فيلم "Conspiracy Theory".. عندما تُهيئ لك "الهلاوس" أنك بطل قومي
ميل جيبسون وجوليا روبرتس فى مشهد من الفيلم
يرى العالم السياسى مايكل باركون أن «نظرية المؤامرة» يعتمد قوامها على نظرة أن الكون محكوم بتصميم ما، وتتجسد فى ثلاثة مبادئ، وهى: «لا شىء يحدث بالصدفة»، و«لا شىء يكون كما يبدو عليه»، و«كل شىء مرتبط ببعضه». وفى فيلم يحمل الاسم ذاته، عُرض عام 1997 لأول مرة، يؤمن البطل «جيرى» الذى يعمل سائق تاكسى، بهذه النظرية، والتى كادت أن تودى بحياته فى نهاية المطاف.
«جيرى» يستقل سيارته الأجرة، صباح كل يوم، ليبحث عن قوت يومه، إذ يمارس حياته بشكلٍ طبيعى، لتتغير حياته فجأة رأساً على عقب عندما تم اختياره من قبَل الأجهزة المخابراتية الأمريكية، ليكون عميلاً سرياً، وبشكل غير مباشر، من خلال أحد برامجهم، الذى يحمل اسم «إم كيه ألترا» لينفذ أهدافهم من خلال قتل عناصر بشرية معينة.
«إم كيه ألترا» برنامج مموَّل من الحكومة الأمريكية، وهو خاص بالتحكم فى العقول، يقع من خلاله الاختيار على بعض المواطنين العاديين، لتحويلهم إلى قاتلين محترفين، وكان «جيرى» واحداً من ضحايا هذا البرنامج، الذى توقف تأثيره عام 1973، إذ سُرقت جميع بياناته بواسطة شخص مجهول، وتسعى المخابرات للوصول إلى السارق بأى وسيلة، لذلك تحاول الوصول إلى البطل، الذى تراه «خطيراً جداً»، لما لديه من معلومات سرية.
«جيرى» يدون مقالاته الصحفية، القائمة على نظرية «المؤامرة»، فى شكل مجلة صغيرة، ومن بين موضوعاتها «سر إطلاق المكوك الفضائى» و«علاقة رئيس أمريكا بأحد رجال المخابرات»، وغيرها من الموضوعات، حيث يشترك فى هذه المجلة 5 مواطنين فقط، وتنتهى حياتهم بشكل مفاجئ، ما بين السكتة الدماغية والأزمة القلبية.
الإيمان الكامل الذى يعيش فيه «جيرى» داخل دوامة «المؤامرة»، يؤثر على حالته المزاجية طوال أحداث الفيلم، بشكل يُحدث له اضطرابات نفسية و«هلاوس»، ومشاكل مع المحيطين به، إذ يقع فى علاقة غرامية مع ابنة أحد ضحاياه، تُدعى «أليس»، تعمل فى وزارة العدل الأمريكية، والتى تكتشف كواليس هذه الجريمة، بالصدفة، بينما ذلك لا يؤثر سلباً على مصير هذه العلاقة التى تجمعهما، إذ تحاول إنقاذه من موت محقق، على يد أحد القائمين على البرنامج المخابراتى، ليعيش هو بعدها فى الخفاء بعيداً عنها، ليواجه مصيراً مجهولاً، وتظل هى فى منطقة آمنة.
شخصيات عدة، حول العالم، عاشت حياة مماثلة لـ«جيرى»، على مدار السنوات الماضية، وتعرضت لعمليات «غسيل عقول» من قبَل بعض الأجهزة المخابراتية، تحت أوهام مختلفة، إذ قادتهم أفكارهم الشاذة إلى ممارسة سلوكيات قد تكون معادية لأوطانهم فى أغلب الأحيان، وتقودهم «هلاوسهم» إلى مصائر مجهولة، حيث يطغى جانب الشر على تصرفاتهم، يعتقدون أنهم أبطال قوميون، يحركون الشعوب كما يريدون، وعلى الرغم من قدرتهم على تغيير ألوانهم مثل الأفعى، يكتشفون فى النهاية بأنهم بمثابة بعوضة تفقد القدرة على تحريك جناحها، ويحاولون مراراً العودة إلى صوابهم.
فيلم «Conspiracy Theory»، من بطولة ميل جيبسون، وجوليا روبرتس، وباتريك ستيوارت، ومن إخراج ريشارد دونر، وتبدأ أحداثه مع مساء يوم 8 يوليو عام 1978، حيث يقص بطل الفيلم العديد من القصص والروايات على زبائنه، من آن لآخر، والتى يدور أغلبها فى فلك «المؤامرات»، إذ يبدون انزعاجهم من ذلك الأمر.