"الإنقاذ والإطفاء والتصوير السينمائي".. استخدامات مدنية مضيئة لـ"الدرونز"
استخدامات سلمية متنوعة للطائرة المسيرة
خلال السنوات الأخيرة تزايد استخدام الطائرات المسيرة أو ما يطلق عليها طائرات دون طيار، حيث أضحت هذه الطائرات السلاح الأكثر استخداماً فى ميادين الحرب، وكانت الاستخدامات الأولى لتلك الطائرات تقتصر على الأغراض البحثية والعلمية والبيئية، إلا أنه ومع مرور الوقت ومع كل ما جرى من تطورات على الساحة الدولية، تطور استخدام هذه الطائرات لأغراض كثيرة، منها أغراض مدنية وأخرى عسكرية. وأغلب الطائرات المسيرة لا تحمل حمولة ثقيلة، لكنها تحمل كاميرات وأجهزة رصد، ويمكن أن تحمل أيضاً بعض الأسلحة فى حال استخدمها لأغراض عسكرية، وتعتبر الطائرة المسيرة أقل تكلفة من التقليدية، ولا تتأثر بالعوامل البيئية مثل الضغط والأكسجين.
تستخدم الطائرات المسيرة بشكل أساسى فى مهام الاستطلاع والرصد، والتصوير السينمائى، وكذلك فى مهام الأرصاد الجوية، حيث تعمل على تحديد درجة الحرارة بدقة وكشف الرياح وتحديد الأعاصير وقوتها ومصدرها، وكذلك تستخدم فى الإنذار المبكر على حالات الخطر وغيرها، كما تستخدم فى إطفاء الحرائق، حيث تعمل على مكافحة النيران استنادا إلى بيانات يحددها القمر الصناعى.
وفى مجال مكافحة الحرائق، طورت روسيا، قنبلة بوزن 250 كيلوجراماً، يمكن استخدمها لمكافحة الحرائق بواسطة الطائرات المسيرة، وأفاد المدير العام لشركة «كونشتادت» الروسية، سيرجى بوجاتيكوف، إن الشركة تطور القنبلة بالتعاون مع شركات روسية أخرى، موضحاً أنه يخطط لإلقاء القنبلة من طائرة مسيرة على مركز الحرائق. وأضاف «بوجاتيكوف»، أنه توجد حالياً القنبلة التى تزن 500 كيلوجرام، وهى جاهزة للاستخدام، ولكن يجرى حالياً تصميم قنبلة أصغر تزن 250 كيلوجراماً، لتناسب الطائرات المسيرة الخاصة. كما تخطط الشركة لتصنيع مجموعة طائرات مسيرة لاستخدامها فى إخماد الحرائق فى جميع أنحاء روسيا.
وفى مجالات الإنقاذ، صمم علماء ومهندسون صينيون طائرات مسيرة لمساعدة رجال الإطفاء على إنقاذ الأشخاص المحاصرين، خاصة فى حرائق المبانى الشاهقة، ويمكن لتلك الطائرات التى تطورها الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا إطلاق المركبات، الوصول بسرعة إلى داخل المبنى عبر الأبواب أو النوافذ، والبحث عن الأشخاص المحاصرين وتخطيط طرق الإنقاذ.
وفى التصوير والمجال الإعلامى، تستخدم الطائرات المسيرة لتصوير الأماكن العالية والزوايا التى يصعب الوصول إليها بالكاميرات التقليدية، وأيضاً يستخدم هذا النوع لتصوير المساحات الكبيرة والمناطق الأثرية والسياحية وإظهار معالمها بشكل احترافى، ومن زاوية غير منظورة سابقاً، وفى التغطيات الإخبارية للتظاهرات الحاشدة، ولبيان الأعداد البشرية الموجودة فى إحدى الساحات أو فى الملاعب الرياضية وسباقات السيارات، واستعملت لتصوير الأنهار الكبيرة والمسطحات المائية وإبراز الجانب الجمالى لها ولفت الانتباه إليها، كما هو الحال فى الصحافة السياحية.
وفى يوليو الماضى، أطلقت شركة «وينج» الأمريكية لتوصيل الطلبات إلى المنازل باستخدام طائرات مسيرة والتابعة لشركة «ألفابيت» الأمريكية تطبيقاً جديداً باسم أوبن سكاى» لمساعدة مشغلى الطائرات المسيرة فى تحديد أنسب الأماكن والأوقات لتحليق طائراتهم أو هبوطها. وكانت الشركة التابعة لشركة «جوجل» المملوكة لمجموعة «ألفابيت» قد حصلت على موافقة السلطات الأسترالية لتقديم خدماتها فى ضواحى العاصمة الأسترالية «كانبرا»، حيث تقدم طائرات «وينج» خدمات توصيل الأطعمة والقهوة أغذية الحيوانات الأليفة وغيرها إلى المنازل.
الصين تطلقها عبر الأبواب أو النوافذ لإنقاذ المحاصرين فى المبانى الشاهقة وجامعة ميريلاند استخدمتها لتوصيل "كِلية" لمريضة
وفى المجال الطبى، استخدم أطباء أمريكيون فى أبريل الماضى طائرة مسيرة لتوصيل كلية لمريضة كانت بحاجة لعملية زرع كلية، فى حدث وصفته جامعة ميريلاند الأمريكية التى أشرفت على هذا المشروع بأنه «خرق» علمى يحدث للمرة الأولى، وتمت عملية النقل فى ولاية ميريلاند يوم 19 أبريل الماضى وجاءت فى ظل اتجاه متنامٍ لاستخدام الطائرات المسيرة للأغراض الطبية وحصلت شركات توصيل بالطائرات المسيرة على شهادة «ناقل جوى» من إدارة الطيران الفيدرالية.
ووصلت الكلية بسلام وتمكن الجراحون من زرعها فى جسد مريضة عمرها 44 عاماً تعانى من الفشل الكلوى، وظلت ثمانى سنوات تعتمد على الغسيل الكلوى، وذكرت جامعة ميرلاند أنه بالتعاون بين كليتى الطب والهندسة فى الجامعة تم بنجاح توصيل كلية متبرع إلى المركز الطبى فى مدينة بالتيمور التابع للجامعة، بواسطة طائرة من دون طيار. وتعتقد الشركات العاملة فى هذه الصناعة أنه يمكن الاستفادة من خدمة الطائرات المسيرة فى مجال توصيل الأدوية ونقل الدم بأقصى سرعة ممكنة، ما سيقدم بديلاً أفضل من الطرق التقليدية.
ظلت الولايات المتحدة تسيطر على إنتاج الطائرات المسيرة حتى عام 2000، ومع التطور، أصبحت إسرائيل وبريطانيا، فضلاً عن أمريكا، من الدول التى تنتج الطائرات المسيرة، ثم فاجأت الصين العالم وكشفت عام 2010 عن 25 نوعاً من الطائرات المسيرة، ونشر الكونجرس تقريراً عام 2012 أشار إلى وجود 76 دولة تعمل على تطوير وتعزيز مئات من الأنظمة الإلكترونية للطائرات المسيرة، ووفق التقرير، قفز العدد من 41 دولة تمتلك طائرات مسيرة عام 2005 إلى 76 دولة فى 2011 وذلك بسبب النجاح الذى حققه ثورة الطائرات المسيرة.