خبير أمنى: الضربات الاستباقية ساهمت فى انحسار الإرهاب.. وأجهزة الأمن استعادت عافيتها سريعاً
اللواء أشرف أمين مساعد وزير الداخلية الأسبق
قال اللواء أشرف أمين، مساعد وزير الداخلية الأسبق لـ«الوطن»، إن الأجهزة الأمنية خاضت عدة معارك للقضاء على الإرهاب، عبر ضربات استباقية نفذها رجال الأمن الوطنى، ومن خلالها استطاعت وزارة الداخلية تجفيف منابع الإرهاب وتصفية العديد من الخلايا والبؤر المتطرفة، ما ساهم فى انحسار العمليات الإرهابية بنسبة كبيرة.
وأضاف اللواء «أمين» فى حواره لـ«الوطن»، أن القيادة السياسية ساهمت فى دعم أجهزة المعلومات وتبادلها مع الدول الأخرى، ما أدى إلى كشف خريطة الإرهاب، خاصة دور ملف المتطرفين العائدين من الخارج. إلى نص الحوار:
ما رؤيتك لجهود وزارة الداخلية فى القضاء على البؤر الإرهابية؟
- هناك عمليات كثيرة تقوم الأجهزة الأمنية بالإعلان عنها وتشمل تصفية العديد من العناصر الإرهابية والكشف عن البؤر الإرهابية، ما يؤكد أن هناك حالة استفاقة عالية لدى أجهزة المعلومات، وأنها أصبحت بحالة جيدة، وتلاحق الإرهابيين وتطاردهم فى كل مكان، وتأتى تلك الضربات الاستباقية نتيجة المعلومات التى يحصل عليها قطاع الأمن الوطنى، خاصة العائدين من سوريا وليبيا، بجانب القبض على الإرهابى هشام عشماوى، ما كشف الكثير من الخلايا النائمة فى مصر، ونجح الأمن فى إسقاط الكثير منها، رغم أن هناك بعض الدول ما زالت تجند كثيراً من الشباب فى الخارج وتستخدمهم فى تنفيذ عمليات إرهابية والتأثير على الدولة المصرية، فالقوى الخارجية المعادية للدولة وجهت التنظيمات الإرهابية، خاصة داعش والإخوان وأتباعهما إلى تركيز أنشطتهم الإرهابية فى شمال سيناء، لخلق مناخ من عدم السيطرة من الدولة على هذه المنطقة.
اللواء أشرف أمين: الجماعات المتطرفة فقدت إمكانياتها واتجهت إلى صناعة الأزمات وبث الشائعات لزعزعة الاستقرار
هل ساهمت الضربات الاستباقية فى وقف العمليات الإرهابية؟
- بالطبع هناك انحسار كبير فى العمليات الإرهابية، خاصة فى الفترة الأخيرة، وقبل ذلك كانت العمليات الإرهابية تحدث بشكل أسبوعى، لكن الآن الهدوء أصبح يعم أرجاء البلاد، بعدما فقدت الجماعات الإرهابية إمكاناتها ولم تعد قادرة على تنفيذ عمليات كبيرة، والآن يلجأون إلى استخدام أساليب أخرى عبر صناعة الأزمات، وتناول الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ومحاولة السيطرة على الشارع من أجل زعزعة الاستقرار، كما أن موجة الإرهاب لم تهدأ، لكن هناك الكثير من البصمات واضحة المعالم لنجاح الأجهزة الأمنية فى إجهاض العمليات الإرهابية على مدار العامين الماضيين، فجهود الدولة فى مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة مستمرة.
متى تصبح مصر خالية من الإرهاب؟
- لا تستطيع أى دولة فى العالم أن توقف الإرهاب تماماً، فهناك الكثير من العمليات الإرهابية التى حدثت فى فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وبعض الدول الأخرى كانت تظن أنها بمنأى عن الإرهاب، لكنها ذاقت مرارته، فالخطر يداهم المجتمع الدولى ككل، لكن هناك بعض الدول تسيطر تماماً على الإرهاب، عبر تجنيد مصادرها ولديها القدرة على منع العمليات الإرهابية، والإرهاب لن ينتهى ما دامت هناك دول تدعمه وتنظمه.
ما الاستراتيجية التى تتبعها وزارة الداخلية فى دحر الإرهاب؟
- تعمل وزارة الداخلية وفق أساليب سياسية واستراتيجية، فهى تتبع أحدث النظم فى دحر الإرهاب، وتوفر الإمكانيات اللازمة لمواكبة حجم التحديات التى يواجهها العمل الأمنى، منها على سبيل المثال مواجهة الإرهاب والتطرف ودعم بعض الأنظمة له من دول تنتهج سياسات معادية لمصر، وبالتالى فإن جهاز الأمن فى مصر استعاد عافيته فى سنوات قصيرة، وأصبح محل إشادة عالمياً، وهناك عدد من الجرائم مثل الإرهاب والمخدرات ذات طابع دولى وليست داخلية فقط، بمعنى أنه لن تستطيع دولة بالعالم القضاء نهائياً عليهما مهما تعاظمت قدراتها دون تعاون وإرادة دولية حقيقية وفاعلة، نظراً للتشابك الحتمى لعناصر كل جريمة من حيث النشأة أو الدعم أو الأطراف.
هل نجحت وزارة الداخلية فى تطوير أدواتها فى الفترة الأخيرة؟
- بالتأكيد نجحت وزارة الداخلية فى تطوير أدواتها على المستوى الأمنى، عبر دعم أجهزة المعلومات، إضافة إلى تطوير الخطط الأمنية، كما أن دور القيادة السياسية وتفعيل تبادل المعلومات مع الدول الأخرى له دور كبير فى كشف العمليات الإرهابية، خاصة المتطرفين العائدين من الخارج، والأجهزة الأمنية نجحت فى تلافى أوجه القصور التى تؤثر على العمل الأمنى، ما ساهم فى توجيه الضربات الاستباقية للبؤر الإرهابية، فضلاً عن توعية الشباب بالمخاطر والتحديات التى يواجهها الأمن، أبرزها الاستخدام غير الآمن للإنترنت وما ينتج عنه من شائعات لزعزعة الأمن ونشر الفتن، خاصة أن ذلك يمثل خطورة على المجتمع.
خلايا الإخوان
جماعة الإخوان الإرهابية هى التى تقف وراء العمليات الإرهابية والحرب الإعلامية، فهى تستهدف إثارة البلبلة فى أوساط الرأى العام، ومستمرة فى تنفيذ حملات ممنهجة ضد الدولة ومحاولة هز أركان الدولة وهدم مؤسساتها، وذلك بعد فشلها الذريع فى استخدام العمليات الإرهابية كمحاولة لترهيب الدولة المصرية.