مصادر: عقوبة قاتلي "ضحية الشهامة" بالمنوفية لن تتجاوز 15 عاما
محمود البنا- ضحية الشهامة
أكدت مصادر قضائية إن المتهمين الثلاثة بقتل شاب المنوفية محمود البنا، المعروف بـ"ضحية الشهامة"، لن تزيد عقوبتهم على 15 عاما، حيث سيحاكمون أمام محكمة الطفل وفقا لقانون الطفل، وذلك لعدم تجاوز أي منهم السن القانونية، وهي 18 عاما، وأن المتهم الرئيسي "محمد راجح"، سيتم السن القانونية في نوفمبر المقبل.
وقال المحامي أيمن محفوظ، إن العقوبة المتوقعة من محكمة الأحداث ستكون السجن ما بين 3 سنوات وحتى 15 عاما، كما ترى هيئة المحكمة التي ستنظر القضية، مشيرا إلى أنه إذا كان أحد المتهمين تخطى سن 18 عاما كانت ستجرى إحالة الثلاثة إلى محكمة الجنايات، وكانت العقوبة وقتها ستصل للإعدام شنقا بعد موافقة المفتي، خاصة مع وجود فيديو يوثق الواقعة، وهو ما ذكرته النيابة في بيانها.
وعن العقوبة الخاصة بالطفل، وهي السجن ما بين 3 إلى 15 عاما، فهناك وقائع كثيرة أخرى قضت فيها المحكمة بها، وكان المتهم فيها طفل لم يتجاوز السن القانونية، ومنها واقعة مقتل الطفلة "زينة"، 5 سنوات، ببورسعيد، والتي شغلت الرأي العام فترة طويلة، بعد أن اغتصبها مراهقان وقتلاها وألقا جثتها في "منور" عقار.
وانتهت القضية برفض محكمة جنايات الطفل مستأنف ببورسعيد، الاستئناف المقدم من المتهمين، وأيدت حكم محكمة جنايات الطفل بحبسهما 15 عاما، وهي العقوبة الأقصى في جريمة القتل بقانون الطفل.
وكانت الأجهزة الأمنية في مركز تلا بمحافظة المنوفية، ألقت مساء أمس السبت، القبض على المتهم "إسلام. ا" الشاب الرابع الذي اعتدى على محمود البنا شهيد الشهامة، والمتهم فيها محمد أشرف راجح، المتهم الرئيسي في قتل محمود البنا، والمعروف إعلاميا بـ"ضحية الشهامة"، ومساعديه كلا من "إسلام عواد" البالغ من العمر 17 عاما، و"مصطفى محمد"، في نفس عمر السابق، ومقيمان جميعا بمدينة تلا.
ونجحت المباحث بمديرية أمن المنوفية، تحت إشراف اللواء محمد عمارة، مدير المباحث الجنائية في ضبط المتهم، الذي حاول مساعدتهم في الهروب عبر دراجة النارية، وبمواجهة المتهمين اعترفوا بقتل محمد أشرف راجح، المجني عليه، بسبب خلافات على مغازلة فتاة.
وتلقى اللواء محمد ناجي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن المنوفية، إخطارًا من اللواء محمد عمارة، مدير المباحث الجنائية بالمنوفية، يفيد استقبال مستشفى تلا المركزي "محمود. ع. أ"، طالب بالصف الثالث الثانوي، جثة هامدة إثر طعنات نافذة بالبطن، وبالانتقال الفوري والفحص تبين تعدي "راجح .م"، 18 عاما، عليه بمطواة نتيجة مشادة كلامية حال معاتبته على مغازلة جارتهما، أثناء تواجدهم في إحدى المقاهي المتواجدة بالمدينة، وجرى تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات.
