المؤسسات الدينية تطلق حملات لتوضيح الترابط بين الدين والانتماء للوطن في المحافظات
مذكرة تفاهم بين الأزهر والجامعة العربية لنشر قيم التسامح
أطلقت المؤسسات الدينية حملة للتوعية بأهمية الانتماء الوطنى، وعدم التعارض بين الدين والدولة، ومواجهة الجماعات المتشددة ودحض أفكارها الشاذة عبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة، ومن خلال وعاظها ودعاتها المنتشرين فى المساجد والمدارس والمعاهد.
ووجه مجمع البحوث الإسلامية قوافل توعية إلى البحر الأحمر ومحافظات سوهاج والدقهلية والمنوفية وكفر الشيخ والقاهرة الكبرى، لترسيخ الانتماء الوطنى.
قوافل توعية لوعاظ الأزهر.. ودراسة علمية للرد على المتشددين
وقال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن القوافل تأتى ضمن خطة المجمع للوجود فى جميع أنحاء الجمهورية، خصوصاً المناطق النائية، لحماية المواطنين من الفكر المتطرف والتأكيد على قيم المواطنة وتقوية روح الانتماء للوطن فى مواجهة التحديات الراهنة التى تتطلب بذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على الوطن.
وأضاف «عياد» أن القوافل تتناول ذكرى انتصارات أكتوبر وما شهدته من تضحيات لرفع راية مصر وكسر شوكة المعتدى، والتأكيد على أهمية استمرار الكفاح والعمل للنهوض بالوطن وحمايته من أى محاولة للمساس به، موضحاً أن الأزهر يعمل بكل جهده على محاصرة أرباب الفكر المنحرف والمضلل وحماية الناس من خطر الإرهاب، ومن أعداء الوطن الذين يحاولون هدمه من خلال بث الشائعات المغرضة.
مرصد الإفتاء: مفهوم الوطن قائم منذ "صدر الإسلام"
من ناحية أخرى، نشر مرصد الإفتاء دراسة حول الترابط بين العقيدة والانتماء للوطن، رد خلالها على مزاعم جماعات العنف والإسلام السياسى التى تدعى أن مفهوم الوطن يتعارض مع العقيدة الإسلامية، موضحاً أن الانتماء الوطنى لا يلغى الانتماء الدينى، وإنما يعززه ويكمله. وأكد المرصد فى دراسته، أن مفاهيم الوطن والوطنية، والمواطنة والانتماء الوطنى، ليست طارئة على الدين، وظهرت هذه المعانى بوضوح فى عصر صدر الإسلام الأول، وبلغت منتهاها لدى النبى، الذى بلغ من حبه لوطنه مكة أن قال فيها قولته المشهورة: (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرضٍ إليَّ ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت).
وأكد المرصد أن مفهوم الدولة الحديثة أو الوطن بمفهومه المعاصر مفهوم شرعى صحيح ولا شىء فيه، ولا تعارض بينه وبين العقيدة الإسلامية فهو ضرورة حياتية واجبة تفرضها الحياة المعاصرة ومتطلباتها، والانتماء الوطنى لا يخالف الانتماء الدينى بل هو متفرع عنه، فالمؤمن الصادق هو الذى ينتمى لوطنه ويعمل على حفظه وحمايته.
وأوضحت الدراسة أن تاريخ الأمة الإسلامية منذ صدر الإسلام توجد به صور وكيانات مشابهة لمفهوم الوطن فى العصر الحديث، بحدوده ونظامه وتقسيماته، ولم يدَّعِ أحد أن هناك تعارضاً بين هذه الكيانات المختلفة وبين مفهوم الأمة الإسلامية الواحدة، فقد وُجد منذ القدم المسلم الشامى، والمسلم العراقى، والمسلم المصرى، والمسلم المكى، وهو ما يتشابه مع مفهوم الجنسية فى واقعنا المعاصر.
وأكدت وزارة الأوقاف أن الانتماء الحقيقى الصادق للوطن يعد أكبر دافع لتحقيق الإنجاز، ويجب تعميق وترسيخ وتجذير هذا الانتماء فى نفوس الناشئة والشباب، وعلى جميع مؤسسات الدولة العمل بكل السبل من أجل هذا الهدف.
وأشارت الوزارة إلى أنها أخذت على عاتقها جعل ترسيخ الانتماء الوطنى خطاً ثابتاً فى الخطاب الدعوى، والمناهج التدريبية والمؤتمرات الدولية، مؤكدة أنها أطلقت العديد من الإصدارات العلمية فى هذا الصد، منها «كتاب مشروعية الدولة الوطنية، وكتاب فقه الدولة وفقه الجماعة، وكتاب بناء الشخصية الوطنية»، ونظمت مؤتمراً دولياً كبيراً تحت عنوان: «فقه بناء الدول».
وخصصت الوزارة خطبة الجمعة اليوم، للحديث عن «بناء الدول» موضحة أن بناء الدول يتسم بالسعى والمرونة بالمخالفة لفكر المتطرفين المنغلق على مصلحته، ويضع مصلحة الجماعة فوق مصلحة الأمة، وأن حفظ الدول من مقاصد الشريعة الإسلامية.