أسرة الطفل سليم تتهم "الزرقا" بالتسبب في وفاته.. والمستشفى يرد
الطفل سليم
رضيع لم يتخطَ عمره العشرة أشهر دخل مستشفى الزرقا المركزى مصابا بدور "سخونية"، فخرج منها على مشارف الموت لينقل لمستشفى دمياط العام في محاولة لإنقاذه لتفشل كل المحاولات، خاصة بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد وتجمع صديدي وتوقف بعضلة القلب.
وتقدمت أسرة الطفل بشكوى للمحافظة ولمكتب رئاسة الوزراء قيدت برقم "1838440 إهمال" ضد المستشفى الزرقا المركزي، مطالبين باتخاذ اللازم ضد المتسببين، وفي الوقت ذاته كشفت الفحوصات التي أجريت للطفل مفاجأة صادمة، تتمثل في دخول الطفل مصابا باللوكيميا وعدم استجابته للعلاج لضعف المناعة.
يروي محمد عبدالفتاح، عم الطفل، لـ"الوطن " التفاصيل قائلا: "دخل الطفل سليم أحمد رجب جادو شعبان مستشفى الزرقا مصابا بسخونية ولم يتخطَ عمره العشرة أشهر، وبعد ذلك أقر الأطباء حجزه بقسم الأطفال الدور الثاني وظل بها 5 أيام، وفي اليوم الثانى تدهورت بشكل غير طبيعى حيث تسارعت أنفاسه، وقال الأطباء لنا هذا وضع طبيعى ووضعوه على جهاز تنفس صناعي لمدة ثلاثة أيام وتم إجراء أشعة على الصدر وقال الطبيب لنا حالته جيدة وهو عنده ضيق تنفس، ولكن للأسف دون تحسن".
وأضاف عبد الفتاح قائلا: "فوجئنا بهم يعطونه حقنتين على أنهما مسكن ومهدئ، وتبين أنه كورتيزون وهدأ الطفل وكتبوا له على خروج وبالفعل خرجنا مع وضعه على الأكسجين في المنزل وبمجرد أن وصلنا إلى البيت وجدناه لا يتحرك، فظننا أنه بسبب العلاج لكن ساءت حالته ودخل المستشفى مرة أخرى وقالت الدكتورة حالته مستقرة لكن بدأ تغير لون وجهه للأزرق وهرعت على الطبيبة المعالجة قلت لها اكتبى جواب تحويل إلى المنصورة لأننا في معاناة منذ 7 أيام، والولد حالته تسوء فقالت الحالة جيدة، فإذا بها تتصل على طبيب زميلها في المستشفى العام تستشيره كيف تتصرف، وقال لها إن هناك حقنا معينة يجب إعطاؤها للطفل وهو لم يحصل عليها ونقلته بالإسعاف على المستشفى العام وتعجب الأطباء كيف يُترك طفل 5 أيام وهو ينهج والمياه وصلت للقلب".
ويتابع عم الطفل قائلا: "فوجئنا بإصابته بالتهاب رئوى حاد وتجمع صديدى بالصدر أدى لحدوث صدمة سمية حادة وهبوط بالدورة الدموية، كما حدث توقف بعضلة القلب ولم تحدث الاستجابة لمنشطات القلب ثم حدث انتعاش مرة ثانية، ولم يستجب له".
ويواصل عم الطفل قائلا: "رغم محاولات الطبيب بمستشفى دمياط العام إنقاذه دون جدوى حيث نقل في حالة متأخرة بعدما أهمل أطباء الزرقا في حالته حيث استخرج الطبيب زجاجة صديد من الرئة وبعد شفط الصديد المذكور استعاد الطفل وعيه ولكن توفي فلم يتحمل الإهمال الذى تعرض له على مدار أيام في مستشفى الزرقا وعدم التشخيص الصحيح للحالة".
وتابع عم الطفل قائلا: "لن أنسى بكاء طبيب المستشفى العام بعد وفاة الطفل مرددا (فعلت كل ما بوسعى وكنت أتمنى أن يعيش الطفل لكن للأسف وصل لنا متأخرا جدا)، وأبلغت مكتب الدكتورة منال عوض محافظ دمياط، بتفاصيل ما حدث، ومدير مكتبها طالبني بتقديم شكوى بملابسات ما حدث كما تقدمنا بشكوى لرئاسة الوزراء قيدت برقم 1838440".
