مُحرم دينيا وممنوع قانونيا.. لهذه الأسباب لا يجوز ضرب الطلاب بالمدارس
اعتداء المعلم على الطلاب بالضرب
ساعات قليلة وينطلق العام الدراسي الجديد، بمختلف المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية بالبلاد، بعد أن شهد تطورات حديثة أضافتها الوزارة هذه المرة، منها تحديدها عدة محاذير، على رأسها منع تعدي المعلمين بالضرب على الطلاب في المدرسة.
فقيه قانوني: الضرب ممنوع بلائحة الوزارة.. وهذه العقوبات القانونية للمعلم
ويعدّ ذلك الفعل، مجرما قانونيا وبلائحة الانضباط المدرسي لوزارة التربية والتعليم، وفقا للدكتور شوقي السيد، الفقيه القانوني والدستوري، مؤكدا أن المعلم الذي يعتدي بالضرب على الطلاب يتعرض لعقوبتين، أولهما التأديبية، حيث يتم إحالته إلى المساءلة التأديبية لخروجه عن المقتضى الوظيفي المنوط به، وفقا للوزارة.
أما بالنسبة الثانية، فقال الفقيه القانوني، في تصريح لـ"الوطن"، إنه من الناحية الجنائية، تكون العقوبة بحسب الإصابات التي تعرض لها الطالب، فإذا اقتصر الأمر على "الضرب" فقط، يندرج ذلك تحت بند "الجنحة" التي تتضمن عقوبة الحبس من 24 ساعة وحتى 3 أعوام.
وتابع أنه إذا كان الضرب "مبرحًا"، ففي هذه الحالة تتوقف العقوبة على حسب الإصابات الناجمة عنها والتي تصل إلى السجن لـ10 أعوام، مضيفا أنه إذا زاد الأمر عن ذلك، وأصيب الطالب بعاهة مستديمة، تتحول العقوبة إلى "الجنائية" التي تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد.
دار الإفتاء: الإسلام دين رحمة ويمكن لولي الأمر توقيع العقوبة
لم يقتصر تجريم الاعتداء على الطلاب بالضرب لدى القانون ووزارة التعليم فقط، وإنما حذرت منه أيضا دار الإفتاء المصرية، حيث ذكرت عبر موقعها الرسمي، إن "الإسلام هو دين الرحمة، وقد وصف اللهُ حبيبَه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بأنه رحمة للعالمين؛ فقال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، وأَوْلَى الناس بالرحمة هم الأطفال؛ لضعفهم واحتياجهم الدائم إلى من يقوم بشئونهم، حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدم رحمة الصغير مِن الكبائر؛ فقال: "لَيْسَ مِنَّا مَن لمْ يَرْحَمْ صَغِيرنَا وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبيرِنَا" رواه الترمذي، ولم يرد عنه أنه ضرب طفلًا قَطُّ، فوجب على المعلمين أن يقتدوا بسيرته العطرة في ذلك".
وأشارت إلى أن "الطفل قبل البلوغ ليس مكلَّفًا، فوجب التعامل معه -بغير ضرب- على جهة التأديب والتربية فقط لا على جهة العقاب؛ لأن العقاب إنما يكون على ارتكاب محرَّم أو ترك واجب، أما تلاميذ المرحلة الثانوية فالتعامل معهم يكون من منطلق أنهم مكلَّفون بالغون، والبالغ لا يُضرَبُ إلا في حدٍّ أو تعزير، وهو من سلطة ولي الأمر ولا يكون إلا بإذنه، وإذا رأى وليُّ الأمر منعَ الضرب في المدارس بمراحلها المختلفة، بل وتوقيعَ العقوبة على مُمارِسِهِ، فله ذلك شرعًا، ويجب الالتزام به".