جمعة: كل مشاق الحج لا تقارن بحال المضحين بأنفسهم في سبيل الله
جانب من الحج
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الحج عبادة بدنية ومالية يضحي فيها الإنسان بجهده وماله، كما أنه تدريب على بناء العزيمة القوية الصلبة الفولاذية.
وأضاف جمعة، أنه رغم كل المشاق التي تكون بالحج فإنها لا تقارن بحال من يضحون بأنفسهم رخيصة في سبيل الله استجابة لقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".
وتابع: "تحية لدماء الشهداء، وتحية لكل الأبطال الذين يحمون ثغور بلادهم ويبذلون أنفسهم رخيصة في سبيل الدفاع عن دينهم وأوطانهم، وليحتسب كل حاج جهده وصبره عند ربه، ولا يضيع الجائزة الكبرى بالشكوى والضيق والضجر أو النفور من العبادة، فالحج اختبار ليس لقوة الأبدان وإنما لقوة الإيمان. فمن قوي إيمانه بالله تعالى هانت في سبيله الدنيا وما فيها، وتحول تعبه ومشقته إلى رضا حيث تذوب متاعب الجسد في أشواق الروح، فتتحول كل عوامل المشقة إلى إضاءات صفاء روحي ونفسي، لا تقوي عزيمة صاحبها خلال رحلة الحج المباركة وأراء مناسكه فحسب، بل ربما ترسم طريقًا جديدًا لحياته الإيمانية كلها".
ومع ذلك فإن التيسير في الحج هو الأصل وليس فرعًا، وما يسر نبينا على أمته في شيء مثلما يسر عليها في أمر الحج، مع تأكيدنا أن أي متاعب أو مشاق في الحج تكون لحظية آنية سرعان ما تتحول إلى طاقات إيجابية وشحنات إيمانية بمجرد انقضاء المشقة الطارئة، ويبقى أجر المحتسبين لا يزول.