"أموال الرب" تسهم فى وضع "حجر البناء" للمشروعات القومية
افتتاح مشروع قناة السويس
لم يكتفِ البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بدعم ومساندة المشاريع القومية التى تتبناها الدولة خلال السنوات الماضية، بوصفها أولى خطوات النهوض بالاقتصاد القومى، عبر التصريحات والكلمات المشجعة والمبشرة بالمستقبل الواعد للدولة، بل انطلقت الكنيسة تأخذ من «أموال الرب» التى نذرها الأقباط من تبرعاتهم وعشورهم، لتمنحها إلى تلك المشروعات، كمساندة منها فى طريق البناء، وفضلاً عن إدراكها للخير الوفير الذى سيطول كافة المصريين، وليس فئة دون الأخرى.
زار «البابا» على رأس وفد كنسى كبير مشروع قناة السويس الجديدة فى 2015، حيث أعلن عن تبرع الكنيسة للدولة بمليون جنيه، معتبراً تبرعه بمثابة «تأكيد على مباركة الكنيسة وأقباط مصر لهذا المشروع الكبير الذى يهدف لتحقيق طفرة تنموية، رغم جميع المخاطر التى تشهدها البلاد من محاولات قوية للنيل منها».
"الكاتدرائية" تتبرع لقناة السويس الجديدة.. وتسخير إمكانيات الكنائس لبناء المستشفيات والمدارس
وبالتزامن مع إطلاق الكنيسة مبادرة «مصر عظيمة»، لتنشيط السياحة، وتشجيع الأقباط بالداخل والخارج على زيارة الأماكن السياحية فى مصر، كمحاولة لتضميد الجُرح عقب سقوط الطائرة الروسية بسيناء، ذهب «البابا تواضروس» إلى وادى الملوك فى الأقصر، ووجّه رسالة لأقباط مصر والعالم مفادها أن مصر آمنة، ودعاهم لزيارتها والاستمتاع بآثارها.
وفى 2016، أعلن «البابا» موافقته على بناء مستشفى لخدمة أبناء محافظة مطروح، فوق قطعة أرض تملكها الكنيسة فى حى الزهور بالكيلو 4 شرق مدينة مرسى مطروح، على غرار المستشفى القبطى فى القاهرة، ولم يكتفِ بالتبرع بالأرض، وإنما أعلن تخصيص مليون جنيه أخرى للبدء بإنشاء المستشفى، وقال حينها إنه يرغب فى أن يصبح المستشفى مركزاً ومنارة طبية لخدمة وعلاج أبناء المحافظة، بمسلميها ومسيحييها، وكذلك زوار المدينة، مشيراً إلى أن المستشفى سيحمل اسم «المحبة الوطنية».
وبعد بدء الدولة خطة الإصلاح الاقتصادى فى 2016، دعا «البابا» كافة أبناء الوطن بالداخل والخارج للمشاركة فى دعم الاقتصاد بكافة المجالات، والمشاركة فى شهادات «بلادى» الدولارية، لمواجهة التحديات المتزايدة التى تعوق مسيرة التنمية الشاملة، مؤكداً أهمية العمل الإيجابى ومساندة القيادة السياسية فى تلك المرحلة الحرجة، قائلاً: «علينا مساندة قيادتنا الرشيدة فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا».
ومن العاصمة الروسية، أعلن البابا تواضروس فى 2017، خلال حفل تسلمه جائزة «تعزيز الوحدة بين الأرثوذكس»، من المؤسسة الدولية لوحدة الأمم المسيحية الأرثوذكسية فى روسيا، تبرعه بقيمة الجائزة لمسجد وكنيسة العاصمة الإدارية، قائلاً: «يسرنى أن أهدى هذه الجائزة إلى خدمة المركز الحضارى الذى يضم كنيسة ومسجداً فى العاصمة الإدارية الجديدة التى تبنيها مصر حالياً، وأدعوكم جميعاً لزيارتها».
"تواضروس" يدعو الأقباط لـ"مساندة الدولة"
وأنشأ «البابا» المكتب البابوى للمشروعات، واختص دوره بالتوسع فى إقامة المدارس والمستشفيات بكل أنحاء الجمهورية، وأعلن المكتب عن إطلاق مشروع «صحتى»، عبر شراكة مع مؤسسة «سان مارك» القبطية للرعاية بالمملكة المتحدة، بهدف تطوير وتوفير أعلى مستويات الخدمات الطبية، عبر إنشاء أو إعادة استخدام مبانٍ قائمة بـ«الإيبارشيات»، وتحويلها إلى مستشفيات ومراكز طبية، وتجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية، لتوفير بيئة عمل مناسبة تسمح باستقدام الأطباء المصريين من دول العالم، لتقديم الكشف والتشخيص للأمراض النادرة، وإجراء الجراحات التخصصية الدقيقة بدلاً من سفر الموطنين للعلاج بالمدن الرئيسية، وتم اختيار 7 مبانٍ وأراضٍ تابعة لـ«الإيبارشيات» لهذا الغرض، ويُعتبر مركز «صحتى» فاقوس، التابع لإيبارشية مراكز الشرقية ومدن العاشر، باكورة تنفيذ المرحلة الأولى للمشروع، وهو مبنى يقع بجوار كنيسة الملاك ميخائيل بمدينة فاقوس.
وفى 2018، دعا البابا، جموع الأقباط فى الخارج لمساندة مصر عبر زيارتها، والاستثمار والمساهمة فى تشييد المدارس والمستشفيات، مشيراً إلى الانتهاء من تأسيس مكتب لمشروعات التعليم والصحة فقط، تابع للمكتب البابوى، مُعلناً البدء بإنشاء 7 مدارس، إلى جانب 7 مستشفيات أخرى ما زالت فى طور البناء.
وفى 2019، أعلن البابا، مساهمة الكنيسة مالياً فى تجديد مبنى معهد الأورام، عقب تعرضه لحادث إرهابى، جنباً إلى جنب مع كل المؤسسات والأفراد التى ساهمت للغرض ذاته.