البابا فرنسيس قلق من "آفة المخدرات" في موريشيوس
بابا الفاتيكان البابا فرنسيس
عبر البابا فرنسيس، عقب وصوله إلى موريشيوس المتعددة الإثنيات، اليوم، عن قلقه إزاء آفة المخدرات في هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي، مشددا على ضرورة الاستماع إلى الشبان وإنقاذهم من "تجار الموت".
واحتشد نحو مئة ألف شخص بحسب المنظمين قرب نصب "مريم ملكة السلام" ورددوا تراتيل وأناشيد حاملين سعف النخيل لتحية البابا الارجنتيني الذي جاء للإحياء قداس بعد 30 عاما على زيارة البابا البولندي الراحل يوحنا بولس الثاني.
وأراد البابا التوجه بشكل خاص إلى الشبان في عظته التي ألقاها أمام النصب المطل على العاصمة بورت لويس، وقال البابا فرنسيس "يصعب علينا أن نرى رغم النمو الاقتصادي الذي سجلته بلادكم في العقود الماضية، ان الشبان هم الذين يعانون اكثر من غيرهم، انهم هم الذين يشعرون باثار البطالة التي لا تولد مستقبلا غير أكيد فحسب، بل تحرمهم فرصة الشعور بانهم أطراف مميزون في تاريخهم الخاص المشترك".
وأضاف بابا الفاتيكان، "المستقبل غير الأكيد يدفعهم إلى حياة على الهامش، ويتركهم ضعفاء بدون نقاط مرجعية تقريبًا، أمام أشكال العبودية الجديدة في هذا القرن الحادي والعشرين"، موضحا: "دعونا لا نسمح بأن يُسلب منا الوجه الشاب للكنيسة والمجتمع" داعيا الى الاصغاء للشباب.
ووصل المؤمنون اعتبارا من الساعة الرابعة فجرا الى محيط النصب من اجل حضور القداس، وقالت بريندا التي جاءت من جنوب الجزيرة لوكالة "فرانس برس" الفرنسية: "انها فرحة كبرى أن نرى البابا على أراضي موريشيوس"، مضيفة "فليحمل السلام الى موريشيوس ولعائلاتنا وكنائسنا، انها نعمة من الله ان نراه في بلادنا، نحن نشكر الرب على ذلك".
ورفع الحشد أعلام موريشيوس بينما ارتدى كثيرون منهم قمصانا تحمل صورة البابا فرنسيس. وقالت جنفييف (47 عاما) التي جاءت مع عائلتها وأصدقائها لحضور القداس "بالنسبة لنا لقاء البابا أمر مهم جدا". وأضافت "إنها مناسبة، انه أمر مفرح".
من جهتها، أوضحت جوزيت التي وضعت قبعة من القش على رأسها "جئت مع أكثر من 3500 شخصا قادمين من (جزيرة) لاريونيون"، مؤكدة أنها لا تشعر بالاستياء لأن البابا فرنسيس اختار زيارة موريشيوس ومدغشقر الواقعتين في المحيط الهندي.
وفي تسجيل فيديو موجه إلى سكان موريشيوس، أشاد الحبر الأعظم الذي يدافع بقوة عن الحوار بين الأديان، بشعب "غني بتنوع تقاليده الثقافية والدينية"، فيما قال اسقف بورت لويس موريس بيات إن "زيارة البابا فرنسيس ليست موجهة للكاثوليك فقط بل لكل شعب موريشيوس بتنوعه الديني".
تتزامن زيارة البابا مع الذكرى 155 لوفاة الأب جاك ديزيريه لافال في التاسع من سبتمبر 1864. وقد طوبه البابا يوحنا بولس الثاني قديسا في 1979. وسيزور البابا ضريح الأب لافال الذي يعتبر "رسول السود" و"رسول وحدة موريشيوس"، وتم تقديم موعد رحلة الحج السنوية هذه التي يحضرها كل سنة حوالى مئة ألف شخص ليل الثامن إلى التاسع من سبتمبر، إلى ليل السابع إلى الثامن منه بسبب زيارة البابا.
وفي المساء، يلتقي البابا الأرجنتيني رئيس موريشيوس بارلين فيابوري الذي يشغل منصبا فخريا، ورئيس الوزراء برافيند كومار جوغنوث قبل أن يلقي كلمة أمام السلطات المدنية والسياسية في البلاد.
من جانبه، رأى رئيس وزراء الجزيرة برافيند كومار جوجنوث، في الزيارة انعكاسا "لنجاح موريشيوس على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك كنموذج حقيقي للتعددية". وقال إن "تنوعنا الثقافي لم يمنعنا يوما من إيجاد بيئة تشجع على الحوار والتفهم والسلام".
وأشار تقرير صادر عن مرصد موريشيوس للمخدرات عام 2018، إلى ارتفاع تهريب وتعاطي المخدرات في الجزيرة في السنوات الماضية. وتضم الجمهورية الصغيرة البالغ عدد سكانها 1,3 مليون نسمة غالبية هندوسية (52%) إلى جانب مسيحيين (30% من السكان) معظمهم من الكاثوليك ومسلمين (18%).وموريشيوس وجهة سياحية مهمة بشواطئها. وهي تتمتع بنظام ديموقراطي مستقر واقتصاد أكثر تطورا من اقتصادي مدغشقر وموزمبيق المجاورتين اللتين زارهما البابا في الأيام الماضية.