رنجة ومقشة: باعمل من بواقي الخشب عرايس وأراجوزات
"مريم" خلال مشاركتها فى المعرض
حينما يصاب الإنسان بعجز عن الحركة تتوقف الحياة عند هذه الصدمة، لكن هناك من يتدارك الأمر سريعاً ويسعى لتعويض عجزه بتعلم شىء جديد يناسب إعاقته.. مريم عياد، ٤٦ سنة، صعيدية استطاعت أن تتحدى عجزها، الذى نتج عن سقوطها من مكان مرتفع على ساقها اليسرى، واستدعى الأمر تدخلاً جراحياً انتهى بعدم قدرتها على الاتزان: «عملت عملية فى رجلى الشمال من ٣ سنين فقصرت عن التانية ومن يومها وأنا بامشى بميل، ومش قادرة أتحرك بصورة طبيعية».
«مريم» قررت أن تحارب مرضها الذى أفقدها ممارسة نشاطها فى صناعة الشنط بأدوات صديقة للبيئة وخامات مصرية خالصة، إذ لم تعد تستطيع معاودة هذا العمل: «مابقتش أقدر أقعد على مكنة الخياطة زى زمان، فقلت أشوف مجال تانى»، فكرت فى الأماكن التى تذهب إليها بواقى ورش النجارة ووجدت أن مستقرها عند بائع البطاطا الذى بدوره يحرقها: «قلت لنفسى أنا أولى ببواقى الخشب دى، بدل ما تتحرق آخدها وأشتغل عليها».
"مريم": "كنت محتاجة أشترى مكنة لقيتها غالية فرُحت منطقة السبتية وصنعتها بـ٢٠٠ جنيه"
وجدت «مريم» ضالتها فى تحويل بقايا الورش إلى عرائس، ولكنها تراجعت مجدداً عن التطبيق، فهى لا تملك ماكينة تقطيع أخشاب صغيرة، الضرورية جداً لعملها: «كنت هيأس بس قلت أعمل أنا المكنة بنفسى وفعلاً رُحت منطقة السبتية، وعملتها هناك وماكلفتنيش غير ٢٠٠ جنيه»، مؤكدة أن مشروعها «مش محتاج راسمال»: «المشروع ده عبارة عن إعادة تدوير مخلفات الورش من الأخشاب وتحويلها لعرايس خشب وأراجوزات وميداليات».
على حبال معلقة داخل كشك خاص بها تستعد «مريم» للافتتاح من خلال عرض منتجاتها «مشابك وعرايس وشنط»، أمام كرسى صغير تجلس عليه «مريم» لأنها لا تتحمل الوقوف لفترات طويلة.. «رنجة ومقشة» هكذا تحب أن يناديها الناس نظراً لأنها كثيراً ما تقوم باستخدام صناديق الرنجة الفارغة فى صناعة التحف والعرائس: «حرام الحاجات دى تترمى.. نستفاد بيها ونفرّح الأطفال، وكلها حاجات مش مضرة».
وعن أفكار المنتجات تقول: «من كتر التعامل مع الزباين بقيت أطلع أفكار وتشكيلات، يعنى أنا باشتغل زى ما تيجى فى دماغى وأوقات باخد شغل صينى أعمل زيه بالظبط، بس بتركيبة مصرى»، مؤكدة أن المعرض بالنسبة لها سوق مفتوحة لعرض منتجاتها: «مفيش أسواق فى الصعيد للشغل ده، والمعرض ده هو الفرصة الوحيدة لتشجيع الناس على الاهتمام بالصناعات اليدوية، لأنها هى الأساس، وحابة أشكر الريس على اهتمامه بينا، ومحاولته الارتقاء بمجال الحرف والصناعات اليدوية».