"الوطن" مع مرضى مستشفيات بورسعيد: كان حلما وتحقق
أحد المستشفيات المطبق بها نظام "التأمين الصحى" الجديد
يوماً بعد يوم، تثبت منظومة التأمين الصحى الجديدة، التى بدأ تطبيقها فى بورسعيد، أنها كانت حلماً للغلابة وتحقق، بعدما حُرموا سنوات طويلة من حق الرعاية الصحية، وعانوا من تردى الوضع فى المستشفيات ومؤسسات الرعاية الطبية لعقود طويلة.
«الوطن» قضت يوماً مع مرضى مستشفى «أطفال النصر التخصصى»، أحد مستشفيات التأمين الصحى، الذى تجرى به عمليات خطيرة، لم تكن تعرفها بورسعيد من قبل، مثل القلب المفتوح، وتوسيع الشرايين، والقسطرة.
الأهالى: المنظومة أتاحت لنا إجراء جراحات خطيرة بالمجان ورحمتنا من رحلات العلاج خارج المحافظة
قالت تكريم عبدالمقصود، والدة الطفلة دينا أبوالمعاطى، إن ابنتها اشتكت فجأة من تعب صحى، كانت أعراضه قىء وارتفاع فى درجة الحرارة، فعرضتها على طبيب أطفال، وطلب أشعة «أيكو»، لأن نبضات القلب كانت سريعة، مضيفة أنه «بالفحص تبين أن الطفلة تعانى من فتحة بين شريانين فى القلب، ويجب إجراء جراحة لها، لا تقل تكلفتها عن 30 ألف جنيه، أو إجراؤها تبع التأمين الصحى الشامل».
"تكريم": دخلت مستشفى النصر بابنتى وفوجئت أنه 5 نجوم والخدمة فيه طمنت قلبى
وأوضحت: «لأن إمكانياتى لا تسمح بإجراء الجراحة على نفقتى الخاصة، اشتركت فى التأمين الصحى، حيث سجل المختص بياناتى فى مركز مصطفى كامل الطبى، وفى نفس اليوم سلمنى الكارت، وتم تحويلى إلى مستشفى أطفال النصر فى اليوم الثانى»، مستطردة: «كنت خائفة وحزينة على ابنتى، ولكن بدخولى باب المستشفى اعتقدت أننى فى فندق 5 نجوم، لم أصدق ما أراه من صرح متقدم، وامتلأ قلبى بالأمان والفرحة، وكشف الدكتور عبدالرحمن على ابنتى وأكد ما جاء بالأشعة، وقرر إجراء العملية لها، ويتابع الأطباء حالة دينا بعد العملية الآن».
وتكمل: «ما وجدته من اهتمام فى المستشفى، بداية من العامل إلى مدير المستشفى والأطباء، يجعلنى أشعر بالفخر بنظام التأمين الصحى الشامل، وأشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى على هديته للمصريين، ولولا التأمين لكانت ابنتى تعانى المرض حتى الآن».
"نسمة": لفيت على كل مستشفيات القاهرة لعلاج ابنى دون جدوى وبدء المنظومة فى بورسعيد أنقذنا
وأكدت نسمة سمير رمضان، والدة الطفل محمد صلاح الدين، أنها عانت منذ أن كان عمر وحيدها 4 شهور، من اللف على مستشفيات الأطفال بالقاهرة، منها عين شمس التخصصى، والدمرداش، وأبوالريش، وأطفال مصر، لعلاج ابنها، الذى يعانى من تضخم وثقب وغياب شريان عن القلب، وارتفاع وسرعة تدفق الدم، حتى سمعت من معارفها عن مستشفى النصر التخصصى فى بورسعيد، وأنه لا داعى للعلاج خارج المحافظة، وتحمل مشقة وتكلفة السفر. وأضافت: «طلبوا منى الاشتراك فى التأمين الصحى، وانتقلت إلى وحدة طب الكويت بحى المناخ، وتم إنهاء التسجيل وإنهاء الإجراءات بسهولة وتحويلها إلى المستشفى»، مستطردة: «لم أصدق عينى لما رأيته من اهتمام الأطباء والمسئولين بخلاف ما عانيته فى المستشفيات الأخرى، حيث تم الكشف على ابنى بكل اهتمام».
