معاناة تزيد حدتها يوماً بعد يوم، يحتار فيها أولياء الأمور بين أكثر من مدرسة ينتمى لها أبناؤهم، ينقسمون بين إدارتين تعليميتين، يرافقون الصغار فى مدرستين فى أوقات مختلفة وربما فى نفس التوقيت، يدفع الثمن الأطفال الذين يريدون أن يستقروا مع أشقائهم فى مبنى واحد ويتشاركوا كل شىء معاً تحت شعار «لم الشمل» الذى أعلنته وزارة التربية والتعليم لكنه لم يكتمل.
منذ أربع سنوات تحاول منار معاذ، نقل طفليها لمدرسة واحدة بدلاً من وجود الأكبر فى مدرسة خالد بن الوليد الرسمية، وشقيقه الأصغر فى مجمع الملك فهد فى الحى السادس بمدينة نصر، حاولت نقل الأصغر لمدرسة أخيه لكن وقفت الكثافة عائقاً أمامها، فحاولت العكس، لكن اشتُرط أن يكون فى نفس نوع المدرسة التجريبية مميز: «عشان أخوه فى تجريبى عادى رفضوه».
لديها طفل فى الصف الرابع الابتدائى وآخر فى الصف الثانى الابتدائى، تتوافق مواعيدهما معاً، ما يضعها فى حيرة وكذلك مواعيد «الباصات»، لم تعد تطيق بُعد الطفلين عن بعضهما لكن كل محاولاتها فشلت، مؤكدة أنها تعبت من التعامل مع إدارتين مختلفتين وهما الإدارة التعليمية شرق وغرب مدينة نصر: «كل واحدة ليها نظام معين». تحكى عن خروج طفليها «ياسين» و«يوسف» فى نفس التوقيت يوم الخميس الثانية عشرة ظهراً، ما أجبرها على الذهاب لكل طفل أسبوعاً، إضافة إلى اختلاف الأنشطة بين الاثنين، ما تسبب فى غضب الشقيق الأكبر: «مواعيد تمرينهم متلخبطة وبيحصل مشاكل كتير».
معاناة مشابهة تعيشها منال موريس، طبيبة أسنان وولى أمر لطفلين، ولد فى الصف الثانى الابتدائى وطفلة فى «كى جى 1»، تفرق الشقيقان فى مدرستين مختلفتين بفضل التنسيق الذى أبعد صغيرتها عنها، ما وضعها فى مأزق، اضطرها هى وزوجها للغياب عن عملهما بالتناوب للذهاب لأخذ الابنة: «هو بيسيب شغله وأنا بسيب العيادة وحياتنا متلخبطة».
تحكى أنها لم ترسل الطفلة للمدرسة بداية العام الدراسى وأرسلتها منذ يومين فقط، نظراً لاختلاف مواعيدها عن شقيقها الأكبر: «بنتى بتخرج واحدة وأخوها 2 ونص وبنضطر نستنى فى الشارع ومعانا طفلة صغيرة»، لم تشترك لهما فى «باص»، لهذا السبب منتظرة مرحلة التنسيق الثانية على أمل أن تنقل للولدين فى مدرسة واحدة: «الموضوع صعب ومفيش أمل».
تعليقات الفيسبوك