماحتاجش لحد من البشر».
وينتقد شيخ السنانين أخلاق الشباب حالياً وتصرفاتهم المسيئة فى الشوارع، وكيف أنهم يستخدمون الأسلحة بمجرد نشوب خلاف بينهم ولأتفه سبب، بينما يراوده حلم وحيد بترخيص كشك بمنطقة السحاب التى يقيم بها، حتى يرتاح من اللف فى الشوارع.
تعليقات الفيسبوك