كفر الشيخ.. مواطنون يشترون الوهم فى جحور الدجالين.. و"الشيخ المغربى" آخر التقاليع
الدجالون يبتكرون وسائل جديدة للنصب
فى حجرة يتصاعد فيها دخان البخور بأحد منازل القرية، تجلس «أمينة. ن. م»، تستقبل عشرات الفتيات والسيدات والرجال بشكل يومى، تذهب إلى منازل المترددين عليها لفك السحر وعمل التحويطات ورش المنازل وعمل الأحجبة، بعد أن اشتهرت بقدرتها على فك السحر وعلاج بعض الأمراض، على حسب زعمها، فضلاً عن قيامها بوضع تسعيرة مختلفة لكل عمل تقوم به، تقول: «بدأت قصتى مع العلاج الروحانى منذ قرابة 7 سنوات، حينما أوهم بعض المواطنين زوجى بأن هناك كنزاً أثرياً مدفوناً أسفل منزلنا، فلم أصدق لكن زوجى صدق، وأتى بشيخ مغربى استنزفنا وأخذ منا أموالاً طائلة بحجة استخراج الكنز، بعنا كل ما نملك، وحُبس زوجى بسبب استدانته أموالاً لاستخراج الكنز، وكنت أرى ما يفعله هذا الشيخ، وحينها تعلمت فنون ما يُسمى بالعلاج الروحانى، حتى رأيت أشياء غريبة، كنت أرى أشخاصاً وحيوانات وأشياء كثيرة حتى أصبحت أعالج الناس بهدف دفع الأذى».
"أمينة" خسرت بيتها بسبب الآثار فلجأت لتعويض خسائرها بالدجل
تضيف: «منذ ذلك الحين تدربت على التعامل مع الجن، قرأت كتباً وبدأت فى فعل أشياء معينة وتلاوة كلام معين حتى أستطيع استخراج الجان من أجساد المرضى، وخصصت حجرة لا يدخلها أحد غيرى، أستخدم فيها بخوراً وأشياء أخرى، فأرى الفتيات الملبوسات بالجان وهن يسقطن أرضاً، وأخريات ينزفن دماً دون سبب، وفتيات تصدر عنهن أصوات الجان، واستطعت علاج الكثير من حالات السحر التى تعرضت لها الفتيات»، على حد زعمها.
"فاطمة": دفعت 7 آلاف جنيه وابنتى لم تُشف
وتحكى «فاطمة. أ»، 56 عاماً، موظفة، تجربتها مع الدجل والشعوذة، قائلة: «منذ 3 سنوات فوجئت بابنتى تصرخ وتبكى طوال الوقت، وتريد الخروج من المنزل بشكل دائم، لم نكن نفهم ماذا بها، ذهبنا بها للأطباء دون جدوى، كانت تمزق ملابسها، تنزع دبلة خطبتها، تصرخ وتقطع فى شعر رأسها حينما ترى خطيبها، ذهبنا بها لمعالج بالقرآن الكريم، قرأ عليها ما تيسر من آيات الله، وتلا عليها الرقية بطريقة شرعية، كانت حينما تسمع القرآن تسقط مغشياً عليها، طوال شهر ونصف لا نفهم ما الذى حلّ بها، نصحتنى جارتنا بالذهاب إلى أحد الشيوخ، قرأ عليها قرآناً مرة أخرى وأعطانا مجموعة من الأعشاب وعسلاً أبيض، زعم أنه قرأ عليه قرآناً فضلاً عن عدد من زجاجات المياه، للاستحمام بها فى مكان خارج دورة المياه، لكنها لم تتحسن، وفى إحدى المرات أثناء عودتنا لمنزلنا، رأتها سيدة فقالت إنها ملبوسة وعلينا الذهاب لشيخ بقرية الكوم الأحمر التابعة لمركز بلطيم، فذهبنا إليه».
وتكمل: «بدأ فى ممارسة أعمال الدجل والشعوذة فقام بضرب ابنتى تارة، واستخراج أشياء غريبة تارة أخرى من كوباية زجاج فارغة، بالإضافة إلى انعدام الرؤية بسبب البخور واستمر هذا العمل أكثر من ساعة، وبعدها طلب منا 2000 جنيه، مؤكداً أنه استخرج الجن لكنها لا بد أن تتابع معه لعدة جلسات».
وتابعت: «ذهبنا إليه أكثر من مرة، حتى شُفيت ابنتى من السحر، لكن كان الوقت قد فات، فخطيبها تركها وظلت وقتاً طويلاً دون ارتباط، وفى المرة الثانية ذهبنا إليه للتأكد من أنها لا تعانى من سحر، إلا أنه أكد أن امرأة عملت لها عملاً مرة أخرى وعلينا فكه، فكرر الأمر لكن هذه المرة طلب 5 آلاف جنيه، لكن حتى الآن ابنتى لم تنجح فى أى ارتباط، وعرضناها على أطباء نفسيين لكن دون جدوى».
"عبدالباقى": علاج السحر يكون بالقرآن والرقية الشرعية
من جانبه يؤكد الشيخ أحمد عبدالباقى، معالج بالقرآن، أن ما يفعله الدجالون هو نصب على المواطنين، وهناك علامات يُعرف بها الساحر، وهى سؤال المريض عن اسمه، أو أخذ أثر من ملابسه، أو كتابة بعض العبارات على ورق أو على جسد المريض أو إناء به طلاسم غير مفهومة، أو طلب حيوانات، أو إعطاء المريض حجاباً يحتوى على حروف وأرقام، أو أشياء يدفنها تحت الأرض، أو أوراقاً يحرقها، أو طلب الخلوة بالمرأة، فهذا كله نصب من أجل كسب الأموال»، مشيراً إلى أن السحر ذُكر فى القرآن وعلاجه بالقرآن والرقية الشرعية والمحافظة على الصلوات وقراءة القرآن.