عميد "إعلام الأزهر" يوضح كيف تربت ولادة بنت المستكفي وهروب والدها
الدكتور غانم السعيد عميد كلية الإعلام جامعة الأزهر
قال الدكتور غانم السعيد عميد كلية الإعلام جامعة الأزهر، إن ولاّدة بنت المستكفي تُعد أميرة أندلسية وشاعرة عربية من بيت الخلافة الأموية، والدها كان الخليفة المستكفي الذي تولى خلافة الأندلس لمدة عام ونصف، ولكن بعض الكتاب والمؤرخين أنكروا وجودوها وقالوا إنها شخصية أسطورية وليست واقعية.
واستنكر السعيد، خلال حواره في برنامج "المساء مع قصواء"، الذي يعرض على شاشة "TeN"، وتقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، ما يتداوله البعض عن كونها شخصية أسطورية، حيث كانت ملهمة ابن زيدون وقال فيها أروع قصائد الشعر العربي، كما أنه في حالة نكران وجودها يُعني أننا ننكر هذه القصائد الرائعة التي تُعد من روائع الشعر العربي.
وأوضح عميد كلية الإعلام جامعة الأزهر، أن سبب زعم البعض أنها غير موجودة وأنها شخصية غير حقيقية وأسطورية أنها خرجت عن القيم والأخلاق، ولكن كان يجب في البداية أن يتم تحليل الشخصية من كافة نواحيها، لمعرفة هل ما قامت به يستدعي محوها من التاريخ.
وأشار إلى إن والد ولادة المستكفي كان خليفة أموي، وجده عبد الرحمن الناصر الذي جعل بلاد الأندلس من أروع بلاد الدنيا، ولكنه وُصف بسوء الخلق، موضحًا أنه رغم ذلك إلا أن والد ولادة قام بتربيها تربية أرستقراطية عالية حيث كان يعتز بأنه أمير وأنها ابنته الوحيدة، فقام بتربيتها على أفضل ما يكون.
وأضاف أن والد ولادة قام بعزلها عن التصرفات السيئة، حتى وصل الأمر إلى أنها أُجيز لها بالتدريس وكذلك الإفتاء، فالتصرفات التي كانت تعيشها بلاد الأندلس في ذلك الوقت لم تنعكس على ولادة، ولا تصرفات والدتها السيئة أيضا.
وتابع: "عندما صدر تصرفات من وزير الدفاع في عهد والدها غير منضبطة، وإهانة العلماء، وقام بفرض ضرائب على الشعب، اجتمع مجلس كبار قرطبة من أجل عزله، ولم يتوقف الأمر على عزله فقط، بل قاموا بإخراج كل أموي ينتسب إلى الأمويين حتى لا يتم توقيع أي عقوبة".
وأشار إلى أن والد ولادة ارتدى زي منقبة وطلب من ابنته أن تذهب معه، ولكنها رفضت وأصرت على البقاء في الأندلس، حتى توفت عن عمر ناهز الـ90 عاما، وكانت هي الوحيدة التي رفضت ترك الأندلس.