خبراء الصحة يطالبون بإبعاد المقاهى عن المساكن: الشيشة خطر
عزة
اتفق خبراء الصحة على خطورة وجود المقاهى قرب المناطق السكنية، ويرون أنها أصبحت عبئاً ثقيلاً على شوارع مصر، مؤكدين أن الأضرار الناتجة عن هذه المقاهى أكبر من نفعها، وأن الشيشة تسبب أضراراً للقلب والرئة للمدخن وللسكان المحيطين بالمقهى، الذين يتعرضون إلى التدخين السلبى وبينهم أطفال ونساء وكبار السن وسيدات حوامل.
رئيس "مكافحة التدخين": تدخين الشيشة لمدة ساعة يطلق فى الهواء مواد مسرطنة وسامة تعادل تدخين 20 سيجارة
ويقول الدكتور عصام مغازى، رئيس جمعية مكافحة التدخين وأمراض الصدر، إن المقاهى كانت مظهراً اجتماعياً وثقافياً فى الشارع المصرى عبر سنوات طويلة، لكنها اليوم باتت عبئاً وابتلعت مناطق بأكملها واستحوذت على الأرصفة وأغلقت حارات وعملت على نشر الفوضى والضجيج فى الأحياء الشعبية والراقية فى نفس الوقت. وأضاف أنه لا توجد إحصائيات رسمية بعدد المقاهى، لكن البيانات تشير إلى وجود 1.5 مليون مقهى تقريباً، وتخضع لرقابة عدة جهات، إلا أن عدداً كبيراً منها لا يلتزم بالاشتراطات القانونية، وأوضح «مغازى» أن البعض يعتقدون أن الشيشة أقل ضرراً من السجائر، وهو اعتقاد خاطئ، لأن تدخينها لمدة ساعة يطلق فى الهواء عدداً من المواد المسرطنة والسامة، تعادل 20 سيجارة.
وأردف رئيس جمعية مكافحة التدخين أن خطورة الشيشة تكمن فى مكوناتها، حيث تنقسم إلى عدة أجزاء هى: وعاء الماء ورأس جسم الشيشة وهو الحجر الفخار، ويحتوى على ثقوب تسمح بمرور دخان عبر القناة الموجودة فى جسم الشيشة، ويوضع داخلها المعسل، الذى يتكون من التبغ ونشارة خشب، ومصاصة قصب سكر بعد فرمها، وعسل أسود تالف أو محروق، لرخص ثمنه، ومكسبات طعم ورائحة بنكهات مختلفة، مثل «التفاح أو الأناناس أو البطيخ»، وأحياناً تستخدم المربى منتهية الصلاحية بدلاً منها لإعطائها نفس المذاق، ما يجعل المعسل رطباً على الدوام، بواسطة فطريات العفن وهى عبارة عن مواد سامة.
وتعجب «مغازى» من إحصائية لجهاز الإحصاء أشارت إلى أن رواد المقاهى ينفقون 40% من رواتبهم على الشيشة والمشروبات على المقاهى، وطبقاً لإحصائيات أخرى تضم محافظة القاهرة وحدها 150 ألف مقهى، و22 ألفاً فقط مرخصة، وفى 2005 كان عدد المقاهى طبقاً للإحصائيات 15 ألفاً.
أستاذ القلب بقصر العينى: التدخين يؤدى إلى الضعف الجنسى للرجال والإصابة بالأمراض السرطانية
وأكدت الدكتورة عزة فراج، أستاذ القلب بقصر العينى، أن البعض يعتقد أن وجود مبسم بلاستيك معقم فى الشيشة قد يحميهم من الأمراض، لكن هذا الاعتقاد عار من الصحة، لأن الاستخدام الدائم للخرطوم الذى يستنشق منه الشخص الدخان، يعجل بالإصابة بأمراض معدية، كالسل والهربس، بسبب ترسب المواد السامة داخله، مطالبة بعدم بناء المقاهى فى المناطق السكنية، إضافة إلى تشديد الرقابة عليها ووضع قوانين تحمى المواطنين من خطورتها، وتابعت أستاذ القلب بقصر العينى أن الأشخاص الذين يتنفسون دخان الشيشة فى وقت واحد معرضون لتضاعف الأضرار، وهو ما يطلق عليه الأطباء التدخين السلبى، وله أضرار كبيرة على السكان، خاصة صغار السن، حيث من الممكن أن تصيبهم أمراض الرئة ومشكلات الجهاز التنفسى، وأهمها الحساسية الصدرية المزمنة، وأشارت «فراج» إلى الأضرار الواقعة على مدخنى الشيشة، وقالت إن تنقل الشيشة من شخص لآخر أحد أهم أسباب الإصابة بالأمراض المعدية، مثل السل والهربس، نتيجة انتقال البكتيريا والفيروسات المعدية من المرضى إلى الأصحاء، لافتة إلى التعرض لأمراض القلب والإصابة بتجلط الدم وترسب التدخين على جدار الأوعية الدموية والشرايين، ما يؤدى إلى الإصابة بالانسداد الرئوى، وتابعت قائلة: يؤدى تدخين الشيشة إلى الإصابة بالضعف الجنسى للرجال، وخلل فى الدورة الدموية، والأمراض السرطانية، كسرطان الرئة، واللثة والشفاه، والمثانة، نظراً لاحتوائه على القطران، والبنزوبيرين، والرصاص، وغيرها من المواد السامة، التى تعمل على تشكيل الأورام الخبيثة بالخلايا، فضلاً عن تسوس الأسنان والإصابة بقرح والتهابات المعدة.
وطالبت أستاذ القلب بقصر العينى بمراعاة عدم اقتراب المقاهى من المبانى السكنية، لحماية المجتمع صحياً وأخلاقياً.