موجة الحر توجه المصريين لأماكن قضاء عيد الأضحى
ارتفاع درجة الحرارة
بعد مرور 51 يوما من أيام فصل الصيف البالغ عددها حسابيا نحو 94 يوما، لم تشفع في إثناء حرارة الطقس عن ارتفاعها، أو مجرد التلطيف من حرارة طقس شهر أغسطس الذي اقترب من الانتصاف، إلا أنّ التغيرات المناخية وقسوة درجات الحرارة خلال أيام فصل الصيف المتبقية والتي يبلغ عددها طبقا لما حدده الحساب الفلكي للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بـ43 يوما سيتخللها موجات حر متوالية.
واستحوذ ارتفاع درجات الحرارة على اهتمامات المصريين، وبات الطقس الحار الذي تشهده مصر منذ وقت طويل شغلهم الشاغل في هذه الأيام التي يحتفلون فيها بعيد الأضحى المبارك، ومثل هذا الطقس بوصلتهم في قضاء إجازة العيد أملا في الاستمتاع بها على أكمل وجه، فجاء في ترتيب اهتماماتهم منافسا ومزاحما لذبح الأضحية، والخروج للمتنزهات والحدائق.
فضّل أغلب المصريون السفر للشواطئ الساحلية كل حسب قدرته، هربا من موجة الحر التي أصابت البلاد منذ أواخر رمضان الماضي، وحتى قبل حلول فصل الصيف جغرافيا، ضمن موجة قيظ واسعة النطاق شملت أغلب دول المنطقة العربية والعالم، وجعلت من استخدام مكيفات الهواء أمرا حتميا.
ورغم أنّ جسم الإنسان مزود بـ"مكيف هواء طبيعي"، إذ إنّ درجة حرارة الجسم تبرد بصورة تلقائية عن طريق تبخر العرق على الجلد، لكن هذا يحتاج لأن يكون الجو جافا، حتى يتبخر العرق وتبرد درجة حرارة الجسم، وفي ظل الأجواء الرطبة يكون الأمر أكثر صعوبة، وفي ظل التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة بصورة مستمرة يتحول الأمر من مرحلة الصعوبة إلى الخطر البالغ.
وخلال صيف العام الحالي عانت العديد من دول العالم من ارتفاع درجات الحرارة، حيث كان مكتب الأرصاد الجوية البريطاني سبق وأشار إلى أنّ متوسط درجات حرارة العالم سيرتفع مجددا في العام المقبل، مستبعدا أن يسجل مستوى قياسى جديد نتيجة التأثير الملطف لظاهرة "النينيا المناخية " في المحيط الهادي.
وأشار العلماء إلى أنّه من غير الواضح ما إذا كان من الممكن للمناخ العالمي أن يستقر بشكل آمن قرب مستوى يزيد درجتين على مستوى قبل الثورة الصناعية، أو ما إذا كان هذا قد يطلق عمليات أخرى تؤدى إلى مزيد من الارتفاع في درجة الحرارة، حتى إذا توقف العالم عن إطلاق الغازات المسببة للاحتباس الحرارى، مرجحين أن يحدث تغير مفاجئ إذا تم اجتياز الحد الحرج، ومشددين على حتمية تعظيم فرص تجنب الدخول فى حالة الدفيئة، ما يقتضي ما هو أكثر من مجرد تقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.