جاءت من وطنها «تنزانيا» للعيش مع زوجها فى مصر، بسبب ظروف عمله، تقاسما تفاصيل الحياة على مدار 20 عاماً، أنجبا ثلاثة أطفال، ثم رحل بسبب مرض السرطان، وجدت نفسها بين أهلها كما تصفهم، فلا تنسى زيتون نصر عبدالله وقفتهم بجانبها على مدار عامين، أثناء مرض شريك عمرها، لم تشعر بالغربة يوماً ما، أصرت على البقاء رغم رفض أهلها، واستطاعت بمساعدة جيرانها من المصريين أن تفتح مشروعها الخاص، بإعداد طعام تنزانى وبيعه.
تعد «زيتون» أصنافاً مختلفة، وتوزعها فى منطقة «فيصل» التى تقطنها، حسب الطلب، للإنفاق على أبنائها، الذين تعلقوا بمصر، وأصبحت بالنسبة لهم وطنهم الأول، يذهبون إلى تنزانيا كل عامين أو ثلاثة لزيارة الأقارب، ثم يشتاقون لبلدهم، التى فيها جميع ذكرياتهم وحياتهم: «يفضلوا يقولوا لى يلا نرجع مصر»، بحسب «زيتون»، التى أصرت على أن يلتحق صغارها بمدارس لغات مصرية.
وتحكى الأم أن كفاحها لصالح أبنائها يمثل التحدى الأكبر، الذى تعيش من أجله، وفضلت أن تختار لهم وطناً آمناً، وشعباً طيباً ومضيافاً، يعيشون وسطه ويتشربون عاداته وتقاليده: «اتعلمت الجدعنة من المصريين».
كونت «زيتون» صداقات على مدار 20 عاماً، جعلتها تثق فى ترك أولادها مع جارتها أثناء سفرها إلى تنزانيا: «بعتبرها أختى وبنتقاسم كل حاجة مع بعض»، وأصبح لأولادها الثلاثة حياتهم الخاصة.
تعشق السيدة الأربعينية الأكل المصرى، وتطلب من جارتها أن تعد لها الملوخية والمكرونة بالبشاميل والمسقعة والمحشى والرقاق: «بعملهم فى البيت، لكن هى بتعملهم أحلى»، فى المقابل تعلم جارتها وأخريات الأكل التنزانى».
تعليقات الفيسبوك