خطة حماية التراث: تطوير «رَبع المانسترلى» و«روضة الخليفة» والأسواق التاريخية.. ومتحف للعاصمة
وسط العاصمة «القاهرة الخديوية»
تحظى القاهرة باهتمام بالغ للحفاظ على تراثها، حيث أعدت المحافظة خطة استراتيجية للحفاظ على تراث العاصمة التاريخية خلال الفترة المقبلة، من خلال تبنى مشروعات ومبادرات كبرى لتعزيز حماية التراث والحفاظ عليه، وقالت الدكتورة ريهام عرام، رئيس وحدة الحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة، إن خطة التطوير التى اعتمدها اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، تشمل عدة مشروعات منها مشروع تطوير «ربع المانسترلى» فى شارع سوق السلاح بالدرب الأحمر.
وأضافت لـ«الوطن» أن من ضمن المشروعات تطوير روضة الخليفة «أرض التبة» وهى أرض فضاء تقع على تبة مرتفعة بشارع الأشراف «مسار آل البيت» بنطاق حى الخليفة، وسط العديد من الآثار الإسلامية وسيتم إعادة تأهيلها لتصبح متنزهاً ثقافياً خدمياً لسكان الحى ومصدر جذب للزوار، ومن المقرر تحويل الأرض فى المستقبل إلى متنزه ثقافى خدمى متدرج يضم مكتبة وحضانة و«جيم» للسيدات ومقاعد للزائرين ومركز تجميع وفرز وتدوير القمامة ومحلات تجارية.
"عرام": حصر مناطق الحرف التراثية للحفاظ عليها من الاندثار.. ومشروع بحثى مشترك لتطوير الأسواق القديمة
وأشارت إلى أن الخطة تتضمن مشروع تطوير «درب اللبانة» بالتنسيق مع اللجنة القومية لإحياء وتطوير القاهرة التراثية لتطوير منطقة الخليفة، ومشروع تطوير الأزهر والغورية بالتنسيق مع وزارة الثقافة لإحياء منطقة الأزهر والغورية. وأكدت رئيس وحدة الحفاظ على التراث وجود مشروعات بحثية وشراكة مع جامعات لتطوير سوق العتبة وسوق باب اللوق التاريخية، فى ظل توجه الدولة نحو البحث العلمى كأحد سبل التطوير وضمن خطة محافظة القاهرة للتعاون مع صندوق تطوير البحث العلمى وجامعة القاهرة، ممثلة فى كلية الهندسة، وجامعة نيوكاسل، فى مشروع بحثى مشترك من أجل تطوير الأسواق القديمة مثل العتبة وباب اللوق.
وتابعت القول: إنه يوجد تعاون مع البنك الأوروبى لإعداد دراسات خاصة بتطوير منطقة وسط البلد «القاهرة الخديوية» من خلال وضع عدد من الخطط المهمة التى أدت إلى إعلان منطقة وسط البلد منطقة تراث حضارى، فضلاً عن العمل على إنشاء متحف وأرشيف القاهرة، حيث يتضمن سجلاً خاصاً بتأسيس وإنشاء وتطور محافظة القاهرة منذ الفتح العربى حتى اليوم.
وفيما يتعلق بنقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط أشارت «عرام» إلى أن المحافظة بدأت اتخاذ الإجراءات منذ فترة بالتنسيق مع الوزارات والجهات الأخرى لإبراز هذا الحدث العالمى وإجراء الاستعدادات المناسبة له. وأوضحت أن منطقة الفسطاط ستشهد تطويراً كبيراً، وجرى تكليف رؤساء الأحياء بتجميل الشوارع ورفع كفاءة الطرق التى ستكون ضمن خط سير نقل المومياوات. وعن الحرف التراثية أوضحت «عرام» أنه يجرى حصر مناطق الحرف التراثية والعمل على إنقاذ الحرف المهددة بالاندثار والاهتمام بالمنتجات الحرفية وتوثيقها بأحدث التقنيات، والتدريب على الحرف التراثية للحفاظ عليها، وتسويق الحرف التراثية المصرية عالمياً من خلال شبكة اليونيسكو للمدن الإبداعية.
وقال المهندس سيد البحر، مدير مشروع تطوير القاهرة الخديوية، إن المحافظة أخذت على عاتقها تطوير منطقة القاهرة الخديوية منذ 2015 وإزالة الباعة الجائلين والفوضى التى عانت منها تلك الشوارع. وأشار إلى أنه جرى تطوير واجهات200 عقار تراثى من أصل 500 عقار تاريخى، وتطوير العديد من الميادين منها التحرير وعابدين وباب اللوق وشارع الألفى وممر بهلر وممرات أخرى، ومنطقة مثلث البورصة التى تحتضن عدداً من المبانى المهمة كالبنك المركزى والبورصة والإذاعة والعمل على تحويلها إلى ملتقى للفنون. ولفت إلى أن مشروع تطوير القاهرة الخديوية مستمر لكنه يحتاج مزيداً من الدعم من المجتمع المدنى والمعنيين بالتراث لاستكماله.
من ناحية أخرى، بدأت محافظة القاهرة مع صندوق تطوير العشوائيات بدعم من الدولة إجراءات تحويل منطقة مجرى العيون من عشوائية ملوثة للبيئة ومصدر إزعاج ومرض للسكان إلى موقع سياحى عالمى وصديق للبيئة، من حيث الخدمات والأنشطة الترفيهية والثقافية والسياحية وإقامة مطاعم على الطراز الشعبى وفق مخطط تم تصميمه وسيجرى البدء فى تنفيذه فور إخلاء الموقع.
وحول مخطط تطوير مجرى العيون، كشف إيهاب حنفى، منسق صندوق تطوير العشوائيات، عن وجود مخطط لتطوير المنطقة بمصر القديمة ومن المقرر البدء فيه مطلع العام المقبل، مؤكداً أن المنطقة ستكون لها رؤية بصرية رائعة وتحويلها من مكان عشوائى بسبب المدابغ إلى موقع سياحى عالمى متميز بعد إزالة المدابغ والعقارات الموجودة فى المنطقة ونقل السكان لمشروعات الإسكان القومية ونقل المدابغ لمنطقة الروبيكى.
وأضاف «حنفى» أن عملية التخطيط تتضمن عدم بناء أى وحدات سكنية فى المناطق التى تم إزالتها فى «أبوالسعود» و«المدابغ» بحيث يمكن تحويل هذه المناطق فى مخطط التطوير إلى مناطق خدمات وسياحة ومتنزهات.