أستاذ بجامعة القاهرة: مصر ترفض التورط في نزاعات المنطقة وتتبنى الحل السلمي
جانب من المؤتمر
تحدث الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن أهم التغيرات الاستراتيجية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الأخيرة وموقف مصر منها، وتراجع الاهتمام الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط وريادة دور القوى الإقليمية كبديل للدور الأمريكي، وتراجع الاهتمام بالصراع العربي الإسرائيلي وزيادة الاهتمام بإيران، وزيادة أهمية مناطق جغرافية أخرى مثل شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر كمناطق أصبحت مصدرا للصراع، من ناحية ومصدرا أيضا للتعاون بين الدول المختلفة.
وقال كمال خلال مؤتمر "مصر في شرق أوسط متغير"، إن مصر تتعامل بحرص شديد مع هذه التغيرات الإقليمية وترفض التورط في أي من النزاعات الموجودة فى المنطقة، وتتبنى الحل السلمي القائم على استعادة الدولة ومؤسساتها المختلفة كأساس لحل عدد من الصراعات مثل سوريا وليبيا واليمن، مؤكداً أن مصر تسعى لعمل تحالفات وتعاون مع عدد من الدول العربية الشقيقة من أجل حل هذه الصراعات، وأن هناك اهتماما مصريا كبيرا بشرق المتوسط والتعاون من أجل تطوير الغاز من أجل شعوب المنطقة، وقال إن مصر أيضا تشجع أن تكون هناك مبادرات من القوى الكبرى مثل أمريكا وروسيا للمساهمة في حل نزاعات المنطقة وعدم ترك النزاعات فقط للقوى الإقليمية ذات المصالح التي تتعارض مع مصالح جموع دول المنطقة.
بدوره، تحدث جيرالد فيرستين، الخبير بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، عن الموضوعات المرتبطة بالتغيرات العولمية فى المنطقة، وقال "عندما تنظر للتغيرات الجغرافية السياسية في المنطقة، يجب أن ترى أن منظور الولايات المتحدة الأمريكية للشرق الأوسط تغير، وأن هذه المشكلة التي جاءت عن طريق الشعور أنه لا يمكن الاعتماد على أمريكا كلاعب أساسي في هذه المنطقة".
وأضاف فيرستين، أنه "منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذا نظرت إلى عام 2003 وغزو العراق وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية كشيء مهم جدا للسياسة الخارجية الأمريكية، لأن الغزو فتح الباب لتقديم الديمقراطية فى المنطقة، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط في تخيلنا والذي كان مصدر رعب لنا، هذا التخيل سقط وأخفق، وأمريكا في 18 عاما كانت في تدخل عسكرى في أفغانستان، والعراق، وكان هناك شعور ولد بعد ردود الأفعال في المنطقة، وهي أمور تحدث عنها أوباما بأن هناك شعورا بالجهاد لدى الأمريكيين".
ويعقد معهد الشرق الأوسط بواشنطن بالتعاون مع المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية مؤتمراً لمدة يوم واحد تحت عنوان "مصر في شرق أوسط متغير"، بمشاركة عدد كبير من الخبراء من مصر والولايات المتحدة وذلك على هامش الاجتماعات الرفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك.
وأضاف فريستين "في الأيام السابقة رأينا قدرة أمريكا على انتشار بعض قواتها، وترامب أمن المصادر الطبيعية والقدرة على تصدير النفط، لكن في واقع الأمر هناك اهتمام للاستجابة لهذه الإدارة من ناحية أنه إذا كان ترامب يريد الانسحاب، لكن هذا المنظور بأن الانسحاب الكامل من المنطقة، هناك السعودية والإمارات، وإذا لم تلعب أمريكا هذا الدور مرة أخرى عليهم اتخاذ المسؤوليات بأنفسهم، في اليمن نجد إحساسا أمريكيا خاصة بين العامة أن التأكيد على الحل السياسي للصراع، وحل داخلي والتأكيد أن الدفاع الرئيسي والمشترك في الصراع اليمني هو الصراع السعودي الإيراني، وفي واقع الأمر أن السعودية لن تستجيب لضغوط أمريكا وستستمر لما يعتبرونه أمرا أمنيا ومهما جدا لهم".