أفريقيا.. ساحة نفوذ واسعة تمهيدا لاستعادة القوة.. و"بوكو حرام" أخطر الأذرع
جماعة «بوكو حرام» الإرهابية الأخطر فى غرب أفريقيا
خلال سنوات طويلة منذ ظهور تنظيم «القاعدة» الإرهابى، كانت أفريقيا ملاذاً وساحة آمنة للتنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية، وربما نقطة انطلاق يتم العودة إليها فى أوقات الأزمات، ومن بين أكثر التنظيمات خطورة فى القارة تنظيم «بوكو حرام»، الذى بايع قائده أبوبكر شيكاو كل التنظيمات الإرهابية العالمية، ومنها «القاعدة» و«داعش» ويعود تأسيس تنظيم «شيكاو» إلى نحو 10 سنوات مضت، وارتكب أكثر جرائم الإرهاب بشاعة فى القارة وتمدد نفوذه من نيجيريا إلى دول أفريقية مجاورة ويغذى الإرهاب فى مختلف ربوع القارة وصولاً إلى ليبيا فى أقصى شمال أفريقيا، وإلى جانب «بوكو حرام» هناك تنظيمات أخرى مثل تنظيم الشباب فى الصومال الذى يعود ظهوره إلى عام 2006، وجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» فى مالى المرتبطة بالقاعدة، ويأتى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى.
وقال الدكتور صلاح حليمة، نائب رئيس المركز المصرى للشئون الأفريقية، إن تنظيم القاعدة تعاظم نفوذه فى أفريقيا وموجود بقوة، وإن كان ليس بالضرورة تحت مسمى «القاعدة»، وإنما من خلال تنظيمات أخرى، مثل «بوكو حرام» فى نيجيريا، و«الشباب» فى الصومال».
"حليمة": هناك دول لها أجندات تخريبية فى القارة السمراء وتمول الإرهاب لتحقيق مكاسب
وأضاف «حليمة»، لـ«الوطن»، أن تنظيم «القاعدة» يعمل على تعظيم نفوذه داخل الجانب الأفريقى فى منطقة البحر الأحمر من خلال الترابط بين تنظيم القاعدة فى اليمن وتنظيم الشباب فى الصومال وغيرها من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابى.
وأكد أن تنظيم القاعدة استهدف دول الغرب الأفريقى، مثل مالى وتشاد والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو، وهو الأمر الذى استرعى اهتمام الاتحاد الأفريقى تحت قيادة مصر للبحث عن سبل لمواجهة الإرهاب فى منطقة غرب أفريقيا، بعدما ما ارتبط بهذه الجماعات من ظواهر وجرائم خطيرة فى أفريقيا، مثل الاتجار بالبشر والمخدرات والسلاح.
وأشار «حليمة» إلى أن دول غرب أفريقيا تسعى فى الوقت الحالى وبدعم فرنسى لتشكيل قوة مشتركة لمواجهة تمدد نفوذ تنظيم «القاعدة»، مضيفاً أن مواجهة وجود تنظيم القاعدة وخصوصاً منطقة البحر الأحمر ستكون محلاً للنقاش خلال القمة العربية الأفريقية التى ستعقد فى المملكة العربية السعودية.
وقال «حليمة» إن هناك بعض الدول لديها مصالح فى أفريقيا وتعمل على دعم وتمويل هذه الجماعات المرتبطة بـ«القاعدة»، لتحقيق بعض المكاسب والنفوذ، وبالتالى هناك تحركات كبيرة للحد من الأموال التى تصل إلى التنظيمات الإرهابية فى القارة السمراء.