وأكملت: «قال لى الدكتور عبدالرحمن إنهم هيعملوا أشعة وتحاليل ثم قسطرة استكشافية، وذهبت إلى المنزل بعد إجراء التحاليل، وفوجئت بهم فى اليوم الثانى يتصلون بى ليطلبوا منى الحضور لعمل القسطرة لابنى» وتكمل: «والحمد لله تم إجراؤها وأنتظر بالمستشفى لمتابعة حالته، والتقرير الذى سيحدد ما إذا كان محمد سيجرى عملية قلب مفتوح أو تحسين شريان أم أنه تعدى السن ويحتاج إلى علاجات أخرى».
وقالت نسمة: «أدعو الله أن يبارك فى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أمر بتأسيس منظومة التأمين الصحى الشامل وعلاج ابنى بعمليات لا يقل ثمن الواحدة منها عن 90 ألف جنيه على نفقة التأمين، وأطالب كل المصريين بالنزول والتسجيل فى المنظومة الجديدة التى سترحمهم من ويلات البحث عن العلاج لأن التأمين الصحى خير لكل المصريين».
وتحكى والدة الطفلة سدى محمد حلمى، 4 سنوات، أن ابنتها كانت مريضة بثقب بالقلب وتضخم بالشريان الرئوى وبدأت رحلة علاجها منذ ولادتها، حيث جابت بها مختلف المستشفيات العامة، ولم تجد عناية وفقدت الأمل فى العلاج، حتى سمعت عن منظومة التأمين الصحى الشامل، مضيفة: «اشتركت فى النظام من خلال مركز طبى الزهور واستخرجت الكارنيه، وأصدروا لى بشكل سريع خطاب تحويل إلى مستشفى أطفال النصر، رغم الزحام بالمركز الطبى للإقبال على الاشتراك فى المنظومة». وأوضحت: «شاهدت بعينى الاهتمام والمعاملة الحسنة والنظافة داخل المستشفى، ومقابلة الدكتور عبدالرحمن لى واهتمامه بعلاج ابنتى، وصدق وعده عندما أكد لى أن ابنتى ستجرى عملية القلب المفتوح خلال أقل من شهر، وبالفعل اتصلوا بى فى المستشفى ليخبرونى بموعد العملية، ولم أصدق أنها أجرت العملية ولم أدفع جنيهاً لها أو للتحاليل والأشعة، وأن مأساة 4 سنوات ورحلة البحث عن متبرع بنصف العملية وقدرها 120 ألف جنيه فى مستشفى أبوالريش كما هو متبع انتهت بإجراء العملية فى بلدى بورسعيد والعلاج فى المنظومة الجديدة، وسط اهتمام ورعاية لم أتخيلها يوماً».
وداخل مستشفى «السلام الدولى» بحى الشرق «الأميرى سابقاً»، تجولت «الوطن» بين أقسامه، وكأننا نتجول داخل مستشفى خاص، التمريض والأطباء والعاملون كلهم يرتدون الزى المخصص لهم.
"جمعة": ماكنتش أتخيل إنى أتعالج بالمستوى ده وعلى نفقة الدولة
ويحكى السيد على جمعة، بالمعاش، أنه أجرى عملية مياه على العين اليمنى فى مستشفى مغربى التابع للتأمين الصحى على نفقة التأمين، وأنه جاء اليوم لمستشفى السلام لاستكمال التحاليل الطبية وتقديم طلب الإعفاء من رسوم التأمين الصحى، موضحاً أنه لم يحلم يوماً بأن يعالج بمستوى عال واهتمام بالغ على نفقة الدولة فى مستشفيات لا تختلف عن الخاصة والدولية رغم معاشه الذى لا يتعدى ألف جنيه. وقدّم الشكر للمسئولين على «إنجاح هذه المنظومة وللرئيس السيسى الذى يقدم كل يوم جديداً لصالح الفقراء».