في المقابل، أصدر مستشفى الزرقا المركزى بيانا بحالة الطفل سليم قال فيه: "دخل الطفل سليم المستشفى مرتين، الأولى قبل العيد بخمسة أيام وتم تشخيصه التهاب رئوي حاد استلزم إعطاءه مجموعة من المضادات الحيوية القوية وجلسات استنشاق بشكل مستمر، وظل الطفل على ذلك طوال فترة وجوده بالمستشفى مع ظهور تحسن في التنفس، وكانت الحالة مستقرة، ولكن لم يتم التعافي الكامل للطفل، ومع أول أيام عيد الأضحى المبارك قامت الأخصائية التي ناظرت الحالة بطلب أشعة على الصدر للطفل لتقييم الحالة قبل خروجها من المستشفى إلا أن أهل الطفل أخذوا فيلم الأشعة دون عرضها على الطبيبة وغادروا المستشفى مقررين عرضه على أطباء خارج المستشفى".
وأضاف المستشفى: "نظرا لأن حالة الطفل بدأت تسوء من جديد أثناء وجوده في المنزل ولمدة يومين دون جلسات التنفس وعلاج دوائي وظهور أعراض جديدة لنزلة معوية توجه أهل الطفل به مستغيثين للمستشفى من جديد، وفي هذه المرة ناظرت الحالة استشارية الأطفال بالمستشفى الدكتورة هدى الوشاحي، والتي أقرت بوجود كل من الالتهاب الرئوي والنزلة المعوية، ما يستوجب إعطاء مضادات حيوية معينة للسيطرة على المرض، وطمأنت أهل الطفل وأنه تحت الملاحظة لمعرفة أثر العلاج ولأن المدة المتعارف عليها لبدء تحسن الحالة مع العلاج المقرر تأخرت ولا توجد علامات تنبئ بحدوث تحسن قريب قررت تحويل الحالة لمستوى أعلى به عناية أطفال لعمل الفحوصات الطبية اللازمة وبعض الأشعة التي لا تتواجد في حدود إمكانيات مستشفى الزرقا، فتأخر التحسن المرجو من العلاج مؤشر على وجود مرض آخر وأن كلا من الالتهاب الرئوي والنزلة المعوية ما هي إلا أعراض لهذا المرض".
وتابع المستشفى، في بيانه: "على مدار ساعة ونصف كاملة حاولت الطبيبة التواصل بشكل شخصي مع أماكن عناية الأطفال بالمحافظة ومنها عناية مستشفى دمياط العام والتي قررت أن الحالة لن يتم لها في العناية عندهم أكثر مما يتم في مستشفى الزرقا ومع إصرار وإلحاح الطبيبة وتدخل أهل الطفل وتواصلهم الشخصي بمستشفى دمياط العام تم قبول استقبال الطفل".
وواصل المستشفى موضحا: "مع تقييم الحالة وعمل الفحوصات الطبية اللازمة والأشعة تأكدت المؤشرات التي تنبئ بوجود مرض آخر، حيث يوجد تجمع صديدي حول الرئة وزيادة لكرات الدم البيضاء وصلت إلى 144 ألفا، أي تدهور رهيب وسريع في حالة الطفل، وفي زمن قليل جدا من مجرد التهاب رئوي إلى تجمع صديدي لا يفترض أن يحدث مع كم المضادات الحيوية القوية والفعالة التي تلقاها الطفل بالمستشفى هنا وبدمياط، ومع هذا العدد الرهيب لكرات الدم البيضاء بدأت شكوك الأطباء في سرطان الدم، وهو الذي يفسر عدم استجابة الطفل للدواء لنقص مناعته ولكن لم يمهل القدر الأطباء في مستشفى دمياط العام لإحالته لمستوى أعلى لعمل باقي الفحوصات الطبية وتعاملوا مع الحالة بالبزل الصدري لحين إتمام باقي الفحوصات ولكن كان للقدر كلمة أخرى".