بعد واقعة فسيخ الإسكندرية.. التسمم الممباري يمنع التنفس ويؤدي للوفاة
سببه الفسيخ في الإسكندرية.. التسمم الممباري يمنع التنفس ويؤدي للوفاة
21 حالة تسمم بسبب الفسيخ في أقل من 36 ساعة، استقبلها مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، من مناطق برج العرب، إدكو، دسوق ورشيد، تبعها حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي عن عدم توافر المصل الخاص بالتسمم، أصدرت بعدها وزارة الصحة والسكان بيانًا أعلنت فيه توافر مصل "التسمم الممباري".
وأكدت الوزارة، في بيانها، توافر مخزون كافٍ من مصل التسمم الممباري "البتيوليزم"، والذي يُستخدم في حالات التسمم الغذائي، وذلك بجميع المنشآت الطبية التابعة للوزارة بجميع المحافظات ومراكز السموم التابعة للمستشفيات الجامعية، حيث يوفر بالكامل بالمجان، سواء بمستشفيات ومراكز وزارة الصحة أو الجامعية.
وأضافت الوزارة أن ما حدث يأتي تزامنا مع ما تم رصده في الآونة الأخيرة في بعض المحافظات من وجود أسماك بوري نافقة غير صالحة للاستهلاك الآدمي، ويؤدي تناولها إلى حدوث حالات تسمم غذائي، خاصةً التسمم الممباري "البتيوليزم"، واستقبال مركز السموم بمحافظة الإسكندرية لعدد من حالات تسمم بالفسيخ.
التسمم الممباري أو البتيوليزم، تسببه نوع من البكتيريا اللاهوائية، التي تحتاج لظروف لا يتوفر فيها الأكسجين لكي تنمو وتتكاثر، وتفرز السم الخاص بها، وهو سم شديد الخطورة، والجرعة التي تسبب التسمم منه تُقاس بالـ"باكوجرام" وهي تقريبًا أصغر وحدة قياس وزن حسب الدكتور إبراهيم عبده محمد، مدرس علاج السموم والإدمان بجامعة مدينة السادات.
وأضاف عبده، في حديثه لـ"الوطن"، أن الفسيخ يعتبر بيئة مناسبة لنمو وتكاثر البكتيريا، بسبب ظروف تخزينه، حيث يصنع عن طريق تغطيته أو دفنه وإبعاده وعزله بالكامل عن الهواء، ما يتيح الفرصة للبكتيريا النمو والتكاثر وإفراز السم المعروف باسم "البوتيولين"، والذي يتخزن في الفسيخ حتى في حالة موت البكتيريا بعد خروجها للهواء.
وأكد مدرس علاج السموم أن تناول كمية بسيطة من الطعام الحامل للبروتين السام، من الممكن أن يتناول خلالها الشخص جرعة تؤدي للوفاة، لافتًا إلى أنه من الممكن التخلص من السم في الطعام عن طريق الطهي في درجة حرارة مرتفعة لفترة معينة، وهو ما لا يتوافر في حالة الفسيخ، الذي لا يتم طهوه من الأساس.
بروتين "البيوتولين" السام، والمسبب للتسمم الممباري، يستخدم كذلك في عمليات التجميل، حيث يستخلص منه "البوتوكس"، الذي يحقن به الوجه لإحداث شلل بسيط في عضلات الوجه، وهي العملية التي يتم عن طريقها شد الوجه وإخفاء التجاعيد، حيث يعتبر شلل العضلات أحد أعراض التعرض للبروتين السام، وفق تأكيد خبير السموم.
أعراض التسمم الممباري تبدأ بإحساس بإعياء شديد في الجسم، حسب تأكيدات عبده، بالإضافة إلى نزلة معوية، يكون الغالب فيها الإمساك وليس الإسهال، بالإضافة إلى القيء والمغص، وصعوبة البلع وسقوط الجفن على العين، وازدواج في الرؤية، وفي الحالات الشديدة يحدث شلل في عضلات التنفس، والتي تؤدي إلى الوفاة.
وتابع أن المصل يجب أن يتوافر بسرعة للمريض، حيث تكون فعاليته كاملة حال تناوله خلال 24 ساعة من بداية ظهور الأعراض، وكلما تأخر عن ذلك كلما قلت فعاليته، مؤكدًا كذلك أن فعالية المصل تختلف حسب حالة المريض الصحية ودرجة التسمم وإذا ما كان مصابًا بأمراض أخرى من عدمه.