التسامح والتعايش بسلام وهدوء نفسى وتقبُّل الآخرين، رغم اختلافهم الجنسى والدينى والعرقى، دون الوقوع تحت وطأة التنمر، رسالة ناصر حسين، مصور فوتوغرافيا، من خلال جلسة تصوير لفتاتين، إحداهما تعانى من مرض البهاق، والأخرى يغطى النمش وجهها وجسدها بالكامل.
ربما يضيف المرض أو لون البشرة، وكذلك اختلاف الأفكار، جاذبية إلى البعض، وهو ما أراد «ناصر» إبرازه بهذه الجلسة التى استعان فيها بصديقتين له، الأولى «جهاد»، 16 عاماً، التى يراها متميزة بالنمش الذى يغطى وجهها، وبشعرها الأقرب للون البرتقالى ويشبه فى تناثره على وجهها خيوط الشمس وقت الظهيرة، والأخرى «شهد»، 15 عاماً، التى لا تقل جمالاً عنها رغم البهاق الذى يطبع لونه الغامق على وجهها ويديها.
وحسب «ناصر»: «الاتنين بيتعرّضوا لتنمُّر وجمل سخيفة فى الشارع، ده غير السخرية اللى بيضطروا يسمعوها زى إيه اللونين اللى فى وشك دول، وإيه النقط دى انتى قعدتى ترسميهم لوحدك؟!»، موضحاً أنهما لا تستطيعان الرد على هذه التعليقات السيئة، وهو ما يزيد من غضبهما: «الموضوع ضايقنى جداً لما سمعته منهم، وطبعاً مش هقدر امشى اقول لكل واحد إن دى خلقة ربنا والمفروض نحترم بعضنا زى ما الديانات بتنص على التسامح».
استغرقت الجلسة ساعة تقريباً، وكانت كفيلة لتوصيل رسالته بإيجاز، وبالفعل لاقى ردود فعل إيجابية، خصوصاً عندما قام بنشر الصور على صفحته على موقع «فيس بوك»، وهو عادةً ما يستخدم كاميرته لمناقشة بعض قضايا التنمر، ونشر الإيجابية بين المواطنين: «ناس كتير بعتت لى فى الكومنتات وعلى الرسايل إنهم فهموا الرسالة»، وحسب «ناصر»، قام البعض بالتواصل معه للمساهمة فى نشر فكرته بنشر الصور فى أماكن كثيرة، من أجل مساعدته على تغيير الصورة الذهنية السيئة عند البعض.
تعليقات الفيسبوك