"عم رجب".. "سنّان سكاكين الحضرة": "بكسب 3 جنيه في اليوم"
عم محمود
آلة يدوية قديمة الطراز مثبتة على الأسفلت بشارع أبو الفوارس بمنطقة الحضرة، وسط الإسكندرية، بها دائرة خرسانية يتم التحكم فيها باستخدام القدم، تستخدم في سن "السكاكين" التي يمسكها بكلتا يديه، تلك المهنة التي شب شواب عليها محمود رجب، 63 عاما، دون جدوى، إذ يتراوح مكسبه اليومي بين 3 و4 جنيهات، و"ساعات مفيش خالص"، نظير عمله 7 ساعات يوميا، وفقا له.
ورث المهنة عن والده، وبدأ العمل بها في عمر الـ13، ويضيف "رجب" لـ"الوطن"، أن أهالي الأماكن الشعبية كانوا يترددون لحد حواف السكاكين ولرخص ثمن سن السكينة الواحدة، متابعا: "كانت بـ10 ساغ ودلوقتي بـ300 جنيه، وللأسف دي أرخص مهنة في التاريخ"، موضحا أنه "لا يستطيع أن يغالي في ثمن سن السكينة، حتى إن كانت في موسم أعياد الذبائح".
واستطاع "رجب" أن يتزوج في سن مبكر وينجب 3 أبناء ليحملون "الهم معه"، بأيدي مرتعشة يعبر عن قلة حيلته، إذ تمر عليه أيام لا يستطيع جمع أجرة المواصلات التي يستقلها من منزله الكائن بمنطقة كرموز حتى منطقة الحضرة، ميتابعا: "أنا ربيت عيالي بالشغلانة، وبمساعدة أهل الخير".
ورغم تراكم المسؤوليت عليه، إلا أنه لم يكف عن العمل بـ"مهنة الغلابة"، يقول: "أنا شغال على آلة مثبتة في الشارع عشان مقدرش أسرح"، موضحا أنه يعاني من أمراض الشيخوخة والضغط والسكر والتهاب في الأعصاب.
"عم رجب" سعى وراء الحصول على معاش لمدة 7 سنوات دون فائدة: "بعد ما ورقي طلع رسمي من القاهرة، الموظفة هنا بلغتني أنه مش هينفع عشان ساكن في إيجار جديد، طب هسكن فين؟"، مؤكدا أنه يسد نحو 200 جنيه شهريا ثمنا للسكن في شقة مكونة من حجرة واحدة.