بالفيديو.. الناجي من مذبحة أبو النمرس يروي تفاصيل قتل أمه وشقيقته
صورة الأم ضحية مذبحة أبو النمرس
وجه طفولي، تذهب ملامحه بعيدا في عمق الألم والقسوة والحسرة، يتعلثم في الكلام ربما هي لازمة خلقية أو من هول الصدمة التي عايش تفاصيلها.. هو "عامر" الناجي من مذبحة أبو النمرس، الشاهد على قتل والدته "شيماء" 28 سنة ، وشقيقته "دينا" 9 سنوات، على يد ابن عمه "صابر" 17 سنة.
يستقبلك بملامح جامدة، كأنها لم تنفرج لابتسامة من قبل، يجلس على "الكنبة" وتظهر عليه علامة التعب من شدة الألم والإصابة، التي تعرض لها من قبل القاتل، الذي سدد له 3 طعنات وألقى به من سطح المنزل خوفا من الفضيحة.
بعد رحلة علاج استمرت قرابة 7 أيام.. تحدث الطفل "عامر" 7 سنوات ل"الوطن"، عن المذبحة وكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة أمه وشقيقته وهو يتعلثم في الكلام، قائلا: "اللي ضرب أمي وأختي بالسكين صابر ابن عمي.. وضربني ورماني من على السطح".
فيما قال الأب ويدعى "أسعد"، 35 سنة تاجر مواشي، أنه كان خارج المنزل وقت وقوع الجريمة، يتفق على شراء مواشي، و"بعدين وانا راجع على البيت، لقيت تليفون جالي وبيقولوا لينا إن ابنك عامر وقع من فوق السطح".
يتابع الأب قائلا: "أنا استغربت.. وروحت بسرعة على البيت لقيت الجيران بيقولوا إن ابني عامر راح المستشفى.. وبعدين دخلت لقيت مراتي وبنتي مقتولين جريت علشان أحضن بنتي وهي غرقانة في دمها.. ولقيت الناس شدوني وفضلت قاعد ساكت في ذهول مش مصدق اللي حصل ليا".
يواصل الأب حديثه: "أنا مش عايز حاجة غير القصاص العادل من اللي قتل مراتي وبنتي وحرق قلبي عليهم".
ساعات طويلة من التحقيقات خضع لها الأب كمشتبه فيه بارتكاب الواقعة، حتى جرى استدعاء التجار، الذين كانوا برفقة الأب، وجرت مناقشتهم، ليؤكدوا أن الأب جلس معهم عدة ساعات قبل أن يتفاجأ بالخبر.
وفحصت القوات الأمنية خط سير الأب، حتى وصلت إلى كاميرا رصدت دخوله وخروجه عقب الواقعة، وأعادت القوات مناقشة الطفل مرة أخرى، ليتبين أنه كان يردد اسم والده لينقذه من المتهم.
جرى عرض تلك المعلومات على اللواء علاء الدين سليم، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، الذي أمر بفحص مسرح الجريمة، ومناقشة الشهود مرة ثانية، وبدأ فريق البحث الذي يترأسه اللواء محمد الشريف مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث، في مناقشة الشهود ومسرح الجريمة مرة أخرى.
وعقب مناقشة قرابة 13 من الشهود، توصلت القوات إلى أحد الشهود الذي أكد أنه شاهد صبي مجهول- وأدلى بأوصافه - لتبدأ القوات البحث عنه؛ حتى توصلت إلى أن نجل شقيق الأب وراء القتل، وأنه قتل زوجة عمه وابنتها وشرع في قتل الطفل بدافع الانتقام من الأم بسبب اتهامها له بأنه لص وسرق 20 ألف جنيه من المنزل ليتنشر ذلك في القرية بأكملها، وكشفت القوات أنه خطط للجريمة قبل 4 ساعات.
وجرى عرض المعلومات والتحريات وأقوال الشهود على نيابة جنوب الجيزة، وإخطار المستشار يحيى الزارع، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، الذي أمر بضبط الشاب المشتبه فيه لفحصه ومناقشته حول ما وُرد في التحريات واقوال الشهود.
وتمكّنت قوة أمنية من المباحث، من ضبط المتهم، وجرى اقتياده إلى مركز شرطة ابو النمرس، ومثَّل "صابر" 17 عاما، الشاب المنسوب إليه تهمة القتل العمد والشروع في القتل، أمام اللواء عاصم أبو الخير، مدير المباحث الجنائية، وبحضور العقيد علاء فتحي رئيس المباحث الجنائية لقطاع جنوب الجيزة، والعقيد أحمد نجم مفتش مباحث جنوب الجيزة، الجريمة.
وكشف عن تفاصيل الجريمة، قائلا: "أنا قتلتها انتقاما منها علشان كانت بتقول عليا حرامي، البلد كلها عرفت إن حرامي بعد ما قالت إني أنا سرقت من عمي 20 ألف جنيه".
يواصل المتهم حديثه عن الجريمة، قائلا: "أنا شفتها مشغولة قدام البيت طلعت كده في هدوء من الساعة 8 ونص بالليل، لحد الساعة واحدة بعد نص الليل، كنت مستخبي في عشة فراخ فوق السطح، ولما نامت هي والعيال، نزلت على المطبخ آخد سكينتين وروحت أوضتها بس هي حست، وبدأت تصرخ دبحتها، وبعدين بنت عمي صحيت دبحتها وبدأت الناس تيجي على البيت علشان هي كانت بتصرخ.. طلعت على السطح.. شفت ابن عمي ضربته بالسكينة مماتش.. روحت راميه من السطح وهربت من السطوح".
يواصل المتهم حديثه قائلا: "دبحتهم زي الفراخ قتلتهم في دقايق وهربت.. لحد ما لقيت الشرطة جت ليا في المزرعة اللي بشتغل فيها عرفت إن الموضوع اتكشف.. روحت معهم على المركز، وهناك كان فيه ضباط كتير وهناك مدير المباحث يقصد اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث، واعترفت بكل حاجة".
وأمر العميد طارق عبدالمجيد مامور المركز، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة للتحقيق.