"الصينى" يطرد "الأصلى" فى حارة اليهود: «مكسبه مضمون»
محمد رجب داخل محله فى حارة اليهود
حارة كان يسكنها حرفيون من أصحاب الديانة اليهودية، تميزوا بصناعة الذهب والفضة وغيرها، تحولت منذ 12 عاماً لسوق شعبية للذهب الصينى، الذى انتشر بشكل ملحوظ، ما دفع بعض المحال إلى تغيير نشاطها، فالبقال استغنى عن بضاعته واستبدلها بذهب صينى، وكذلك الحلاق والخراط وصاحب محل النجف والقهوجى وبائع الأنابيب، وهو ما يؤكده محمد رجب، أحد أقدم سكان الحارة، لافتاً إلى أن أصحاب الذهب أنفسهم لا تخلو محالهم من الذهب الصينى الذى يبيعونه مع عيار 18 و21، يقول: «بيكسّبهم أكتر لأن عليه إقبال كتير، وكل ما أسعار الدهب ترتفع الإقبال بيزيد على الصينى».
أقدم بائع: الخراط والبقال والحلاق بقوا يتاجروا فيه
يصف البائع الستينى، هذه التجارة بأنها أصبحت مهنة من لا مهنة له، فالجميع ترك صنعته واتجه لبيع الذهب الصينى الذى يحقق له مكسباً جيداً، خاصة بعد ارتفاع أسعار الذهب بشكل مبالغ فيه، فلم يعد المواطن البسيط قادراً على شرائه، ويكتفى العروسان بـ«الدبل»، وباقى الشبكة يختارونها من الذهب الصينى: «الحارة كانت كلها صاغة وورش وفيها أحرف وأشطر الصنايعية، لكن الصينى موّتها».
«رجب» يرى أن السبب فى انتشار «الصينى» أنه يتمتع بتكنولوجيا فائقة فى تصنيعه، بعكس ورش الذهب التى لم تطور نفسها لتستطيع المنافسة، متذكراً صناعة ذهب «القشرة» التى ظهرت فى فترة ما، وهى عبارة عن نحاس مطلى بماء الذهب، يضيف: «الدهب القشرة يفوق فى جودته الذهب الصينى، لكنه استطاع حجز مكانه بسبب الإمكانيات، رغم أنه كله كيماويات».
على مدار سنوات عمره كان يعمل صنايعى ذهب أبيض وعيار 21 حتى تحول محله لبيع الذهب الصينى، يحكى «رجب»: «المهنة بتنقرض وشوية كمان مش هتلاقى صنايعى واحد»، مشيراً إلى اكتساح الذهب الصينى، حيث تبدأ أسعاره من 7 جنيهات وصولاً لـ200 جنيه فيما فوق، بحسب الجودة، لكنه لا يدوم أكثر من ثلاثة أشهر ثم يبدأ لونه فى التغير.
"خالد": بعض الزباين بيشتروا الصينى بس
يعمل خالد محمود فى تجارة الذهب الصينى منذ 4 سنوات، يجلس أمام محله فى حارة اليهود، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار الذهب بشكل جنونى دفع معظم المواطنين للانصراف عن شرائه، واستبداله بالصينى، فأصبح فرصة مربحة لكل من يتجه للاشتغال به، يقول: «الناس عندهم أولويات، والصينى مش وحش، شكله زى الدهب الحقيقى بالظبط، وتصميماته وأشكاله جديدة وفيها ابتكار طول الوقت». يبيع «محمود» الخاتم بـ5 جنيهات والحلق بـ7 جنيهات، مشيراً إلى بعض الزبائن الذين يشترون «الشبكة» كاملة من الذهب الصينى، يقول: «ممكن يجيبوا الدبل دهب والباقى صينى.. ماتفرقوش عن الدهب».
«الموسم بتاعه بينتعش فى الصيف».. يقولها «ماركو فادى»، أحد باعة الذهب الصينى فى حارة اليهود، واصفاً حركة بيع وشراء هذا النوع من الذهب داخل الحارة، مضيفاً: «دى تجارة مكسبها مضمون عكس الذهب اللى مابقاش فيه إقبال عليه نتيجة ظروف الحياة والمعيشة اللى بقت صعبة على الناس».