«الشكك ممنوع والزعل مرفوع»، كلمات كتبها على لافتة وعلقها على واجهة كشك بمنطقة كرموز، غرب الإسكندرية، ليضع حداً لتصرفات تتكرر فى المواسم والأعياد من قبل الزبائن، حيث يزداد الإقبال على شراء الشاى والحلوى والبسكويت والسجائر الفرط، ولكن بالتقسيط الممل.
حمدى عبدالسلام، 52 عاماً، كانت رسالته واضحة للزبائن، وتلخص معاناته على مدار أكثر من 10 سنوات فى العمل بالتجارة: «يشتروا وياخدوا اللى عايزينه ويقولوا لى يبقالك، ومتعشمين إنى هصبر عليهم زى كل مرة، لكن وبعدين.. هعيش إزاى كده؟!».. المواقف التى تتطور أحياناً وتخلق مناوشات وخناقات مع الأصدقاء والجيران، خاصة مع عدم تنفيذ بعض الزبائن ما تم الاتفاق عليه، وسداد المديونية على فترات طويلة تتخطى الـ90 يوماً.
ورث «عبدالسلام» الكشك عن شقيقه بعد وفاته، على أن يتولى الإنفاق على أولاده الصغار، بجانب أسرته، وقرر عدم الخلط بين المعاملات الإنسانية والتجارية، من أجل جمع قوت يومه، وفى ظل تكرار وقوع أخطاء فى العمليات الحسابية، حيث يعرف بالكاد القراءة والكتابة: «دلوقت بتعامل بالشكك للى أعرفه بس، وهم 4 بس فى المنطقة، لأن الأمور وصلت لخناقات بالإيد».
من 60 إلى 90 يوماً مدة حددها «عبدالسلام»، لدفع المديونيات، والتى قد تكون لسلع بسيطة مثل عبوة شاى، أو كيلوجرام من السمن: «أنا واقف هنا مضطر، وبجرى على كوم لحم، ومعنديش إمكانية أصبر على الناس، والعملية مش مستاهلة».
تعليقات الفيسبوك