وأمر النائب العام بإحالة المتهم "محمد أشرف عبدالغني راجح"، وثلاثة آخرين محبوسين إلى محاكمة جنائية عاجلة؛ لاتهامهم بقتل المجني عليه "محمود محمد سعيد البنا" عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة في القضية رقم 14568 لسنة 2019 جنح، عن حقيقة الواقعة؛ والتي بدأت عندما استاء المجني عليه من تصرفات المتهم قِبل إحدى الفتيات؛ فنشر كتاباتٍ على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام" أثارت غضب المتهم؛ فأرسل الأخير إلى المجني عليه عبر برامج المحادثات رسائل التهديد والوعيد؛ ثم اتفق مع عصبة من أصدقائه على قتله، وأعدوا لذلك مطاوي، وعبواتٍ تنفث مواد حارقة للعيون، مصنعة أساسًا للدفاع عن النفس، وتخيروا يوم الأربعاء التاسع من أكتوبر عام 2019 موعدًا لذلك.
وأضافت التحقيقات أن المتهمان محمد راجح وإسلام عواد تربصا بالمجني عليه بموضعٍ قرب شارع هندسة الري بمدينة تلا بمحافظة المنوفية، وما أن ابتعد المجني عليه عن تجمعٍ لأصدقائه؛ حتى تكالبا عليه؛ فأمسكه الأول من تلابيبه مشهرًا مطواة في وجهه، ونفث الثاني على وجهه المادة الحارقة؛ وعلت أصواتهم حتى سمعها أصدقاء المجني عليه فهرعوا إليه وخلصوه من بين يديه؛ ليركض محاولا الهرب.
وأشارت التحقيقات أن المتهمان تبعاه حتى التقاه المتهم الثالث مصطفى الميهي، وأشهر مطواة في وجهه أعاقت هربه، وتمكن على إثرها من استيقافه؛ ليعاجله المتهم الأول بضربه بوجنته اليمنى أتبعها بطعنة بأعلى فخذه الأيسر، وذلك بعدما منعوا أصدقاءه من نجدته مستخدمين المادة الحارقة؛ ليتركوه مثخنًا بجراحه؛ فنقله الأهالي إلى مستشفى تلا المركزي، بينما هرب المتهم الأول على دراجة آلية قادها المتهم الرابع إسلام إسماعيل.
وانتقلت النيابة العامة إلى المستشفى وناظرت جثمان المجني عليه، كما سألت شهود الواقعة، وأصدرت قرارها بإجراء الصفة التشريحية لجثمان المجني عليه، وبالتحفظ على تسجيلات آلات المراقبة بمكان الواقعة، واطلعت على محتوى الرسائل التي تبادلها المتهم الأول والمجني عليه.
وأظهرت مناظرة النيابة العامة للمجني عليه إصابته بوجهه وأعلى فخذه، وأجمع شهود الواقعة على أن سبب الإصابتين ضربة وطعنة من المتهم الأول للمجني عليه، وأكد أطباء مصلحة الطب الشرعي أن الطعنة التي أصابت فخذ المجني عليه الأيسر هي التي تسببت في وفاته وأنها جائزة الحدوث من مطواة وكالتصوير الذي أجمع عليه الشهود، وشاهدت النيابة العامة بتسجيلات آلات المراقبة وقوع الشجار مع المجني عليه وسط حشدٍ من الفتيان ثم تقهقره ومحاولة هربه ولحاق آخرين به ثم ظهوره بمشهدٍ ثانٍ وآخر يحاول الإمساك به، وبمشهدٍ أخير والدم يسيل من رجله اليسرى، كما اطلعت على رسائل من المتهم إلى المجني عليه سبقت الواقعة تضمنت تهديدًا ووعيدًا له بإيذائه بدنيا.
وأكدت أقوال متهمين إشهار المتهم الأول مطواة قرن غزال في وجه المجني عليه ونفث المتهم الثالث المادة الحارقة في وجوه من هبوا لنجدته، بينما قرر متهمان أن المتهم محمد راجح طعن المجني عليه برجله اليسرى.