الحاجة فاطمة عبده أحمد، ربة منزل، قالت إنها تم تحويلها من مركز «صحة العرب»، إلى مستشفى «السلام» لأنها تعالج من ورم بالرئة، وانسداد شرايين بالقلب، وتحمد الله على النظام الجديد، حيث وفّر لها علاج الأورام بآلاف الجنيهات على نفقة الدولة، مؤكدة أنه فى حالة عدم وجود العلاج يتم تحويلها إلى مركز أورام دمياط الجديدة، إلا أنها تشتكى من طول الانتظار والإجراءات فى المستشفى، وتتمنى أن يتم الحجز الإلكترونى مسبقاً، حتى لا تنتظر دورها بالساعات فى المستشفى.
وأثناء تفقد الدكتورة عزة العوضى، مدير قسم العيادات الخارجية بمستشفى «السلام الدولى»، للمرضى فى العيادات المتخصصة بالمستشفى، أوضحت أن «كل يوم يمر على تطبيق المنظومة الجديدة نجد فيه تغييراً للأفضل، وأن المرضى يستوعبون نظام العمل بها أكثر من خلال العرض على طبيب الأسرة، ثم نقلهم إلى المستشفيات بعد استكمال الخطاب الموجّه لها»، مشيرة إلى أنه «إذا اكتشف الاستشارى الموجود بالمستشفى أن المريض يحتاج إلى العرض على أخصائى فى تخصص آخر يتم تحويله وإجراء الأشعة والتحاليل والعلاج بنفس الخطاب».
بينما قالت الدكتورة أمانى القزاز، رئيس الهيئة الطبية بمستشفى «السلام» بورسعيد إن منظومة التأمين الصحى هى نقلة نوعية للخدمة الصحية فى بورسعيد، مضيفة أن المواطن أصبح يتلقى الخدمة بسهولة ويسر عن ما قبل ويوجد بالمستشفى 13 عيادة خارجية تضم جميع التخصصات. وأكدت أنه بخطاب التحويل الواحد من المراكز الطبية يُعرض المريض على أكثر من عيادة بشكل موسع فى التشخيص، بالإضافة إلى إجراء الأشعة والتحاليل فى حالة الحاجة إليها، مشيرة إلى إن عمل الأشعة التليفزيونية فى المراكز الخاصة يتكلف ما لا يقل عن 200 جنيه بينما تُجرى بشكل مجانى فى المستشفى كما يتم صرف العلاج مجاناً للأمراض المزمنة.
7 معلومات حول التأمين الصحى الشامل
1) انطلق قانون التأمين الصحى الشامل الجديد فى يناير 2012 وظهر فى اللائحة التنفيذية فى مايو 2018.
2) يعمل قانون التأمين الصحى الشامل الجديد على تحقيق التكافل بين كل المصريين ليصبح جميع المواطنين لهم قدرة العلاج.
3) كل المصريين يستطيعون الحصول على رعاية طبية صحية شاملة بأعلى جودة وبأقل تكلفة ممكنة.
4) يستطيع الجميع أن يختار بحرية مكان العلاج والشخص المعالج.
5) التأمين الصحى الشامل الجديد خلق 3 جهات أساسية هى: الاعتماد والجودة التى تتبع رئيس الجمهورية، الهيئة العامة للرعاية الصحية التى تتبع وزير الصحة والسكان، وهى المسئولة عن تقديم الخدمة الطبية، الهيئة العامة للتأمين الصحى الشامل التى تتبع رئيس الوزراء، وهى المسئولة عن تحصيل الاشتراكات وإبرام التعاقدات مع جهات تقديم الخدمة إضافة لتمويل وشراء الخدمات.
6) أكثر من 85 مؤسسة صحية كبرى فى مصر قدمت للتسجيل، مستشفيات «جيش وشرطة وخاص والتعليمى».. لتكون جاهزة لتقديم الخدمة فى مشروع التأمين الصحى الشامل.
7) تم تسجيل 484892 مواطناً بالمنظومة وفتح 148882 ملفاً عائلياً إلكترونياً لتصل نسبة التسجيل إلى نحو 53% من المستهدف تسجيله وهم 920000 مواطن من أبناء محافظة بورسعيد.