"مطرانية سوهاج" فى أبهى صورها.. تسلم يا جيش بلادى
كنيسة ومطرانية سوهاج تحفة معمارية بعد الترميم على يد رجال القوات المسلحة
بعد مرور 6 سنوات على اليوم الذى يصفه أقباط سوهاج بـ«اليوم الأسود»، ما زالت ذكريات ذلك اليوم عالقة فى أذهان كثيرين ممن عاصروه، فلأول مرة فى العصر الحديث، تُحرق «المطرانية»، التى تعتبر بمثابة «الكنيسة الأم» لكل المسيحيين من أبناء المحافظة.
اليوم، عادت الكنيسة إلى ما كانت عليه فى أبهى صورة، حيث تولت القوات المسلحة، ممثلة فى الهيئة الهندسية، إصلاح التلفيات التى ألحقتها الجماعة الإرهابية بالمطرانية، وترميم واجهات المبنى من الخارج ومبنى الخدمات، وجرى وضع رسم هندسى جديد للعديد من المبانى داخل الكنيسة، لإظهارها بصورة أفضل مما كانت عليه فى السابق، وعادت المطرانية إلى سابق عهدها، بعد الواقعة بعام ونصف العام فقط من العمل المتواصل. «القس موسى إبراهيم»، كاهن كنيسة «مارجرجس»، تحدث لـ«الوطن» قائلاً إن «القوات المسلحة وعدت وأوفت»، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من أعمال ترميم المطرانية فى وقت قياسى، كما وعد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأضاف أنه خلال العام الأول بعد الحريق، كانت القوات المسلحة قد أنجزت نحو 80% من أعمال الترميم والإصلاحات المطلوبة، وخلال النصف الأول من العام الثانى كانت قد انتهت عملية الترميم بالكامل، معتبراً أن ذلك يُعد أكبر دليل على جدية القوات المسلحة فى إصلاح الأضرار والتلفيات التى تسببت فيها عناصر التنظيم الإرهابى.
كاهن "مارجرجس": القوات المسلحة وعدت وأوفت.. والترميمات وإزالة آثار الإرهاب تمت فى وقت قياسى لم يتجاوز العام ونصف العام
وخلال السنوات الأخيرة، قبل ذلك اليوم الأسود لحرق المطرانية، عايش أبناء سوهاج العديد من المشكلات، نتيجة بعض مظاهر «الفتنة الطائفية»، لكنها كانت فى معظمها أعمالاً فردية فى بعض القرى والنجوع، التى يعتبرها البعض مركزاً لأنشطة الجماعات الإرهابية، أما فى واقعة حريق مطرانية سوهاج، فكان وراء ذلك العمل الإرهابى مئات ممن ينتمون للتنظيم الإرهابى، الذين سطروا بأيديهم واحدة من أبشع جرائمهم، عندما أضرموا النار فى مبنى المطرانية، وعدد من المحلات التجارية لمسلمين ومسيحيين، وكذلك فى العديد من السيارات التى كانت متوقفة فى الشارع، قبل أن يفتحوا نيران أسلحتهم الآلية على الشرطة والمواطنين فى ميدان «الثقافة».
سوهاج لم تكن وحدها التى تشهد أعمالاً إرهابية ضد المسيحيين، ولكنها كانت ضمن المحافظات الأخرى فى صعيد مصر بل وفى الوجه البحرى أيضاً، ولكنها ربما كانت المحافظة الأكثر ضرراً، حيث شملت الأضرار اشتعال النيران فى كنيسة «مارجرجس»، التى يطلق عليها «مطرانية سوهاج»، بالإضافة إلى إحراق مبنى الخدمات، الكائن داخل الكنيسة، وكذلك إشعال النار فى أوتوبيس تمتلكه المطرانية، ولم يكتف الإرهابيون بذلك، بل قاموا أيضاً بإتلاف الواجهات والأبواب بالشوم والحجارة.
عن ذكريات ذلك «اليوم الأسود»، قال «فادى سعيد»، أحد رواد المطرانية لـ«الوطن»، إنه فى ذلك اليوم كان يمر على الكنيسة، ليس بهدف الصلاة وإنما كان يريد سحب ورقة خاصة بإجراءات زواج شقيقته، ففوجئ بأن هناك حالة من الارتباك بين المواطنين، وأحاديث عن اشتباكات بين «الإخوان» والشرطة بناحية قسم ثان سوهاج، ولم يكن آنذاك قد تم اقتحام المطرانية أو حتى الاقتراب منها، فأكمل طريقه ولم يكن يتوقع أن الكنيسة التى عاش بداخلها منذ طفولته، سوف يكون لها النصيب الأكبر من تلك الأعمال الإرهابية.
وتابع قائلاً لـ«الوطن» إنه عندما وصل إلى مبنى كنيسة «مارجرجس»، وجد مجموعة من أعضاء الجماعة الإرهابية يمسكون بالحجارة والشوم، وهناك تجمهر من المارة لمشاهدة ما يحدث، دون تدخل أحد، خوفاً من الاشتباك معهم، وخلال ثوان معدودة، تجمع المئات من العناصر الإرهابية، وكانت معهم أسلحة بيضاء، وبدأت الاشتباكات بين عناصر الجماعة الإرهابية وقوات الشرطة، قبل أن يتحول الهجوم إلى مبنى المطرانية.
وأظهرت المقاطع المصورة، التى قامت النيابة العامة بتفريغها خلال المحاكمات الخاصة بالقضية، إغلاق الأبواب الحديدية للمطرانية بشكل محكم، ما أدى إلى فشل محاولات العناصر الإرهابية اقتحام المبنى خلال فترة تتراوح بين 30 و45 دقيقة، لدرجة أن بعضهم استعانوا بالعروق الخشبية الخاصة بلوحات الإعلانات فى ميدان «الثقافة»، وبعض الأعمدة الحديدية، ولكن أبواب الكنيسة كانت موصدة بإحكام، ما اضطر العناصر الإرهابية إلى التوجه لمبنى الخدمات، التابع للمطرانية.